رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ناصر الخالدي 25 سبتمبر، 2012 0 تعليق

طارق العيسى – رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي بعد مشاركته في اجتماعات المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة: ضرورة توحيد الرؤى والأهداف للعمل الخيري أصبح عاملاً مؤثراً ومكملاً لدور الحكومات


شاركت جمعية إحياء التراث الإسلامي في فعاليات الاجتماع الثالث والعشرين للهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  الذي أقيم برعاية كريمة من الأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية.

وقد مثل جمعية إحياء التراث الإسلامي في هذا الاجتماع الشيخ د. طارق العيسى – رئيس مجلس الإدارة بالجمعية – الذي أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا الاجتماع الإسلامي العالمي لما له من أهمية كبيرة، خصوصاً في هذه المرحلة المهمة من حياة الأمة الإسلامية، وقال: إن ما تشهده الأمة الإسلامية من متغيرات وأزمات يجعل من المهم جداً أن نسعى لمثل هذه اللقاءات للتشاور وتبادل الآراء وتنسيق المواقف، خصوصاً في القضايا الإسلامية، والقضايا التي تهم العمل الخيري الإسلامي مثل: أعمال الإغاثة والدعوة والتعليم، والأنشطة الاجتماعية، وقضايا الأقليات الإسلامية، وحقوق الإنسان، وغير ذلك من القضايا المهمة.

     وقال الشيخ طارق العيسى: إن الاجتماع قد حظي بمشاركة العديد من الوزارات والهيئات والمنظمات الإسلامية العالمية، والعديد من رواد العمل الخيري والإسلامي على مستوى العالم، وقد كان مما ناقشه الاجتماع الخطة المستقبلية للمجلس، ومناقشة تقارير اللجان المتخصصة التي كان من أهمها لجنة الإغاثة العامة، ولجنة التعليم والدعوة، واللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل، واللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان، ولجنة الأقليات الإسلامية.

     وأضاف العيسى: إننا في جمعية إحياء التراث الإسلامي، وفي المؤسسات الخيرية الكويتية حريصون على المشاركة في مثل الاجتماعات دعماً لارتباطنا بمؤسسات العمل الخيري على مستوى العالم العربي والإسلامي، خصوصاً مع ما يمثله العمل الخيري الكويتي من تواجد قوي على الساحة المحلية والعالمية، وما يقوم به من دور فعال في كل القضايا والأحداث.

          وأضاف: لقد تقدمت وباسم جمعية إحياء التراث الإسلامي بعدد من المقترحات التي لاقت القبول والاستحسان من قبل المجتمعين وكان من أبرزها اقتراح بإنشاء مدينة خيرية «مدينة العمل الخيري» في القاهرة على غرار العديد من المشاريع العملاقة التي احتضنتها جمهورية مصر العربية كالمدينة الإعلامية، وغيرها، وستكون هذه المدينة الخيرية تحت إشراف الحكومة المصرية والهدف منها احتضان أكبر عدد من مؤسسات الإغاثة الإسلامية، ومؤسسات العمل الخيري على مستوى العالم، على أن تتضمن هذه المدينة مقرات لجميع الهيئات والمؤسسات الراغبة في الاشتراك، فضلاً عن مؤسسات ثقافية توفر القاعات والمواد اللازمة لإقامة الدورات والندوات، كما ستضم هذه المدينة مخازن عملاقة لتوفير مواد الإغاثة العاجلة وتخزينها لتكون على أهبة الاستعداد لنقلها الى أي مكان في العالم تحدث فيه كارثة وحاجة ماسة وعاجلة لتوفير هذه المواد.

     ولا شك أن مثل هذا الوجود للمؤسسات الخيرية الإسلامية في مكان واحد سيعزز بشكل كبير التنسيق بين هذه المؤسسات وتبادل الخبرات ليكون العمل بذلك أدق توجيهاً وأكثر فعالية.

     وقد تضمن الاقتراح كذلك إنشاء أكاديمية للعمل الخيري لتدريب كوادر ذات تأهيل عال وتخريجها في تخصصات تخدم قطاع العمل الخيري، وتضمن الاقتراح أيضاً إنشاء قناة فضائية للعمل الخيري، وإقامة مؤتمر سنوي للهيئات والمؤسسات المشاركة لمناقشة أعمالها ووضع خطة ذات خطوط عريضة لعملها المستقبلي.

     وقد طلبنا في نص الاقتراح كذلك أن تلتزم الحكومة المصرية بتوفير كل الدعم الأدبي والقانوني بإصدار القرارات والقوانين اللازمة والإعفاءات الجمركية لتسهيل آلية العمل لتشجيع المؤسسات على المشاركة في هذا المشروع العملاق، وفي المقابل تلتزم المؤسسات المشاركة في هذا العمل بإعطاء الأولوية لعمل المشاريع الخيرية على أراضي جمهورية مصر العربية من مساجد ودور للأيتام ومستشفيات وتوفير مشاريع إغاثية حسب ما يتطلبه العمل هناك، وتدعو الحاجة إليه.

     ولاشك أن مثل هذا المشروع العملاق يمثل إثراء للعمل الخيري الإسلامي على مستوى العالم، وسيكون بمثابة ملتقى إسلامي خيري عالمي دائم على أرض الكنانة، ولا شك أن اختيار جمهورية مصر العربية جاء لما لها من دور رائد ومكانة في قلب العالم العربي والإسلامي، سائلين الله أن يبعد عنهم الفتن والشرور، وأن تعود مصر كما عهدناها قائدة رائدة تصدّر الخير والعلم للعالم أجمع.

     وأضاف العيسى أيضاً أن الأحداث الجارية على الساحة الآن من تصعيد أعداء الإسلام لهجمتهم على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم تفرض على الجميع التحرك كل في مجاله لمواجهة هذه الهجمة، وبناء على ذلك تقدمنا باقتراح آخر باسم جمعية إحياء التراث الإسلامي مطالبين بالأخذ به بوصفه توصية برفع طلب الى السلطات المصرية بالسماح للمجلس الإسلامي العالمي بإقامة متحف ثقافي عالمي ضخم بأحدث الوسائل يحكي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بحيث يكون هذا المتحف معلما من معالم القاهرة المدينة التاريخية العريقة التي تجتذب ملايين السياح إليها كل عام، مما يجعل ذلك فرصة لتعريفهم بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، خصوصاً أن سيرته هي السيرة الوحيدة المحفوظة لنبي من أنبياء الله بأدق تفاصيلها ومنذ أكثر من (1400) سنة، وسيكون هذا الاقتراح في حال إقراره رداً عملياً على كل ما يثار حول شخص الرسول صلى الله عليه وسلم من شبهات أعداء الإسلام وفي مختلف الوسائل.

     وحول ما تضمنته فعاليات اجتماع الهيئة التأسيسية للمجلس العالمي للدعوة والإغاثة قال الشيخ د. طارق العيسى – رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي: إن الاجتماع الذي افتتح بحضور فضيلة شيخ الأزهر وتحدث فيه نائب رئيس المجلس سيادة المشير عبدالرحمن سوار الذهب، ومعالي الأمين العام للمجلس سعادة د. عبدالله عمر نصيف الذي استعرض بيان الأمانة للعامة للمجلس وعرف بمنجزاته خلال الفترة الماضية، ومما تطرق له الاجتماع شجب التعرض للمقدسات الإسلامية، وخصوصاً لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يمثله هذا العمل من خطورة بالغة على العلاقات العربية والإسلامية مع الدول والشعوب الغربية، حيث طالب أعضاء المجلس بوضع حد للتعرض للأديان السماوية والحرص على عدم إثارة المشاعر الدينية، وما يؤدي إليه ذلك من استفزاز وردود فعل عنيفة.

     وأضاف العيسى أيضاً: إن من القضايا التي حظيت باهتمام كبير في مناقشات المجلس مأساة الشعب العربي السوري وما يتعرض إليه من قتل وتشريد وجرائم مما لا يقبله دين ولا عقل، وأهاب المجلس بهيئاته المختلفة لتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية للمهاجرين السوريين في الأقطار المجاورة. كما استعرض المجلس مأساة المسلمين في بورما وما يتعرضون له من إبادة وتهجير قسري دون مراعاة لأدنى حقوق الإنسان التي تطالب بها المنظمات الدولية، والتي لم تقم بدورها المطلوب تجاه هذه المأساة الإنسانية.

     كذلك ناقش المجلس قيام العدو الصهيوني باستغلال الأحداث التي تعصف بالمنطقة، وما يعيشه العالم العربي من ضعف شديد لتنفيذ مخططاتهم بترسيخ احتلالهم لأراضي فلسطين المحتلة واستمرارهم في سياسات الاستيطان والتهويد وتهجير السكان، مما يتطلب صحوة عربية إسلامية وإدراك ما يمكن إدراكه من حقوق العرب والمسلمين في أرض فلسطين المحتلة.

     وأوضح العيسى أن المجلس خرج بعدد من التوصيات كان من أبرزها: التأكيد على تنفيذ المشروعات المشتركة، ودعم أعمال الإغاثة في المناطق المنكوبة، والتأكيد على مسألة الاهتمام بالطلاب الدارسين بالأزهر الشريف، ودعم وتنفيذ المشروعات والبرامج المتعلقة بقضية القدس، التي تهدف لدعم صمود إخواننا في فلسطين، وخصوصاً المقدسيين اقتصادياً واجتماعياً وتربوياً لتمكينهم من البقاء في المدينة المقدسة للحفاظ على هويتها العربية والإسلامية. وفي ختام تصريحه قال الشيخ طارق العيسى – رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي: إن حرصنا في جمعية إحياء التراث الإسلامي على المشاركة في مثل هذه الاجتماعات والتنسيق مع المنظمات الخيرية والإسلامية ينبع من إيماننا العميق بضرورة توحيد الرؤى والأهداف، وأن العمل الخيري أصبح عاملاً مؤثراً على الساحة ومكملاً لدور الحكومات الإسلامية، ويمثل تمثيلاً صادقاً رؤى وتوجهات وآمال الشعوب الإسلامية، وهاهي الأحداث تثبت يوماً بعد يوم الدور الرائد للعمل الخيري الكويتي والخليجي خصوصاً في دعمه وخدمته لقضايا المسلمين، وهو دائماً أول من يحظر وآخر من ينصرف ليقدم من العون والمساعدة ما يغفل عنه الآخرون، ولا نزال نأمل أن يحظى العمل الخيري بمزيد من الدعم والمساندة والتسهيلات من قبل الحكومات العربية والإسلامية، وأن يعمل الاثنان بخطوك متوازية بنفس الرؤى، وتحقيق نفس الأهداف، سائلين الله عز وجل أن يفرج عن المسلمين كل كرب، وأن يهيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل دينه، ويذل فيه أهل معصيته.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك