رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 28 مارس، 2011 0 تعليق

صحتك تهمنا

 علماء التغذية أكدوا أن الإنسان يستطيع العيش على التمر لأيام عدة متواصلة دون أن تظهر عليه أعراض سوء التغذية

التمـــر منجــم الفـوائــد


بقلم: ممدوح إبراهيم الطنطاوي

       يحرص كثير من المسلمين في شتى بقاع الأرض على تناول التمر في شهر رمضان المبارك أكثر من أي وقت آخر من العام، وهو من عادات الضيافة في منطقة الخليج العربي، وقد كان النبي [ يفطر في رمضان على تمرات.. وقد أثبت العلم الحديث أن التمر يحتوي على مركبات أساسية يندر تجمعها في ثمرة أخرى غيره، كما أن للتمر قيمة اقتصادية كبيرة جديرة بالاعتبار.

وقد بلغت مكانة التمر عند العرب مبلغا عظيما حتى تغنى به الشعراء.. يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

طعام الفقير وحلوى الغني

                         وزاد المسافر والمغترب

التمر في القرآن والسنة

        وصف الله عز وجل ثمرات النخيل بالرزق الحسن في قوله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون} (النحل: 67)، وقال تعالى: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر..} (الأنعام: 141) وقد جاء في السنة النبوية المطهرة كثير من الأحاديث التي تبين أهمية التمر وفوائده الطبية والصحية للإنسان، فعن أنس بن مالك ] قال: «كان الرسول [ يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فتمرات..» رواه أبوداود والترمذي، وحث النبي [ المسلمين على تناول التمر والإفطار عليه للصائمين لما فيه من منافع وفوائد، فعن سليمان بن عامر الضبي ] عن النبي [ قال: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة» رواه الترمذي وابن خزيمة، كما أوصى [ بإطعام النفساء التمر، كما كان طعاما لمريم البتول حين ولدت عيسى \، وقد ثبت أنه [ حنّك عبدالله بن أبي طلحة الأنصاري بعد ولادته مباشرة حيث أرسلته أمه الرميساء سهلة بنت ملحان مع أخيه أنس بن مالك للنبي [ فأسماه «عبدالله» ثم حنّكه بتمرات فصارت سنة نبوية كريمة.

القيمة الغذائية للتمر

       التمر من أغنى الثمار بالمركبات الأساسية كالفيتامينات والبروتينات والمعادن والسكريات، وغيرها من العناصر الغذائية اللازمة لجسم الإنسان... وقد أكد علماء التغذية أن الإنسان يستطيع العيش على التمر لعدة أيام متواصلة دون أن تظهر عليه أعراض سوء التغذية، بل أكد الأطباء أن التمر يفيد في علاج الأنيميا.. كما تحتوي ثمار التمر على الكربوهيدرات والأحماض الأمينية والدهون والسليلوز، وتبلغ قيمة سعراته الحرارية في الكيلو غرام الواحد حوالي (2500-3000) سعر حراري، وتبلغ نسبة السكريات حوالي 70٪ فهو غني بالسكاكر الحرة سريعة الامتصاص وسهلة التمثيل الغذائي مثل سكر القصب (السكروز)، وسكر العنب (الغلوكوز)، وسكر الفاكهة (الليكوز)،  وهي تساعد على منح الحرارة للجسم وتسهم بفاعلية في إدرار البول وغسل الكلى وتنظيف الكبد.

التمر علاج ودواء

       كما أن للتمر فوائد غذائية كثيرة فإن له قيمة علاجية عظيمة وفوائد طبية جمة، فالتمر يحتوي على هرمون «البيتوسين» الذي يعمل على انقباض الأوعية الدموية في الرحم فيقويه ويخفف من كمية النزيف عقب الولادة، وقد صدق الله العظيم إذ يقول تعالى: {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا} (مريم: 25).. وهذا دليل واضح وبيّن على فوائد التمر للمرأة النفساء والمرضع.

        ويحتوي التمر على فيتامين (أ) الذي يساعد على علاج مرض العشى الليلي ويحافظ على رطوبة العين، وتقوية الأعصاب السمعية، ويساعد أيضا على زيادة وزن الأطفال ونموهم نموا صحيحا.. كما يحتوي التمر على فيتامين ب1، ب2 وهما يساعدان على تقوية الأعصاب وتليين الأوعية الدموية، وترطيب الأمعاء، وينفع في علاج حالات تكسر الأظافر وجفاف الجلد وتشقق الشفاه وسلامة العضلات.

       وقد أكد العلماء أن التمر غني بالمعادن ومن أهمها الفسفور بنسبة تصل إلى (40 - 75 ملليغرام) في كل 100 غرام من التمر، والفسفور ضروري لسلامة الأسنان وتركيب العظام.. كما يتوافر «المغنيسيوم» في التمر، وهو عنصر رئيس في نمو خلايا المخ والأعصاب، وعامل مهم في عمليات نقل السيالات العصبية، وفي تقليل فرصة الإصابة بمرض السرطان والأمراض الخبيثة، وللمغنيسيوم دور رئيس في عملية بناء الخلايا وتجددها.. وللتمر فوائد أخرى كثيرة فهو مهدئ عصبي، ويساعد في علاج ضغط الدم المرتفع، والإمساك لأنه يعد ملينا طبيعيا فيسهم في حل إحدى المشاكل التي تواجه الصائمين.. ويظل العلم الحديث والطب المتقدم يبحثان عن العلاج البديل في صيدلية الطبيعة، ويأتي التمر في مقدمة النباتات والثمار الطبيعية ذات النفع العظيم غذائيا وطبيا واقتصاديا.

 

 

 

طرق بسيطة لمجابهة الشقيقة في بدايتها

 

         يصيب ألم الشقيقة نصف الرأس عادة ويعتاد المريض على هجماتها بالرغم مما يحدثه هذا الألم من إضطراب وإعاقة عن ممارسة الحياة اليومية.

علاج الشقيقة: وثمة طرق بسيطة لمجابهة الشقيقة في بدايتها، وتتلخص بالآتي:

الطريقة الأولى: الضغط على الأوعية الدموية الظاهرة في الرقبة

الطريقة الثانية: إيجاد نوع من الانقباض في أوعية الرأس عن طريق التبريد، أي وضع الرأس في الماء البارد أو استعمال ضمادات من الماء البارد.

الطريقة الثالثة: إيجاد اختلاف في الحرارة بين القدمين والرأس كوضع القدمين في مغطس ساخن ووضع ضمادات باردة على الرأس.

 الطريقة الرابعة: التقيؤ ولو بالقوة، وهذه الطريقة فعالة في حالات عديدة خصوصاً تلك الناتجه عن أسباب هضمية .

الطريقة الخامسة:أخذ التحاميل المسهلة كتحاميل الغليسرين أو الحقن؛ لأن الأمعاء الممتلئة تفرز مادة التيرامين وهي المادة بواسطة اليدين المسؤولة عن تمدد الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ.

الطريقة السادسة: اللجوء إلى طريقة الضغط بالأصابع، وذلك بالضغط بواسطة اليد على بعض المواضع التي تؤثر على الأعصاب

الطريقة السابعة: تدليك الرأس بواسطة اليدين أو بواسطة فرشة شعر، وهذه الوسيلة تؤدي في بعض الحالات إلى تقلص الأوعية بصورة طبيعية.

 

فصل في هَدْي النبي [ في التداوي والأمر به

 

         فكان من هَدْيِه [ فعلُ التداوي في نفسه، والأمرُ به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه، ولكن لم يكن مِن هَدْيه ولا هَدْي أصحابه استعمالُ هذه الأدوية المركَّبة التي تسمى «أقرباذين»، بل كان غالبُ أدويتهم بالمفردات، وربما أضافُوا إلى المفرد ما يعاونه، أو يَكْسِر سَوْرته، وهذا غالبُ طِبِّ الأُمم على اختلاف أجناسِها من العرب والتُّرك، وأهل البوادي قاطبةً، وإنما عُني بالمركبات الرومُ واليونانيون، وأكثرُ طِبِّ الهند بالمفردات.

        وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يُعْدَل عنه إلى الدواء، ومتى أمكن بالبسيط لا يُعْدَل عنه إلى المركَّب.

         قالوا: وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحِمية، لم يُحاوَلْ دفعه بالأدوية؛ قالوا: ولا ينبغي للطبيب أن يولعَ بسقي الأدوية؛ فإنَّ الدواء إذا لم يجد في البدن داءً يُحلِّله، أو وجد داءً لا يُوافقه، أو وجد ما يُوافقه فزادت كميتهُ عليه، أو كيفيته، تشبَّث بالصحة، وعبث بها، وأربابُ التجارِب من الأطباء طِبُّهم بالمفردات غالباً، وهم أحد فِرَق الطبِّ الثلاث.

الطب النبوي – ابن قيم الجوزية

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك