رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 17 أبريل، 2011 0 تعليق

صحتك تهمنا

العسل.. غذاء وشفاء

العسل يعالج اللثة عند الأطفال, ويقوي الأسنان, ويقلل من النزلات الصدرية, ويشفي الكثير من أمراض العيون يعد العسل من أهم الأغذية وأكثرها فائدة لجسم الإنسان، وقد اعتمد عليه الإنسان بوصفه غذاء منذ قديم الزمان، وهو غذاء حي استمد وجوده من الأزهار والنباتات وإشعاعات الشمس والهواء.

      ولقد استخدم العسل من قبل الإنسان الأول بوصفه غذاء شهياً وجيداً ومفيداً، فهو حلو المذاق، وعظيم الفائدة، وكان الإنسان يجمعه من أعشاش النحل المنتشرة في الجبال والغابات، وبعد أن سارت الحضارة أشواطا وعرف الإنسان الطب والعلاج استعمل العسل في الطب، وهناك وثائق تاريخية تفيد بأن اهتمام الشعوب بالعسل كان منذ أقدم العصور كما ورد في الكتابات الهيروغليفية على مقابر قدماء المصريين الذين كانوا يقومون بتربية النحل منذ ما يقرب من 4 آلاف سنة قبل الميلاد ويستخدمون الناتج عنه في الغذاء والدواء.

        لقد سخر الله تعالى بقدرته وبحكمته مجموعة كبيرة من المخلوقات لخدمة الإنسان، ومنها «النحل» فهي تعمل على خدمته وتجتهد لمنفعته.

النحل ذلك المخلوق الضعيف الذي يخرج الله تعالى من بطونها شرابا جعل فيه شفاء لكل داء.

        ولقد كرم الله تعالى النحل ورفع قدره على كثير من مثله، وتمثل تكريم الله تعالى للنحل بتخليد ذكره بأن جعل سورة من القرآن العظيم سميت باسمه وهي سورة «النحل»، وقد أقرت السنة المطهرة منزلة النحل العالية؛ فقد شبه النبي [ المؤمن بالنحلة بقوله: «المؤمن كالنحلة، تأكل طيبا وتضع طيبا، وقعت فلم تكسر ولم تفسد»، ويثني الرسول [ على بلال فيقول: «مثل بلال كمثل النحلة غدت تأكل الحلو والمر، ثم هو حلو كله». وعن النحل والعسل يقول الله تعالى: {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس}، ويقول الرسول [: «عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن».

أنواع العسل

       يختلف العسل من نوع إلى آخر حسب نوع الأزهار التي يجمع منها الرحيق لأنها تؤثر مباشرة في لونه ونكهته ورائحته وخواصه، ومن أهم أنواع العسل:

- عسل الحمضيات: ويعد من أجود الأنواع، ورائحته تشبه رائحة أزهار البرتقال والليمون وله طعم ممتاز.

- عسل الزيزفون: وهو من أغلى أنواع العسل نظرا لطعمه الممتاز ورائحته، لونه شفاف يميل إلى الاصفرار.

- عسل التفاح: له رائحة وطعم التفاح في حلاوته.

- عسل المروج الخضراء: ويعرف بالعسل المخلوط بسبب تنوع مصادر الرحيق، ولونه أصفر ذهبي.

- عسل الحلاب (الجيجان): وهو من الأنواع الممتازة جدا.

- وهناك عسل دوار الشمس، وعسل اليانسون، وعسل الغار، وغيرها... إلخ.

تركيب العسل

      يحتوي العسل على نسبة من البروتين وأنواع مختلفة من السكر، والكثير من الأملاح المعدنية، ويتميز العسل باحتوائه على جميع الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم، ويختلف العسل باختلاف النبات الذي يجمع منه الرحيق والظروف المحيطة به من حيث التربة والتسميد والأحوال الجوية لفصول السنة.

       فضلاً عن ذلك فإن العسل غني بالطاقة حيث يعطي الكيلوغرام الواحد منه حوالي «2150 - 3350» سعرا حراريا، ويعد العسل مصدرا غنيا بالفيتامينات لاحتوائه على فتيامين (ب) وفيتامين (ث) وفيتامين (ك، ج، أ)، كما أنه وسط ممتاز لحفظ الفيتامينات بحالة جيدة دون أن تفقد قيمتها الغذائية مهما تقادم عليها الزمن.

       ومن أهم الأملاح المعدنية في العسل: الكالسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، والمنغنيز، والحديد، والكلور، والفوسفور، والكبريت، واليود.

فوائد العسل

- العسل غذاء سهل الامتصاص، سريع التمثيل بالجسم لأنه يحوي سكريات أحادية تمثل أكثر من (80٪) ويمتصها الجسم مباشرة دون أدنى تعب ودون أن يترك أي فضلات.

- يفيد العسل الأطفال والشباب والشيوخ، فهو منشط للدورة الدموية ومولد للطاقة، ومنشط للكبد ويحتوي على الماء والأوكسجين القاتل للجراثيم، ولا يتسبب في تلف الأسنان كباقي المواد السكرية، بل يعالج اللثة عند الأطفال ويقوي الأسنان، ويقلل من النزلات الصدرية، ويشفي الكثير من أمراض العيون.

- يستعمل العسل في علاج الصداع العصبي، ويستمد أصحاب الأعمال الشاقة الطاقة اللازمة لتأدية عملهم من العسل، ويساعد السيدات الحوامل أثناء الحمل ويغذي أجسامهن.

- يفيد في علاج الأنيميا وآلام المفاصل والشعور بالتعب والإجهاد، ويفيد في علاج مرض النقرس ويمنع النزيف ويطرد البلغم، ويمنع تبول الأطفال ليلا.

- يساعد العسل على التئام الجروح وشفائها بسرعة، وله أثر مضاد للبكتريا فهو يمنع التقيح والتلوث ويفيد الجلد.

- يمنع الدم من التجلط، وذلك يقلل من نسبة حدوث جلطات القلب والدماغ ويقلل من نسبة ترسب الدهن على جدران الشرايين، ويمنع الإصابة بمرض تصلب الشرايين.

- يمنع جفاف الحلق والإصابة بمرض السكري، وأمراض الجهاز الهضمي وينشط الكبد، ويعمل على زيادة كفاءة الكلى.

- يساعد على علاج تساقط الشعر، وعلاج البشرة وإبقائها نضرة، ويمنع ظهور التجاعيد الجلدية في الوجه والرقبة.

- يساعد فيتامين (ج) الموجود في العسل على تثبيت الكالسيوم في العظام؛ لذا فهو مفيد جدا للأطفال الرضع الآخذين في النمو، فيساعد عظامهم على التصلب، ويقيهم شر الكساح وتقوس الساقين، ونخر الأسنان.

- في حالات نزلات البرد والزكام والتهاب اللوزتين، ينصح العالمان «ك. اينبيس» و«س. كنيب» باستخدام العسل مع اللبن الدافئ في علاج هذه الحالات، وقد لاحظ عميدهما «هـ، هيرتوج مارتز» تحسنا سريعا لعلاج هذه الحالات باستخدام العسل مع عصير الليمون بشرط أن يبقى المريض في الفراش مدة يومين أو ثلاثة لأن العسل يسبب الكثير من العرق، وكذلك النزلات الشعبية تشفى بإذن الله تعالى بالعسل خلال مدة 3 أيام.

- أثبتت البحوث أن العسل دواء ممتاز لعلاج أمراض المسالك التنفسية والجهاز التنفسي العلوي، وخاصة مادته الشمعية بعد أن تجرد من العسل تمضغ قطعة من شمع العسل، وهذا الشمع يفيد الجدار الداخلي المبطن للجهاز التنفسي، كما يعالج العسل حالة انسداد الأنف واحتقانه وفي حالات التهاب الجيوب الأنفية، كما يمضغ شهد العسل للوقاية من مرض الرشح.

- تبين من خلال التجارب أن العسل إذا أعطي بعد إجهاد الجسم بالألعاب الرياضية استجم اللاعب واستعاد قوته بسرعة أكثر بحيث يستطيع استئناف العمل بعد قليل من الاستراحة.

- كما دلت التجارب على أن طلاب الجامعة يستوعبون دروسهم بسهولة أكثر إذا استعملوا العسل لأنه يعوضهم ما يفقدونه في الدرس من قوى الجسم والفكر.

- وحول علاقة العسل بأمراض القلب يقول الأستاذ «م. س كولومب دراف»: إن تناول ما بين «50 و140» غراما من العسل يوميا لمدة شهر أو شهرين للمرضى المصابين بعلل في القلب، يحدث تحسنا ملحوظا ويرجع الدم إلى حالته الطبيعية ويزيد من الهيموغلوبين وقوة الجهاز الدوري، كما دلت أبحاث العالمين أبورين سيله، وشيمرت كونتريوس أن العسل يعتبر من أفضل العلاجات في قصور القلب وتوسيع الأوعية الإكليلية وزيادة تروية القلب، وقديما تكلم ابن سينا وكان ينصح بأخذ قدر معقول من العسل مع الرمان يوميا لمن يشكون من علل القلب ليتم شفاؤها بإذن الله تعالى.

- وفي مجال الأمراض النسائية والحمل، أثبتت الدراسات أن محلول «الملكائية العسلي» وهو «محلول العسل بنسبة 40٪ مع النوفاكلين بنسبة 1٪» يفيد في معالجة القيء الشديد الناجم عن الحمل والوحام.

- وفي حالات الولادة عند المخاض (الطلق) فقد استعمل د. برونوتبزي العسل عوضا عن محلول الفلوكوز أو الفركتوز بواسطة الحقن الوريدية العسلية بنسبة 40٪ فحقق نتائج طيبة مشجعة، وتفسير ذلك هو وجود مادة «البروستاغلاندين»، وهذه المادة معروف عنها أنها تزيد من فاعلية انقباضات الرحم.

- كما يفيد العسل في حالات الدوخة أثناء الحمل؛ لذا يوصي الأطباء بتناول 3 ملاعق صغيرة من العسل قبل نزول الحامل من السرير صباحا وبذلك تقضي يوما خاليا من المشاكل بإذن الله تعالى.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك