رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 9 فبراير، 2018 0 تعليق

صفات الله عز وجل – هل يجوز أن نصف الله تعالى بأنه يغضب؟ (1)

 

     ذكرنا أن من صفات الله -عز وجل-  أنه يكره أعمالاً وفئات من الناس، وأنه يسخط على فئات من البشر، وأنه -سبحانه وتعالى- (يمكر بالخير)، وأنه ينسى المنافقين، بمعنى يتركهم في العذاب.

فهل يجوز أن نصف الله بأنه (يغضب) -عز وجل؟

     صاحبي (أبو طارق) من الأردن، استقر في حيِّنا منذ قرابة السنة، وكان أول مكان قصده للتعرف على أهل الحي، المسجد، وازداد تداخلاً معنا؛ لأنه لا يترك فريضة إلا أداها في المسجد حاضرة.

- كما ذكرنا سابقا يا (أبا طارق) كل صفة ذكرها الله في كتابه، نؤمن بها ونثبتها لله -عز وجل- دون تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف، وكذلك لا نعطل الصفات بزعمنا أنها لا تليق بالله -عز وجل.

فالله -سبحانه وتعالى- عرفنا بذاته، وذكر لنا ما شاء من أسمائه وصفاته -سبحانه وتعالى- وكل أسماء الله -تعالى- (حسنى)، وكل صفاته -سبحانه- (علا)، وكلها صفات كمال، وعز، وجمال، ورحمة -سبحانه وتعالى.

- كعادتك لا تجيب إلا بعد أن تضع القواعد والأسس.

- هذا أبلغ في الإجابة، والآن دعنا نتصفح المصحف لنبحث عن الآيات التي فيها صفة (الغضب) لله -عز وجل.

     {والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصاديقين}(النور: 9)، {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون}(المجادلة: 14)، {يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}(الممتحنة: 13)، {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}(النساء: 93)، {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنة الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل}(المائدة: 60)، {قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين}(الأعراف: 71)، {ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا}(الفتح: 6)، {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين}(الأعراف: 152). {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم}(النحل: 106)، {فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي)(طه: 86)، {والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد}(الشورى: 16).

     وفي الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اشتد غضب الله على قوم فعلوا هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حينئذ يشير إلى رباعيته، اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم  في سبيل الله»(متفق عليه)، «صدقة السر تطفئ غضب الرب» (صحيح).

     وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم  «ما يباعدني من غضب الله -عز وجل-؟ قال: لا تغضب» (رواه أحمد وابن حبان في صحيحه، إلا أنه قال: ما يمنعني) حسن.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك