رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 3 أبريل، 2018 0 تعليق

صراع بين الحجاب والسفور

 

     أشعلت  صفحات التواصل الاجتماعي ردود أفعال متباينة حول الحجاب والسفور من خلال فهم خطأ لمعاني الحرية الشخصية والتعددية الفكرية التي وردت في خطبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حول (الإلحاد المعاصر: خطورته ومظاهره) يوم الجمعة 23/3/2018 مطالبين الوزارة بالاعتذار عما ورد في الخطبة!

     تخيل عزيزي القارئ، لو أن المتبرجة أرادت أن تفرض على الوزارة ألا تتناول الآيات والأحاديث، وأقوال أهل العلم بتحريم التبرج، بحجة أن هذا يهينها ويسيء إليها، ويعارض حريتها والإساءة لها مع أن الله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}(الأحزاب: 33).

وبالمنطق ذاته يستطيع أهل المعاصي والذنوب من المرابين والسارقين وغيرهم أن يطالبوا بوقف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإغلاق منبر الجمعة عن النصائح، والمواعظ، وإقامة الحجة على كل جاهل وفاسد وضال!

 ‏إن الصراع بين الحق والباطل لا يزال إلى قيام الساعة، ويجب على المسلم الصدع بالحق، ولا يكون موقفه مدافعًا أو مهزوزًا، بل ثابتا والله ناصره لا محالة.

فينبغي على هؤلاء جميعا أن يعودوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، علما وفهما وعملا، وأن يحذروا الاعتراض على أوامر الله -عز وجل- ويعملوا وفق المنهج الصحيح والشرع القويم، خشية أن ينالهم غضب من الله -عز وجل.

فالوضع خطيرٌ، وعاقبةُ الإهمال وخيمةٌ، ولا خيرَ في أمَّةٍ فَشَا فيها التبرج والسفور والرذيلة، وانحطَّتْ فيها الأخلاق، وانتُهِكت فيها المحارم، بحجج واهية وتلبيسات شيطانية، نابعة من اعوجاج في العقيدة، وسكوت بعضهم عن ذلك.

     فانتَبِهوا قبل أنْ يحلَّ بكم ما حَلَّ بالأمم قبلَكم، وما حَلَّ بمَن جاوَرَكُم وما ذلك منا ببعيد؛ فالسعيد مَن وُعِظ بغيره، قال الله العظيم: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}(المائدة: 78، 79).

واعلَمُوا أنَّ ممَّا غُزِِيتْ به هذه البلاد من وسائل الهدم والدمار إغراء المرأة بالسفور والتبرُّج والاختلاط بالرجال الأجانب، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها فتنة؛ فقال - صلوات الله وسلامُه عليه -: «ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرجال من النساء».

 وفي صحيح مسلم عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الدنيا حلوة خَضِرة، وإنَّ الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتَّقوا الدنيا واتَّقوا النساء؛ فإنَّ أوَّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء».

 فاحذروا الدعوات المشبوهة التي تريد هدم أخلاقيات المجتمع المسلم، واستئصال بذور الخير فيه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك