رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: عبدالله بن سليمان المنيع 22 يوليو، 2010 0 تعليق

طاعة ولي الأمر ومحبته

 

 

أمرنا الله سبحانه وتعالى بطاعة ولي الأمر كما أمرنا بطاعته وطاعة رسله فقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، ولاشك أن ولي الأمر هو المسؤول والراعي لرعيته من حيث العناية والحفاظ على جميع ما يتعلق بحقوقهم سواء أكانت حقوقاً تتعلق بعقائدهم أم بأموالهم أم بدمائهم أم بعقولهم أم بنسلهم أم بأعراضهم، هذه الأمور هي من مسؤولية ولي الأمر، ولاشك أن ولي الأمر مسؤول عن تحقيق الأمن الجنائي والغذائي والصحي وأيضا التعليمي وجميع ما يتعلق بأسباب سعادة الرعية، ولي الأمر مسؤول عن تحقيق ذلك كله. وبما أن مسؤولية ولي الأمر حفظ هذه الحقوق التي يجب عليه بذل جهده هو وأعوانه في سبيل تحقيقها، فلاشك أنه محل عناية ورعاية واحترام وتعاون وتعاطف، والمتعاونون مع ولاة الأمور هم من الذين يتعاونون على البر والتقوى، والله سبحانه وتعالى أمرنا بطاعة ولاة الأمور، والإمام أحمد - رحمه الله - في فتنة خلق القرآن حينما عذبه ولي الأمر في ذلك الوقت ليقول ما قاله غيره بأن القرآن مخلوق، وهو قول باطل وقول غير صحيح، كان - رحمه الله رحمة واسعة - على مبدأ وعلى صلابة وثبات عقيدته في أن كتاب الله منزل غير مخلوق، وحينما ألزموه بذلك واضطروه إلى سجنه وتعذيبه قال له بعض تلاميذه: لو دعوت على ولي الأمر بأن ينتقم الله سبحانه وتعالى منه بإبعاده عن كرسي الولاية، قال - رحمه الله -: والله لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها لولي الأمر لا أصرفها دعوة عليه.

لماذا فعل ذلك؟ لأنه يعرف أن صلاح ولي الأمر صلاح للأمة وفي صلاحه الخير الكثير لما يترتب عليه من حماية الأمة من جميع الجوانب التي هي محل انتقاص، وبناء على هذا فنحن نقول: إن طاعة ولي الأمر تعدُّ تقرباً من العبد إلى ربه، ومن طاعة ولي الأمر نصيحته، والرسول[ يبين أن الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وطاعة ولي الأمر ينبغي أن تكون في معروف، لا طاعة لمخلوق في معصية خالق، فإذا كان هناك أمر من ولي الأمر يحتاج إلى تنبيه فيجب تنبيهه وتحذيره من ذلك، فهذا من طاعته وهذا مما يتقرب به العبد إلى ربه؛ فينبغي أن يكون أفراد الأمة على رعاية وعناية واهتمام بالمساهمة والمشاركة والتعاون مع ولاة الأمر إن هم ولاة الأمر بما فيه طاعة وبما فيه مصلحة للأمة فيجب التعاون معهم في ذلك، وإن كان من ولاة الأمر من فيه تأثير على الحياة العامة للأمة من حيث دينها ومن حيث مسالكها وتعاملها واتجاهاتها، فيجب النصح لولي الأمر سواء أكان ذلك فيما يتعلق بالجوانب الإيجابية أم كان ذلك فيما يتعلق بالجوانب السلبية؛ فولي الأمر تنتظم به حياة الناس والشاعر يقول:

                   لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم                    ولا سراة إذا جهالهم سادوا 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك