طاعة الله ورسوله سبب السعادة عاجلًا وآجلًا 1
قال ابن القيم -رحمه الله-: «طاعة الله ورسوله، وتحكيم الله ورسوله هو سبب السعادة عاجلا وآجلًا، ومَن تدبر العالم والشرور الواقعة فيه، علم أن كل شر في العالم سببه مخالفة الرسول والخروج عن طاعته، وكل خير في العالم؛ فإنه بسبب طاعة الرسول.
وكذلك شرور الآخرة وآلامها وعذابها؛ إنما هو مِن موجبات مخالفة الرسول ومقتضياتها، فعاد شر الدنيا والآخرة إلى مخالفة الرسول وما يترتب عليه، فلو أن الناس أطاعوا الرسول حق طاعته لم يكن في الأرض شر قط، وهذا كما أنه معلوم في الشرور العامة والمصائب الواقعة في الأرض، فكذلك هو في الشر والألم والغم الذي يصيب العبد في نفسه فإنما هو بسبب مخالفة الرسول؛ ولأن طاعته هي الحصن الذي مَن دخله كان مِن الآمنين، والكهف الذي مَن لجأ إليه كان مِن الناجين.
فعلم أن شرور الدنيا والآخرة إنما هو الجهل بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والخروج عنه، وهذا برهان قاطع على أنه لا نجاة للعبد ولا سعادة إلا بالاجتهاد في معرفة ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - علمًا، والقيام به عملًا.
وكمال هذه السعادة بأمرين آخرين:
- أحدهما: دعوة الخلق إليه.
- والثاني: صبره واجتهاده على تلك الدعوة.
الكمال الإنساني:
فانحصر الكمال الإنساني على هذه المراتب الأربعة:
- أحدهما: العلم بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم .
- والثانية: العمل به.
- والثالثة: نشره في الناس ودعوتهم إليه.
- والرابعة: صبره وجهاده في أدائه وتنفيذه.
ومَن تطلعت همته إلى معرفة ما كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم- وأراد اتباعهم، فهذه طريقهم حقًّا:
فإن شئت وصل القوم فاسلك سبيلهم
فـقـد وضـحـت لـلـسـالـكـيـن عـيـانـًـا»
لاتوجد تعليقات