رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 30 ديسمبر، 2013 0 تعليق

شكراً لإحياء التراث وجسرها الممدود للمسلمين


     
الشباب شعلة من النشاط في عمل الخير، فتراهم كخلية النحل، وتراهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر، وتراهم همهم واحد، وهو رفع الظلم عن المظلومين، ونصرة المنكوبين، ونشر التوحيد بين المسلمين، وإغاثة الملهوفين، ومحبة العلماء الربانيين، والنهل منهم على صراط الله المستقيم.

     كم فرحت وأنا أستمع إلى لغة الأرقام في إغاثة الشعب السوري منذ بدايتها، ومنذ أن سمحت دولة الكويت بجمع التبرعات وتوصيلها، فكان فاق عدد الشاحنات 150 شاحنة، تنطلق من بلادنا الحبيبة، وخلال أسبوع انطلقت 20 شاحنة؛ حيث انطلقت 13 شاحنة من أمام جمعية إحياء التراث الإسلامي بقرطبة، وهي محملة بـ50 ألف بطانية، و15 ألف حقيبة محملة بالملابس الشتوية، و2000 رول سجاد، و50 طن تمر، و70 طن أرز، و50 طن طحين، و100 طن مواد غذائية متنوعة، و6000 دفاية متنوعة، و500 كرسي معاق، و150 خيمة.

وهذا له دلالات عظيمة وهي:-

     أن صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، وولي عهده الأمين، وسمو رئيس الوزراء، والأسرة الحاكمة، والشعب الكويتي الأصيل، والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، كلهم يتألمون لألم الشعب السوري، ويفرحون لفرحه، وكلهم يشعرون بهمه ومعاناته، ويسألون الله عز وجل أن يفرج كربتهم، وهم يحتضنون الشعب السوري داخل الكويت، ومبالغ تخرج من الدولة وتصل إليهم، وسيقفون معهم حتى ترفع المعاناة، ويزول الظلم والبغي عنهم، وتحرر أراضيهم، ويستقرون بعد معاناة لم تمر على دولة في الوقت الحديث.

وكنت أنظر إلى الملابس الشتوية وأقول: سبحان الله كنا نشتري من سورية أفضل الملابس الشتوية واليوم نرسلها لهم!

كما كنا نستورد من العراق التمر، ومنذ أن تحررت من جاثوم البعث ونحن نرسل إليهم التمر، فهذه لحظات اعتبار في تغيير الأحوال تحتاج إلى شكر النعم.

     أعجبني في الإخوة الكرام المشرفين على هذه الحملة، حماسهم وتفاعلهم وعدم توقفهم وهم يشعرون بالبرد فيقول أحدهم: نحن في بلد آمن معافون في أبداننا، وعندنا قوت يومنا، فكيف بحالهم لا أمن ولا أمان، وقتل وهدم وتشريد، ومرضى وأوجاع، وتآمر دولي حاقد، وشعوبي حاسد عليهم، فلا خير فينا إن لم نقف معهم، ولا خير فينا مالم ننصرهم، حتى يبارك الله عز وجل فيما رزقنا، ويحفظ علينا ديننا ودولتنا وما رزقنا.

     والشكر موصول أيضا إلى سفراء دولتنا الحبيبة؛ الذين يحرصون على توزيع المعونات بحضورهم وبأيديهم في المخيمات وعلى المناطق الحدودية، رغم ما يتعرضون إلى خطر، ولكنهم يريدون الأجر والمثوبة.

والشكر موصول إلى إعلامنا في إظهار العمل التطوعي الكويتي بكل شيء ممكن.

والشكر موصول للأطفال وأوليائهم الذين يبذلون جهودا مضنية في تشجيعهم على التبرع، من أجل إخوانهم الأطفال وأهاليهم وذويهم.

نسأل الله أن يفرج عنهم ويحفظهم ويرعاهم ويشفي مرضاهم ويفك أسراهم وينصرهم نصرا مؤزرا عاجلا غير آجل.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك