رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أحمد بن عبدالعزيز الحصين 22 سبتمبر، 2021 0 تعليق

طلائع الأنوار في تراجم علماء السلف الأبرار – الشيخ إبراهيم بن صالح ابن عيسى -رحمه الله

إن قراءة تراجم العلماء والتعرف على سير حياتهم وجهادهم وما بذلوه، له الأثر الأكبر في الأمة؛ لما لِسِيَرِهم من الفوائد العظيمة التي تجعل طالب العلم سائرًا على ما كان عليه العلماء، من تعلم العلم والعمل به، والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه، كما أن فيها شحذا للهمم وإيقاظها، وفيها العبر والفوائد والمواعظ لمن كان مُتأسيا، وقد كرَّم الله - سبحانه وتعالى- آدم -عليه السلام- وفضّله بالعلم، وذلك في قوله -تعالى-: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة: 31)، واليوم نحن مع علم آخر من هؤلاء الأعلام، وهو العلامة المؤرخ الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى -رحمه الله.

مولده ونشأته

- اسمه: هو الشيخ العلامة المؤرخ إبراهيم بن صالح بن إبراهيم بن محمد بن عيسى من بني زيد القبيلة القحطانية المعروفة، وأخواله من آل فريح من قبيلة بني تميم.

- مولده: ولد بمدينة أوشيقر في شعبان (12/8/1270هـ - 1854م).

- نشأته: نشأ نشأة دينية، فحفظ القرآن الكريم منذ الصغر، وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط.

شيوخه وطلبه للعلم

- شيوخه: الشيخ على بن عبدالله بن عيسى، والشيخ عيسى بن عكاس الذي قرأ عليه في الأحساء ولازمه عشر سنوات.

     ثم رحل إلى الهند فقرأ على علمائها، ولازم الشيخ العلامة صديق حسن خان، كما قرأ على غيره من علماء الحديث، وأجيز من علماء الحديث هناك، وأجيز بسند متصل، ثم رحل إلى بغداد فقرأ على علمائها، ثم رحل إلى الزبير ولازم علماء الحنابلة فيه، ومن أشهر مشايخه هناك: العلامة الشيخ صالح بن حمد المبيض، ثم رحل إلى الحجاز فقرأ على علماء المسجد، ثم رحل إلى عنيزة فاستوطنها. قال عنه ابن بشر: آية في العلم، له المعرفة التامة في الحديث ورجاله وصحيحه وحسنه وضعيفه، والفقه والتفسير والنحو.

أعماله

وكان خطاطًا ويقيّد كل ما يمر عليه، ولا يسأم من الكتابة، ويراسل العلماء، وكان واسع الاطلاع في الفقه والفرائض، والحديث، وعلوم العربية، وكان مرجعاً في الأدب والتاريخ والأنساب.

صفاته

     صفاته: كان - رحمه الله - كريم النفس كثير التواضع، حسن العشرة، لطيف الروح، صاحب خط جميل، وصَّالًا للرحم، مستقيمًا في دينه، يناصح الخاصة والعامة، واسع الاطلاع، ورعاً، وزاهدًا حتى إنه رُشِّح للقضاء فامتنع، علامة في فنون العلوم المختلفة، وكان مرجعًا في عصره يُشار إليه بالبنان.

مؤلفاته

     مؤلفاته  - رحمه الله: عقد الدرر فيما وقع في نجد من الحوادث في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر، وتاريخ نجد يبتدئ من عام (1303هـ - 1339هـ) ويعد مكملًا للتاريخ الذي قبله، وتاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد يبدأ من عام (820 - 1340هـ)، ونبذة عن بلاد العرب، ونبذة عن أشراف مكة المكرّمة، ومجاميع كثيرة تقع بأحجام مختلفة (كشكول)، كان رحمه الله يدوِّن فيها ما يراه أو يسمعه أو يقرؤه من الفوائد في فنون العلوم المختلفة، وجزء متوسط في أنساب العرب القحطانيين والعدنانيين، وقصائد شعرية لو جُمعت لجاءت في كتاب، ونظم مطول رد به على يوسف النبهاني.

وفاته -رحمه الله

وفاته رحمه الله: توفى في عنيزة يوم السبت 8/10/1343هـ (1925)، وشيَّعه جماعة كبيرة من الناس، ورثاه كثير من الشعراء. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك