صفات الله عز وجل (9)
ذكرنا في المقال السابق أن صفات الله ليست كصفات المخلوقين وأي صفة لله لاينبغي ربطها بصفات المخلوقين، وذكرنا حديث الفصل بين العباد يوم القيامة الذي رواه البخاري وميلم.
وقد جاء في كتاب الله -عز وجل-: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} (البقرة:210).
{وجاء ربك والملك صفا صفا} (الفجر:22).
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ} (الأنعام:158).
وقد روى ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسيرها أن السماء تشقق لمجيئه يوم القيامة وتتنزل ملائكة السموات؛ فيقول الناس أفيكم ربنا فيقولون لا وهو آت حتى يأتي الله في أهل السماء السابعة، وهم أكثر من دونهم، والمفسرون الذين ينهجون منهج السلف الذين يفسرون القرآن تفسيرا لغويا وأثريا يطبقون على أن معنى الآية هكذا، هل ينتظر هؤلاء الذين يعدلون بربهم الأوثان والأصنام ويكفرون بلقاء الله، وجزائه، إلا أن تأتيهم الملائكة بالموت فتقبض أرواحهم، أو أن يأتيهم ربك (يا محمد) يوم القيامة بين خلقه أو أن يأتيهم بعض آيات ربك، من أظهرها طلوع الشمس من مغربها.
هذا قول شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري مع التصرف في العبارة، وهاتان الآيتان دالتان على صفة المجيء والإتيان لله -سبحانه وتعالى-، وهما من الصفات الفعلية التي يتصف بها ربنا -سبحانه وتعالى- كما يليق بجلاله وعظمته، وأهل السنة والجماعة يثبتون هاتين الصفتين، صفة المجيء وصفة الإتيان.
علق صاحبي على سردي الطويل للآيات والشرح.
- لا أعلم لم يتعب الناس أنفسهم في قضية أراحهم الله فيها، أمرنا الله أن نؤمن بما ذكر من صفاته -سبحانه-، فلماذا يقول أحد: «إن الله لا يأتي» والله يقول: {يأتيهم الله في ظلل من الغمام... الآية}، ولماذا يقول أحد: «إن الله لا يجيء»؟ والله -سبحانه- يقول: {وجاء ربك والملك صفا صفا}، أهو أعلم بالله -سبحانه- من الله -عز وجل؟!
دخل المسجد (بوعبدالعزيز) وهو أحد رواد المسجد الذي يأتي للصلاة قبل الأذان بنصف ساعة معظم الأحيان، قررنا أن ننهي حديثنا حتى لا نشوش عليه.
- من أعظم نعم الله على العبد أن يوفقه ليسير على منهج رسول الله -[- وصحابته في إثبات صفات الله، فلا يسأل أسئلة لم يسألها الصحابة، ولا يكلف نفسه فلسفة الفلاسفة ولا تأويل أهل الكلام، ولكن يقول كما قال أئمة أهل العلم: «من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم»، وكذلك «كل ما وصف الله -تعالى- به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره لا كيف ولا مثل»، والحمدلله رب العالمين
لاتوجد تعليقات