رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ناصر الخالدي 4 سبتمبر، 2012 0 تعليق

طارق العيسى – رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي – بعد عودته من إغاثة المهجرين السوريين في الأردن: المخيم أزمة إنسانية تستوجب تدخل كل من له القدرة على تغيير الواقع المرير هناك من دول ومنظمات خيرية وأفراد

قام وفد يمثل جمعية إحياء التراث الإسلامي في الكويت برفقة السفير الكويتي لدى الأردن بزيارة إلى مخيم (تل الزعتري) والمخيمات الأخرى في الأردن د.حمد الدعيج الذي أقيم لاستقبال اللاجئين (المهجرين) من المعارك الدائرة في سوريا، وكان الوفد برئاسة طارق العيسى – رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي يرافقه سعادة د.حمد الدعيج – سفير دولة الكويت لدى الأردن، وعضوية كل من: سليمان البريه – عضو مجلس الإدارة، وعبدالعزيز بو قريص – مدير الإدارة المالية بالجمعية.

       وقد قام الوفد بتوزيع دفعة من مواد الإغاثة التي يقوم بإرسالها أهل الكويت يرافقهم ممثل عن جمعية التكافل الأردنية، كما قام الوفد بزيارة عدد من المخيمات الأخرى، ومنها: مخيم حديقة الملك، ومخيم معسكر أسبيرو.

       وفي تصريح له قال طارق العيسى – رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي ورئيس الوفد: إن ما رأيناه في المخيم يمثل أزمة إنسانية تستوجب تدخل كل من له القدرة على تغيير الواقع المرير هناك من دول ومنظمات خيرية وأفراد؛ حيث إن هذا المخيم (الزعتري) يكتظ بما يصل إلى 20 ألف إنسان أخرجوا من ديارهم، والكثير منهم وصل إلى المخيم ولا يحمل معه من متاع الدنيا شيئا، حتى إن الكثير منهم أخبرنا أنه اضطر إلى إلقاء كل ما يحمله من متاع وحاجيات بسبب طول الطريق، وحتى يستطيع مواصلة السير بعيداً عن قوات الجيش السوري والشبيحة الذين لم يكونوا يميزون بين المقاتلين والمدنيين، أو بين النساء والأطفال وغيرهم.

       وأضاف العيسى أن هذه الأزمة الإنسانية مرشحة للتفاقم والزيادة نظراً لاستمرار دخول اللاجئين، وقال: إننا بداية نشكر الأردن ملكاً وحكومة وشعباً على استضافتهم لهذا العدد الكبير من اللاجئين وعلى كل ما يقدمونه من إغاثة وخدمات لهم، والتي تمثل عبئاً كبيراً على كاهل الحكومة الأردنية، وإننا في جمعية إحياء التراث الإسلامي قد عملنا منذ بداية الثورة في سوريا على تسيير حملات الإغاثة للاجئين في مختلف الدول، وسعينا كذلك إلى إيصال المساعدات إلى اللاجئين والمتضررين في الداخل قدر الإمكان.

       كما لا أنسى أن أشيد بدور السفارة الكويتية في المملكة الأردنية الهاشمية وعلى رأسها سعادة سفير الخير د. حمد الدعيج على الدعم غير المحدود لحملات الإغاثة التي ترسلها الجمعيات الخيرية الكويتية وحرصه على الحضور والمشاركة في توزيع مواد الإغاثة بنفسه.

       وقد أشرفت على ترتيب الزيارة للمخيمات جمعية التكافل الخيرية- الرمثا وبهذه المناسبة نشكر الأخوة العاملين على هذه الجمعية المباركة التي تواصل الليل بالنهار في خدمة المهجرين السوريين وذلك لكون الجمعية مقرها بمدينة الرمثا الحدودية مع سوريا.

       وحول أبرز ما قامت به جمعية إحياء التراث الإسلامي لإغاثة هؤلاء المهجرين واللاجئين في مخيم الزعتري، ومخيم حديقة الملك قال طارق العيسى – رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي –: إن عملنا تركز على محاور رئيسة: أولها: الإغاثة الغذائية والدوائية العاجلة التي يحتاجها اللاجئ فور وصوله وبشكل مستمر، ويشمل ذلك توفير بعض المستلزمات كالملابس والبطانيات وغيرها.

       كما حرصنا فيه على إسكان العديد من اللاجئين والمهاجرين، وخصوصاً ممن لم يتسع لهم المخيم، واضطروا الى الخروج إلى المناطق المجاورة؛ حتى لا يبقوا في الخلاء وعلى قارعة الطريق.

       كذلك فقد حرصنا على عمل معسكر طبي لعلاج المرضى وتوفير كل ما نستطيعه من خدمات طبية وعلاجية، وخصوصاً للنساء والأطفال، كما حرصنا على إنشاء عيادات للصحة النفسية؛ نظراً لما لمسناه من حاجة للكثير من اللاجئين، خصوصاً من النساء والأطفال للعلاج النفسي بعدما رأوه من فظائع وجرائم النظام السوري المجرم، وما عانوه في رحلة الهروب الشاقة منذ خروجهم من منازلهم وحتى وصولهم الى المخيمات.

       أيضاً ركزنا على توفير المياه المبردة (الشرب)، فضلاً عن توزيع المياه المعبأة قمنا بتوفير البرادات منها اثنان رئيسان يصل حجم كل واحد منهما إلى 40 قدما لخدمة أكبر عدد ممكن من اللاجئين.

       وأضاف العيسى: إن حملات الإغاثة للاجئين، سواء في الأردن أم في الدول الأخرى، أم حتى في الداخل السوري لن تتوقف – إن شاء الله – ما دامت الأزمة مستمرة مدفوعين ومؤيدين بتوفيق الله عز وجل، ثم بدعم أهل الخير في الكويت ومساندتهم، سواء من الحكومة الكويتية، أو من أبناء الشعب الكويتي، وقد رأينا جميعاً كيف كان التركيز، وخصوصاً خلال شهر رمضان المبارك على بذل التبرعات من أهل الكويت إلى إخوانهم اللاجئين السوريين: {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله}. (الحج: 40)، ولا شك أن هذه الآية تنطبق على من رأيناهم في هذه المخيمات، والواجب علينـا جميعاً نصرتهم والوقوف معهم بالمال والدعاء والسلاح.

       وكما جاء في حديث جابر بن عبدالله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من امرئ يخذل امرأً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته». رواه أبو داود وحسنه الألباني.

       وفي حديث آخر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا».

       ولا شك أنه مما رأيناه هناك من أوضاع المهاجرين، فإنهم يستحقون الزكاة، وينطبق عليهم أنهم فقراء ومساكين ومن أبناء السبيل.

       وأوجه نداء عاجلاً إلى الحكومات الإسلامية والعربية، وإلى الشعوب وأهل الخير في كل مكان لدعم إخوانهم في سوريا لإغاثتهم أولاً، ثم لنصرتهم للتخلص من الشبيحة والحرس الثوري الإيراني والحزب اللبناني الذين أصبحوا أعداءً لله ورسوله، وأعداءً للشعب السوري ولم يراعوا حرمة ولا عهداً، وكما أن سورة (التوبة) عندما نزلت كانت هي (الفاضحة) للمنافقين وأعداء الله، فإن هذه الحرب الدائرة في سوريا هي حرب ضد أهل السنة والجماعة، وهي الفاضحة للمشروع الصفوي الإيراني الذي يستهدف هوية الشعب السوري السني، وأسقطت جميع الأقنعة المزيفة والتقية التي استعملها النظام السوري وأنصاره على مدى 40 سنة لإخفاء جرائمهم، وهاهي ذي قد انكشفت الآن تلك المخططات الإجرامية الصفوية في المنطقة التي تستهدف بلاد الإسلام في الشام والجزيرة العربية وغيرها، وليس أدل على ذلك ما أخبرنا به بعض اللاجئين أن من يذبحهم هم إيرانيون ينتمون للحرس الثوري، ومن حزب الله اللبناني، وشبيحة النظام.

       وها نحن أولاء نرى نتائج جرائمهم المتتالية في فرار الآلاف يومياً من ديارهم، والكثير من المآسي الأخرى، فالسب والشتم والضرب والإهانة والتعذيب وإخراج الناس من قراهم ومدنهم وهدم البيوت والمساجد على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ، ومطاردة المدنيين، خصوصاً المهجرين بالطائرات وقتلهم أصبحت ممارسات يومية، وقد علمنا أن بعض هؤلاء اللاجئين قد قتلوا أثناء هروبهم وتوجهم إلى الحدود الأردنية.

       لقد تلطخت أيادي النظام السوري وشبيحته بالدماء البريئة لأبناء الشعب السوري، ولا شك أن حلفاء هذا النظام المجرم هم شركاء في هذه الجريمة الكبرى، فهم ظالمون استوجبوا الدعاء عليهم وقتالهم لردعهم عن هذا الظلم والإجرام، وقد استوقفنا كثيراً ونحن نتجول بين الخيام في مخيم (الزعتري) أصوات العديد من هؤلاء المهجرين يدعون على من ظلمهم، وهدم بيوتهم، وقتل أبناءهم وأزواجهم، إنها والله دعوة مظلوم، ودعوة المظلوم مستجابة إن شاء الله، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».

       وما يحدث الآن ما هو إلا إعادة لتاريخ إجرامي دموي ارتكبت فيه أفظع الجرائم بحق الشعب السوري المسلم منذ (40) سنة كما حصل في حماة؛ حيث قتل آنذاك أكثر من (30) ألف مسلم في أيام قلائل، وها نحن أولاء نرى اليوم البطش والتنكيل وأصناف الأذى التي يذوقها شعب سوريا على يد هؤلاء المجرمين، ونحن إذا نعزي إخواننا وأهلنا في بلاد الشام التي دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:  «اللهم بارك لنا في شامنا» على هذه المصائب التي أصابتهم والبلاء العظيم الذي حل بهم، وهو لا شك ابتلاء واختبار لهذا الشعب البطل الذي حرم من حريته، وحرم من ممارسة أبسط حقوقه الإنسانية، فإنا نسأل الله لهم الثبات والصبر ولاحتساب، وأن يمن عليهم بنصر عاجل قريب.

       حيث تشير تقارير إلى أن عدد اللاجئين الذين يدخلون الى الأردن يومياً ما بين (500 – 1000) لاجيء.

       وعن بقية الاحتياجات التي يرى العيسى توفيرها للاجئين من أهل المخيمات هناك قال: إن من الأمور المهمة والتي ستشكل خطراً وضرراً كبيراً على مستقبل أبناء الشعب السوري مستقبلاً هي انعدام الجانب التعليمي للآلاف من الأطفال ومن أبناء اللاجئين الذي تركوا مقاعد الدراسة ولم يعودوا يتلقون أي نوع من أنواع التعليم، وبدأنا في التحضير لفتح فصول دراسية ومدارس مؤقتة في هذه المخيمات.

       وفي ختام تصريحه قال الشيخ طارق العيسى: على الرغم من كل ما رأيناه من مصائب وآلام، فإني أبشر الشعب السوري المسلم والمسلمين في كل مكان بالنصر القريب إن شاء الله، خصوصاً مع زيادة فجور هؤلاء المجرمين في النظام السوري وحلفائه وشبيحته، وتجرئهم على كل الحرمات، حتى وصل بهم الأمر إلى سب الذات الإلهية، وسب الدين، وتمزيق المصاحف وهدم بيوت الله (المساجد)، وهذا من علامات زوالهم، وعلامات النصر القريب إن شاء الله.

       وأختم بتكرار شكري الجزيل للأردن ملكاً وحكومة وشعباً ولجمعية التكافل الخيرية في (الرمثا) على جهودهم المباركة في تسهيل مهمتنا الإنسانية؛ حيث كانوا على الدوام مثالاً للضيافة العربية وإغاثة الملهوف، وكلنا يعلم أن الأردن ممتلئ بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وها هو ذا الآن يستقبل عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، ويتحمل في ذلك الكثير من المخاطر والتحديات في سبيل قيامه بهذا الدور الإنساني الرائع.

       والشكر ثانياً لأهل الخير، حكومة وشعب الكويت، الذين هم الفاعل والداعم لنا في كل ما نقدمه من مساعدات، وأسأل الله عز وجل أن يفرج الغمة عن إخواننا في سوريا، وأن تنتهي الأزمة هناك بزوال هذا النظام المجرم الذي فقد شرعيته، بل فعل من الجرائم ما لم يسبقه إليه أحد.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك