رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 25 أبريل، 2021 0 تعليق

صمام أمان

 

- «من كان يعبدُ محمَّدًا فإنَّ محمدًا قد مات، ومن كان يعبدُ اللهَ فإن الله حيٌّ لا يموت»، هكذا جاء الخطاب من أفضل الصحابة وأكملهم، لحسم ما وقع على المسلمين من أمر جلل، اضطربت به العقول، وتاهت فيه الأفكار. لقد كان صمام أمان في أحلك الظروف. فلقد عرف بما علمه الله أن الإسلامَ لا ينتهي بوفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بل هو مرتبط بالله -جل وعلا. وكانت الآية الكريمة: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (آل عمران: 144) حاسمة لهذا الأمر. فكان موقف أبي بكر - رضي الله عنه - هنا صمام أمان أنقذ الأمة من فتنة عظيمة.

- ولم يتفق المسلمون بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم  - على من يخلفه، وحدث نوع من القلق والاضطراب بينهم، إلا أن الأمور سرعان ما اتضحت بعد تدخل كبار الصحابة، لمعالجة الأمر ووضع الضوابط الحاكمة، وكان أبو بكر الصديق وعمر الفاروق -رضي الله عنهما- صماميّ أمان لهذه المرحلة المهمة من تاريخ الأمة.

- وبعد تولي أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - الخلافة حدثت فتنة منع الزكاة، فقال عمر - رضي الله عنه - لأبي بكر - رضي الله عنه -: «كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها»، قال أبو بكر - رضي الله عنه -: «الزكاة من حقها الزكاة حق المال»، ثم كان القول الفصل من الصديق لعمر -رضي الله عنهما-: «والله لو منعوني عقالًا أو عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعه»؛ فكان هذا الموقف من أعظم فضائل الصديق - رضي الله عنه  - عند الصحابة أن ثبته الله على قتالهم.

- وهنا أقره عمر - رضي الله عنه - وقال: «فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعلمت أنه الحق». وقد رجع من ارتد وكفر إلى الإسلام؛ بسبب الموقف الحازم من الصديق - رضي الله عنه - ودعوته الثبات على قتالهم، فكان صمام أمان حمى الله به الإسلام.

- وهكذا أيضا وقف وقفة تاريخية في قتال من صدق بنبوة مسيلمة الكذاب؛ لأنهم جعلوا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم  غيره، فأجمع الصحابة على قتالهم، بل قالوا: «لا بد أن نقاتلهم حتى يرجعوا إلى الإسلام، ويعترفوا بأن مسيلمة كذاب». فكان أبو بكر - رضي الله عنه - صمام أمان حمى الله به الإسلام من مدعي النبوة.

- كما وأنفذ أبو بكرٍ جَيشَ أسامةَ - رضي الله عنه - ، رغم خوف بعض الصحابة على المدينة والرغبة في حمايتها، فقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: «والله لو أنَّ الطيرَ تخَطَّفَني، وأنَّ السباعَ مِن حول المدينة، وأنَّ الكلابَ جَرَتْ بأرجُلِ أمَّهاتِ المؤمنينَ، ما رددتُ جَيشًا وجَّهَه رَسولُ الله، ولا حَلَلْتُ لواءً عَقَده، واللهِ لو لم يكنْ في القُرى غيري لأنفَذْتُه، أوَ أُطيعُه حيًّا وأعصيه مَيِّتًا؟!» فكان أبو بكر - رضي الله عنه - صمام أمان في إنفاذ ما أراده النبي - صلى الله عليه وسلم .

- وهكذا فإن الله -تعالى- اقتضت حكمته أن يُسخِّر من عباده من يكون صمام أمان دائما لهذه الأمة ،  ولاسيما إذا كثرت الفتن، و التبس الحق بالباطل، فيصرف الله به ما شاء من البلاء.

19/4/2021م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك