رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 14 يناير، 2018 0 تعليق

صفات الله -عز وجل – هل من أسماء الله المحب أو الحبيب؟ (1)

 

لقد تحدثنا في المرة السابقة أن من صفات الله -عز وجل- أنه -سبحانه- يحب أقواما مثل المتقين، المحسنين، الصابرين، المقسطين، المتاحبين بجلاله، فهل يمكن أن نجعل من أسماء الله (المحب) أو (الحبيب)؟!

- كلا، لا يمكن أن نشتق اسما لله من صفة من صفاته ولكن العكس صحيح، بمعنى أننا نصف الله بصفة من صفاته بناء على اسم من أسمائه، فمن أسمائه -سبحانه- (السميع) فنصف الله -سبحانه- بـ(السمع) الذي يليق به -سبحانه-، ومن أسمائه (العليم)، فنصف الله بـ(العلم)، كما أخبرنا -سبحانه وتعالى- عن نفسه، ويمكن أن نصفه بأنه (عالم الغيب والشهادة)؛ لأنه -سبحانه- أخبرنا بذلك.

     فالقاعدة هنا أن أسماء الله تدل على صفات له -سبحانه- أما صفات الله فلا نشتق منها أسماء له -سبحانه-، وكذلك لا نثبت ولا ننفي صفة الله -عز وجل- إلا بدليل صحيح من الكتاب أو السنة، وهكذا نثبت -بإذن الله- على الطريق الصحيح في باب أسماء الله وصفاته -سبحانه وتعالى-، صاحبي (أبومحمد) حريص على تعلم تفاصيل الأمور، ومن أكثر رواد المسجد نقاشا معي، وحديثنا -ولله الحمد- لا يخرج عن حوارات في قضايا العقيدة، سألني:

- الآن وقد أثبتنا صفة (الحب) لله -عز وجل- هل يمكن أن نثبت بالمقابل صفة (البغض) أو (الكره)؟ بمعنى إذا كان الله (يحب الصادقين)، فإنه (يبغض الكاذبين).

- ليس بهذا المنطق، ولا بهذا السبب، وإنما نثبت صفة (البغض) و(الكره) لله -عز وجل- بدليل، فإذا ثبت لدينا الصفة بدليل من كتاب الله أو سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - نثبت لله -عز وجل-.

- وهل هناك أدلة من الكتاب والسنة في إثبات صفة (البغض أو (الكره) لله -عز وجل؟.

- نعم.

قال الله -تعالى-: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} (التوبة:46).

وقال -سبحانه-: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (محمد:28).

وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم - في هذه الصفة قوله صلى الله عليه وسلم : «إن الله كره لكم ثلاث: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال» (البخاري).

وأيضا قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل الهجرة أن تهجر ما كره ربك -عز وجل». (حسن).

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا ابن أم عبد قم فاخطب فقام ابن أم عبد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إن الله -عز وجل- ربنا، وإن الإسلام ديننا وإن القرآن إمامنا، وإن البيت قبلتنا، وإن هذا نبينا وأومأ بيده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، رضينا ما رضي الله -تعالى- لنا ورسوله، وكرهنا ما كره الله -تعالى- لنا ورسوله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: أصاب ابن أم عبد أصاب ابن أم عبد وصدق رضيت...» الحديث (صحيح).

وفي الحديث القدسي: قال الله -تبارك وتعالى-: «إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره عبدي لقائي كرهت لقاءه» (الصحيحة).

وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» (متفق عليه).

فهذه الأدلة تثبت لله صفة (الكره) لبعض الأمور وبعض الأشخاص، وكذلك صفة (السخط) لله -سبحانه وتعالى-، ونقول في هذه الصفة ما نقول في غيرها: إن (الكره) في حق الله يليق بجلاله ولا يوصف بما يوصف به كره المخلوق».

إن صفة (السخط) تقابلها صفة (الرضا)؛ لأني أحفظ دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم - (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك».

- أحسنت يا أبا محمد، نعم نثبت صفة (الرضا) لله -عز وجل-؛ فإن الله يرضى عن أمور وعن أناس، وهذا ثابت في الكتاب والسنة، وأكثر من ورد ذكر الرضا في حقهم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وإليك بعض الأدلة على صفة الرضا.

- قاطعني:

- هل (الرضا) بالألف الممدودة أم المقصورة التي تشبه الياء (الرضى)؟

- بناء على قواعد الإملاء هذه الألف تصبح ياء في الفعل الماضي (رضي)، لذلك تكتب بالألف المقصورة (رضى).. أظنها أصح.

ابتسم صاحبي.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك