رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المستشارة التربوية: شيماء ناصر 3 ديسمبر، 2012 0 تعليق

طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل


يأتي الطفل إلى هذا العالم وعقله مهيأ لتلقي الكثير من المعلومات التي سيحصل عليها من خلال حواسه الخمس: السمع والبصر والتذوق والشم واللمس، فكيف نستطيع تنمية هذه الحواس لديه كي يكبر وينمو بطريقة طبيعية؟

المهارات البصرية - متلازمة داون:

     من المهم جداً تمرين الطفل على بعض مهارات النظر، وذلك بدءاً من العام الأول من عمر الطفل، ويمكن أن تحاول الأم البدء ببعض هذه التمارين بعد الأشهر الستة الأولى، والاستمرار بها إذا لاقت استجابة من الطفل.

ونورد فيما يلي أهم مهارات النظر:

أ) تبادل النظرات.

ب) تعقب الأشياء المتحركة.

ج) النظرة المشتركة.

أ) تبادل النظرات:

     يستحسن تمرين أطفال (متلازمة داون)منذ عامهم الأول على ضرورة النظر إلى وجوه الآخرين بتوجيه النظر إليهم؛ لذا ينبغي تدريب الطفل على هذه المهارة، لحاجته إليها مستقبلاً لدى بدئه بالنطق، ولهذه الغاية من تطبيق تمارين عديدة مشابهة لتلك التي نشرحها فيما يلي:

     تضع الأم طفلها في حضنها، ووجهه يقابل وجهها، ومن المستحسن أن تساعده إذا لزم الأمر على رفع رأسه قليلاً ليتمكن من توجيه نظره إلى نظرها؛ لأن غالبية أطفال متلازمة داون يعانون من ارتخاء في العضلات، وتبدأ في اللعب معه وملاحظة تبادل النظر بينها وبين طفلها، ويشمل اللعب بالأصوات وملاعبة الطفل جسدياً.

ب - تعقب الأشياء المتحركة بالنظر:

     تعقب الأشياء المتحركة بالنظر مهارة مهمة، يجب أن نعلمها لطفل (متلازمة داون) منذ نعومة أظافره؛ ليتمكن من تعلم أسماء هذه الأشياء، فعندما يكون الطفل مثلاً مع أمه، وترى والدته قطة تجري، تشير الأم إليها وتقول: «انظر قطة!» فينظر الطفل إلى القطة متابعا حركتها، وقس على ذلك العديد من الأمثلة؛ الأمر الذي يساعد على انطباع شكل القطة واسمها في ذاكرته، ويستحسن تمرين الطفل على ذلك مراراً، وكلما سنحت الفرصة في جميع الأحوال، سواء أكان ذلك في المنزل، أم في السوق، أم الملعب، ليكتسب الطفل هذه المهارة، التي ستساعده على تعلم كلمات جديدة، ويمكن الاستعانة لهذا الغرض بالتمارين الآتية:

     تطير الأم بالوناً، وتتابع حركته مع الطفل، ويستحسن لشد انتباه الطفل أن تقول الأم بصوت مرتفع: «انظر إلى البالون إنه يطير!».

نستخدم أداة توليد فقاعات، ونتابع مع الطفل النظر إلى هذه الفقاعات أثناء ارتفاعها بالجو...إلخ.

ج- النظرة المشتركة:

     مثال ذلك أن ينظر الطفل إلى أمه، ويلاحظ أنها توجه نظرها إلى شيء، فيحول هو بدوره نظره إلى هذا الشيء، ليشاركها النظر إليه، فتسميه له، ولاكتساب الطفل مهارة النظر إلى الأشياء وتذكر معالمها، يمكن تدريب أطفال (متلازمة داون) على هذه المهارة بالتمارين الآتية:

- تجلس الأم مقابل الطفل، وتضع كرة أو لعبة أمام وجهها، ثم تبعد الكرة ببطء وتخاطب الطفل قائلة: «انظر إلى الكرة أليست جميلة».

- كلما لاحظنا في الحياة العملية أن الطفل اتجه بنظره إلى شيء، نسميه له مكررين ذلك مرات عدة، لتشجيعه على تركيز انتباهه عليه.

- عندما نرى مثلاً إحدى أخوات الطفل مقبلة، نشير إليها ونقول للطفل بصوت مرتفع نسبيا:ً «انظر إنها أختك مقبلة علينا» وهكذا.

المهارات السمعية

     هناك مهارات سمعية عديدة، يمكن تعليمها للطفل بدءاً من الشهر السادس من عمره، وإذا لوحظ عدم استجابة الطفل كلياً لهذه التمارين، يمكن آنذاك تأجيلها لأسابيع عدة  ثم العودة إليها، ونورد فيما يلي بعض هذه التمارين:

أ) تحديد مصدر الصوت.

ب) الإصغاء للأصوات.

أ) تحديد مصدر الصوت

     إن مقدرة الطفل على تحديد مصدر الصوت والالتفات إلى هذا المصدر والتركيز عليه مهمة جداً، فهذه المقدرة تساعد الطفل لدى سماعه حديث شخص أو أشخاص عدة على تحديد الشخص المتكلم، والانتباه إلى حديثه والتركيز عليه؛ لذا فمن المستحسن تمرين أطفال متلازمة داون على كيفية تحديد مصادر الأصوات باستخدام التمارين التالية:

- تعريف الطفل على الأصوات المختلفة: تستخدم الأم مصادر مختلفة للأصوات كأن تصفق أمامه، أو تصفر بشفتيها، أو تهز جرساً يدوياً صغيراً، أو تنفخ في صفارة...إلخ.

- لتمرين الطفل على تحديد مصدر الصوت، تهز الأم، على سبيل المثال جرساً أمام الطفل، ثم تبعد هذا الجرس قليلاً، وتهزه إلى يسار الطفل أو يمينه، ليلتفت إلى مصدر الصوت.

- تدير الأم أمام الطفل لعبة من النوع الذي يعمل بالبطارية ويصدر صوتاً مرتفعاً، ثم تشغل اللعبة ذاتها وراء مقعد، ليسمعها الطفل دون أن يراها، ويلتفت إلى الناحية التي يصدر منها الصوت، أو يزحف باتجاهه.

ب) الإصغاء للأصوات:

     لا يكفي أن يسمع الطفل الأصوات، بل من المهم جداً أن يتعلم الإصغاء إليها، فالطفل تحيط به مصادر أصوات عديدة ومختلفة، ولا بد أن يتعلم الطفل التمييز بين الصوت المفيد الإصغاء إليه كأصوات الناس، وغير المفيد الإصغاء إليه كصوت الساعة أو ضجيج الثلاجة أو المكيف.

وفيما يلي بعض التمارين التي تساعد على اكتساب المقدرة على الانتباه للأصوات والإصغاء إلى المهم منها:

- اجعلي من صوتك مصدر أصوات مختلفة، وقلدي أصوات بعض الحيوانات كمواء القطة أو نباح الكلب لشد انتباه الطفل للإصغاء إلى هذه الأصوات.

- اتركي الطفل يلعب ببعض الألعاب ثم أنشدي  له أنشودة قصيرة وراقبي ردة فعله، عندما يسمع الطفل صوتاً يهمه يتوقف عن اللعب ويصغي إلى مصدر الصوت، كرري ذلك مع إطالة الأغنية تدريجياً لتدريب الطفل على الإصغاء ولمدة أطول.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك