طفـــلك ونوبات غضبـــه
غضب طفلك غالباً ما يكون دافعاً للفت انتباهك وممارسة السيطرة على تصرفك، وإذا كان السلوك الغاضب قد أجدى نفعاً في السابق فسوف يستمر طفلك بممارسته بالمستقبل بوصفه أسلوباً لتلبية رغباته رغماً عنكِ، فيجب أن يَفهم طفلك أن الغضب ليس وسيلة للوصول، وإنما هو شعور طبيعي، لكن التعبير عنه بالصراخ بطريقة عدوانية أمر غير طبيعي، ويجب أن يعرف مباشرة أنه ارتكب خطأ. وإليكِ بعض الطرائق للتعامل مع نوبات الغضب.
عندما ينتاب طفلك نوبات الغضب والصراخ:
- لا تشتركي معه بالغضب فتردي على صراخه بصراخ حتى لو طالت فترة الغضب، ولا تحاولي مجادلته أو معارضته أو مناقشته أو إقناعه بالمنطق في نوبات غضبه.
- لا تمنعي بكاءه وانهمار دموعه؛ فبكاؤه يساعده على تهدئة غضبه.
- قبول غضبه مع التزامك بالهدوء، وضبط مشاعرك، وانزلي لمستوى طوله مع لمسه وإحاطته بذراعيك وجسدك بحنان لمنعه من حركته المؤذية لنفسه أو أحد أفراد أسرته.
- أقري بمشاعره وبحقه فيها مثل: أنا عارفة إنك زعلان جداً.. كان نفسك بساعة إضافية للعب، حاجة تزعل فعلا، بلا إيجاد للحلول أو التذكير بالالتزامات الواجبة عليه أو محاولات لإقناعه فقط إقرار بمشاعره حتى يصله احترامك لمشاعره.
- إذا طالت مدة النوبة فذكريه بأنكِ بانتظاره حتى يهدأ وتستطيعي سماعه ومناقشته.
- التزمي بقرارك ولا تغيري رأيك، ولا تقبلي بالتنازل أو تسمحي بالممنوع بعد حدوث نوبة الغضب والعصبية فيُدرك أنه بفعل نوبته استطاع التأثير عليك.
- لا تكافئيه أو تعاقبيه للتوقف عن نوبة الغضب حتى يدرك أن تلك النوبات العصبية التي تسبب له الكثير من الأذى لا تُجدي نفعاً ولا تُغير من الواقع شيئاً.
- لا تشعري بالحرج من نوبات الغضب أمام الضيوف، وتضطري إلى معاملة مميزة فينتبه طفلك إلى ذلك، ويتعلم استغلالها؛ مما يدفعه إلى تمثيل نوبات غضب مصطنعة حتى يحقق هدفه؛ فلا تقلقي كثيراً بشأن ما سيفكر به الآخرون.
- اتركيه في حالة غضبه إذا زادت عن الحد دون أن تقولي له أو تطلبي منه شيئاً، حتى يرجع إلى وضعه الطبيعي، لأجل إفهامه أن الغضب لا يَحُول دون الانصياع للأمر، فيلجأ للغضب في كل مرة لا يريد فيها الاستجابة لكِ.
- كونِي قدوة له في المنزل؛ فلا يراكِ وأنتِ غاضبة، وقد نجح أحدهم باستفزازك أو إخراجك عن طورك أمامه.
- دربيه على مواجهة الاستفزاز بهدوء أعصاب وردة فعل هادئة، ولا تتوقعي من طفلك أن يقدر على مقاومة سخرية الآخرين بينما أسرته أكثر من يسخر منه.
- كونِي متوازنة واشكريه بعد نوبته على قدرته على تخطيها والبدء بالتفاوض والمناقشة على ما سبَّب الغضب وعرض الحلول المناسبة.
فأفضل طريقة للتعامل مع نوبة الغضب لدى طفلك بتجاهله تماماً عندما تجتاح طفلك نوبة الغضب ولاسيما في الأماكن العامة؛ فيكون الدافع لديه في الغالب هو لفت انتباهك و ممارسة السيطرة على تصرفك، و إذا كان هذا السلوك الغاضب منه قد أجدى نفعاً في السابق، فسوف يستمر طفلك في ممارسته في المستقبل، وهنا يجب أن تتخطي الموقف بتجاهل طفلك تماماً وإكمال ما كنتِ تفعلين، وسوف يوقف طفلك غضبه و يلحق بك، أو يفعل ما تريدين، ولا تهتمّي بالآخرين؛ فالمهم هنا هو استئصال هذا السلوك السيئ، ومن المهم أيضاً تجنب تحميل طفلك مسؤوليات الرجولة التي لم يصل إلى العمر المناسب لتحملها، ويُفضل أن تذكري له أيضاً أنه ليس مخطئاً بغضبه حينما يتعرض لمواقف تغضبه، وإنما الخطأ هو التعبير عن الغضب بسلوك سيء، وترجمي ذلك بتجربة عملية بينك وبينه، وشاركيه الغضب لتقدمي له تجربة نموذجية يشارك فيها ويتعرف على سلوكيات حسنة للتعبير عن الغضب.
وأخيراً لابد أن يشعر طفلك بأنك الملجأ الآمن الذي يمكنه اللجوء إليه دائما بلا خوف من تعنيف أو حتى توبيخ أو عتاب.
لاتوجد تعليقات