رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 25 يونيو، 2012 0 تعليق

شهادة يهودية على ما يحدث في القـدس (3-3) محاولات يهودية بدعم حاخامي لهدم الأقصى

 

هذه حلقتنا الأخيرة من شهادة يهودية على ما يحدث في القدس التي كتبها (د.مائير مارجليت) الباحث في تاريخ المجتمع اليهودي في فلسطين إبان الانتداب البريطاني، وهو عضو في مجلس بلدية مدينة القدس الغربية، ويعد خبيراً في قضايا سياسة بلدية القدس، ويعمل مارجليت أيضاً مستشاراً للعديد من المنظمات الدولية.

عرضنا في الحلقتين السابقتين شهادته على حقيقة ما يجري في القدس من استيلاء وتهويد في كتابه:«إسرائيل والقدس الشرقية... استيلاء وتهويد»، والذي ترجمه إلى العربية مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في عام 2011م .

وشهادته في حقيقة المغتصبين اليهود -الذين أسموهم زوراً مستوطنين-وكيف تُغَذى دوافعهم الدينية؟ وما مدى ارتباط هؤلاء مع مخططات دولة الاحتلال، وكيف تسرق الأرض في القدس قطعة قطعة ومنزلا منزلا؟

      وفي هذا العدد سنعرض الملحق الذي ألحقه الكاتب بكتابه ، وجمع فيه المحاولات التي سعى بها اليهود إلى الإضرار بالمسجد الأقصى المبارك وتدميره، وأسماه: محاولات سابقة للإضرار بالمسجدين ويقصد بناء مسجد قبة الصخرة والمصلى الجامع وهو ما يطلق عليه المسجد الأقصى، الواقعين في داخل أسوار المسجد الأقصى . ومساحة ما داخل السور  144 دونما.

يقول الكاتب: تاريخياً وقعت عدة محاولات للتسلل إلى الأرض التي تحت المسجدين؛ كان بعضها «متحضراً» نسبياً، وبعضهم الآخر عنيفاً.

في العام 1974م حاول (جويل ليرنر) (Joel Lerner) إلحاق أضرار بالمسجدين، وذلك من أجل إيقاف المفاوضات بين إسرائيل ومصر.

      وفي العام 1981م أقيمت أنفاق بالقرب من حائط المبكى-  والصحيح أنه حائط البراق، واسم المبكى أضيف ليعطي انطباعا لدى السامع وكأن له أصولاً يهودية- تؤدي شرقاً نحو مسجد الصخرة. فالأرثوذكس المتطرفون يؤمنون بأنه موقع المكان الداخلي المقدس، أو «أقدس مقدسات» الهيكل. وأراد حاخام حائط المبكى الاستمرار في حفر الأنفاق حتى النهاية، زاعماً أنه حال العثور على أدوات الاحتفال الخاصة بالهيكل الثاني سيعود المسيح ويظهر. ولكن رئيس البلدية في حينه، (تيدي كوليك)، أدرك الخطر الذي يُشَكِّله النفق، ومارس هو وقائد الشرطة ضغوطاً على رئيس الوزراء بيجن لإغلاق النفق .

      ويضيف: حدثت في العام 1984م أخطر محاولة لنسف المسجدين، قامت بها مجموعة تعرف باسم المنظمة السرية اليهودية (The Jewish Underground) مكونة من 27 مستوطناً ذوي خبرات عسكرية واسعة. وكانت خلفيتهم الاجتماعية تنتمي إلى قلب حركة المستوطنين، وبعضهم من “الأرستقراطية القومية – الدينية”. وعلى الرغم من أن المؤسسة الدينية تبرأت منهم إلاََّ أنهم حظوا بإعجاب كبير من المجتمع القومي – الديني.

وفي العام 1984 قامت “عصابة لفتا” (The Lifta Gang) بمحاولة لتسلق الحائط الشرقي للمسجدين كي تدخل إلى الساحة وتدمر المسجدين.

      إن من المهم أن نعيد تأكيد القول بأنه ليس من الضروري القيام بعمل فعلي ضد الحرم الشريف من أجل إشعال النار في المنطقة كلها؛ إذ يكفي استفزاز صغير لإسالة الدماء.

      ففي العام 1990م أعلنت مجموعة تُسمى حركة المؤمنين بجبل الهيكل (Temple Mount Faithful Movement) عن عزمها وضع حجر الأساس لبناء الهيكل، ونتيجة لقمع المظاهرات التي اندلعت بالقوة ضد هذا المخطط قتل 17 فلسطينياً.

      وفي العام 1996م قام رئيس الوزراء في حينه نتنياهو، ورئيس بلدية القدس أولمرت بفتح نفق حائط المبكى؛ فاندلعت الاضطرابات التي قتل فيها70 فلسطينيا و16 جندياً إسرائيلياً، وأصيب المئات بجروح.

      وكان أكثر أعمال الاقتحام استفزازية الاقتحام الأخير الذي قام به أرييل شارون في تشرين الثاني (نوفمبر 2000م) ، عندما دخل إلى ساحة الحرم ترافقه كتيبة كبيرة من الشرطة. وكما هو معروف جيداً أدى ذلك إلى اندلاع الانتفاضة الثانية، بعد أن أطلقت الشرطة النار على ستة فلسطينيين فقتلتهم.

وتحت عنوان النشاط الراهن – خلق إمكانيات وقوع أزمة، كتب الآتي:

      لا يوجد هناك نقص في الحاخامات الذين يعبرون علانية عن رغبتهم في إيقاع أضرار بالمسجدين. ومن الحاخامات البارزين من هذه الفئة في هذا المجال الآتية أسماؤهم:

      الحاخام (إسرائيل أرييل) (Rabbi Israel Ariel): كتب في العام 2004م يقول بأن فك الارتباط هو عقاب لإهمال الحرم الشريف. فوفق اعتقاده، إن لم يتوافر للرب مكان للاستقرار، فعندئذ لا يستحق شعب إسرائيل أن يكون له مكان استقرار، وبالتالي فالرب سيطرده من أرضه. وكما يقول الحاخام أرييل «إذا وفرنا للرب مكان استقرار، فإنه سيسكن في نفوسنا.»

       الحاخام دافيد دودكفيتش  (David Dudkevitch)، وهو حاخام يتسهار ومنطقة السامرة (Rabbi of Yizhar and of the region of Samria). يقول بأن الضعف اليهودي في نظر المقام المقدس يشع إلى الأمام فوق البلد كله، تماماً مثلما يؤثر الوجع في القلب على مجمل الجسم.  والحل الذي يقترحه هو العمل على الفور، والبدء في العمل لإعادة السيطرة اليهودية على الحرم الشريف.

      (إليزور سيجال) (Elizur Segal)، الذي يُدرِّس في مدرسة الفكرة اليهودية الدينية (Yeshiva of the Jewish Idea)  في مستوطنة تفوح  (Tapuah)، كتب مقالاً يمتدح باروخ جولدشتاين لاستعداده للتضحية بنفسه من أجل شعب إسرائيل، (كان جولدشتاين مستوطناً هاجر من أمريكيا، وأقام في الخليل، قتل في العام 1994م، 29 فلسطينياً). واستمر إليزور يكتب قائلاً بأن مَن يرغب في اتباع تعاليم الـ Maimonides  فعليه أن يتطلع إلى تفجير المسجدين وحرث بقاياهما بالجرارات.

      ويوجد الآن عدد من المجموعات النشطة التي تقود حملة من أجل وجود إسرائيلي في الحرم الشريف. وعلى الرغم من أن هذه المجموعات ليست مقتصرة على المستوطنين، إلاَّ أنها تدعم بقوة أنشطة المستوطنين وتعكير العلاقات السلمية بين اليهود والعرب، واللاعبون الرئيسيون هم:

      (جيرشون سولومون) (Gershon Solomon)، وهو رئيس حركة أمناء جبل الهيكل؛ فبالنسبة له إن مَن يسيطر على الحرم الشريف يكون له الحق في كل أرض إسرائيل، ومن ناحية أخرى فإن مَن يتخلى عن الحرم الشريف يجب الشك في أنه ملك أرض إسرائيل.

       (جوزيف إلبويم) (Joseph Elboim) وهو رئيس الحركة من أجل بناء الهيكل، وهذه المجموعة تحافظ على وجود دائم في ساحة الحرم وتنظم زيارات هناك كل يوم خميس.

       (الحاخام شلومو أفينر) Rabbi Shlomo Aviner) ) وهو رئيس المدرسة الدينية عطرات كوهانيم (Yeshiva Ateret Kohanim)  في الحي الإسلامي من البلدة القديمة، ونقل عن أفينر أنه قال في مؤتمر في العام 1990م بأن نفق حائط المبكى هو الخطوة الأولى نحو بناء الهيكل الثالث.

       الحاخام (إسرائيل أرييل)، رئيس معهد الهيكل، قال في المؤتمر ذاته بأن النفق يجب أن يكون جسراً نحو الهيكل، ولو كان لديه جرافة في وقت احتلال البلدة القديمة، لقام حينها بهدم الحرم الشريف.

       الحاخام يوسي بالاي  (Rabbi Yossi Palai)، رئيس جمعية نحو الجبل (To the Mount Association)؛ وهذه المنظمة تقوم بطقوس شهرية تشمل الدوران حول سور البلدة القديمة.

 حركتا كاخ وكاهانا حيّ (The Kah and Kahane Hai Movements)، ومدرسة «الفكرة اليهودية» الدينية في مستوطنة تفوح.

      وبعد هذا السرد يؤكد الكاتب الآتي: «تجب ملاحظة أنه رغم مراقبة سلطات الأمن الإسرائيلية لهذه المجموعات، فإن اهتمامهم الأساسي يجب أن ينصب على شخص ليس عضواً في أي من هذه المجموعات، فشخص كهذا يعمل بشكل مستقل سيكون من الصعب جداً تتبعه والعثور عليه، فهنالك احتمال كبير أن يُعثر على مثل هذا الشخص بين «شباب قمة التل» في منطقة مستوطنات يتسهار وايتمار وتفوح.

      هذا ملخص للشهادة التي قدمها الباحث اليهودي د. «مائير مارجليت» في كتابه: «إسرائيل والقدس الشرقية.. استيلاء وتهويد»،  لما يجري في القدس من نهب واستيلاء وتزوير وتخطيط مستقبلي، وختمه بدور حاخامات اليهود وعصاباتهم التي تعمل لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، وكيف أسهمت تصريحات وفتاوى وأقوال حاخامات اليهود في ترسيخ الاحتلال والاستيلاء على أراضي فلسطين، والاعتداء على المسجد الأقصى المبارك، حيث يرى حاخامات اليهود الأرثوذكس - في فلسطين المحتلة - وجوب تحرير أرض « إسرائيل» من الغاصبين!!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك