طفلك وأحداث فلسطين
تتصارع المشاهد والأحداث عبر صندوق صغير، ينقل للعالم أحداث حرب على روح الإسلام وقلب المسلمين أحداث أرض فلسطين، في غزة الصامدة، والضفة المرابطة، والقدس المباركة، أحداث تتناقل من زمن لزمن، تولد صورة في أذهاننا وأذهان أطفالنا لن تنساها الذاكرة مطلقاً، فكيف نساعدهم أن يكونوا أكثر إيجابية مع بشاعة المنظر، وأن يكونوا أقوى ارتباطا بفلسطين وقدسها مهما بلغت المخططات لطمسها، وسؤال يتردد على لسان كل أب و أم في الأسرة المسلمة، هل أسمح لأطفالي أن يتابعوا ما يدور من أحداث في فلسطين؟ وأي عمر مناسب لرؤية الأحداث؟ وكيف نربط أطفالنا بالقضية الفلسطينية ربطا إيجابيا؟
مشاهد دامية وطفولة قلقة
الأطفال يتبعون الكبار في شتى السلوكيات، وأحداث غزة الدامية عبر التلفاز لا تفارق أي بيت، بصيحات الغضب، ودموع متألمة، هنا تبدأ تساؤلات الأطفال عن دموع أمهاتهم وصيحات غضب آبائهم، عن مشاهد القتل والتدمير والنيران، وعن وجع أهل غزة المظلومة، هنا يدرك الآباء ظلم متابعة أطفالهم لتلك الأحداث ولاسيما تحت سن السادسة؛ لأنها ليست مشاهد كرتونية، ولا خيالاً حالماً بطفولة بين الحدائق والبساتين؛ فهي تثير القلق والفزع لدى الطفل، ولاسيما عندما يرى أمه منكمشة، مصفرة الوجه، عيونها باكية، ويرى أباه ينتفض غضباً على ما يشاهد، هذا الغضب والخوف والقلق ينتقل إلى الطفل فيراه على شكل كوابيس ليلية، ورفض النوم بمفرده، أو يتبول تبولاً لاإرادياً، أو يصاب بكثرة السرحان؛ فيفضل عدم متابعة الأحداث الدامية في فلسطين أمام الأطفال تحت سن السادسة.
أربع أساليب تساعدك على ربط طفلك بقضية فلسطين والقدس المباركة:
أولاً : التهيئة
ينصح التربويون باستخدام أسلوب القصة مع الأطفال تحت سن السادسة لتهيئتهم للقيم الإنسانية والإيمانية والعقائدية، وهنا سيكون إيجابياً أن نستخدم القصة بشكل حكاية ترويها الأم عن فلسطين وقضيتها، وعن أرضها المسروقة، وعن المسجد الأقصى المبارك حوله، فيمكن أن تروي لطفلك قصة لص جاء على بيت يسرقه فأخذه من أهله وكم دافع أهل البيت عنه، وكم عانوا من اللص! ويمكن أيضاً أن تقص عليهم قصص الحيوانات للعمر الصغير تحت الثلاث سنوات، ويمكن أن تنسجي قصصا تداعب خيال طفلك وتشوقه لفلسطين وطبيعتها وبساتينها، مثلاً أن تروي له حكاية تأخذينه فيها إلى فلسطين، ويلعب بأرجوحتها وهكذا أنت تمهدين لطفلك عن فلسطين وجرحها فتسكن قصصها في اللاوعي لديه وتمهد ارتباطه بها.
ثانيًا: التعلم
بعد سن السادسة يدخل طفلك للمدرسة، وهنا يبدأ مرحلة التعلم والتعلم ليس قراءة وكتابة فقط، بل هو غرس للقيم والعقيدة وهو تنمية روحية وأخلاقية، وعلينا استثمار هذا العمر وأن نبدأ بتعليم أطفالنا ما فلسطين؟ وما المسجد الأقصى؟ وكيف عرج منه سيدنا محمد إلى السماء؟
ثالثاً: المتابعة
عند سن التاسعة والعاشرة علينا السماح لأطفالنا بمتابعة أحداث فلسطين وكيف يظلم أعداء الإسلام أهلها؛ لأن الطفل في هذا العمر تبدأ عنده عملية التجرد الفكري لديه، ويصبح قادراً على ربط الحقائق فيما بينها، وهنا علينا أن نشجعه على التفكير، ونتيح له فرصة الاطلاع والمعرفة الأوسع من خلال الحوار والمناقشة والبحث، وربط قضية فلسطين بالدين؛ لأنها قضية عقائدية وليست محلية أو إقليمية، وروحها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين، فلو غرسنا ذلك في نفوس أطفالنا لن يضربوا في صميم عزيمتهم مهما طال الظلم، واتسعت حدود الجلاد.
رابعاً : المشاركة
بعد سن العاشرة يعد هذا العمر هو سن المشاركة وإثبات الذات؛ لذلك علينا تشجيعهم على المشاركة والفعل، وتطوير الأفكار والأفعال لتقوى إرادتهم، ويكبر انتماؤهم الإسلامي لفلسطين، وتأبى أنفسهم الظلم والانكسار في الصغيرة قبل الكبيرة، هنا علينا تشجيعهم على أفكارهم لنصرة فلسطين وقضيتهم الإسلامية، ومن الأنشطة ذات القيمة التربوية والعقائدية المهمة:
- تكوين لوبي يدافع عن فلسطين عبر الإنترنت.
- عقد مسابقات لجمع معلومات عن فلسطين وتاريخ الفتح الإسلامي لها.
- التعبير عن ظلم أهلها وعن الأحداث الدامية في غزة والضفة والقدس بالرسم والألوان.
- كتابة موضوع أو خبر صحفي عن أحداث فلسطين وقراءتها في الإذاعة الصباحية للمدرسة.
- توفير جزء من مصروفه لنصرة فلسطين وأطفال فلسطين.
- حفظ الأناشيد التي تربطهم بفلسطين وقدسها المباركة.
- البحث عن أخبار فلسطين عبر نشرات الأخبار وصفحات الإنترنت، والجرائد اليومية.
- التواصل مع أشخاص من فلسطين عبر الهاتف أو الإنترنت.
- تصميم شعارات من خلال الصور والتعليق عليها عبر برنامج (الفوتوشوب).
- تشجيعهم على وجود صورة لخريطة فلسطين والمسجد الأقصى في غرفهم الخاصة
لاتوجد تعليقات