رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: منصور خريش 18 أكتوبر، 2010 0 تعليق

شريط الرسائل بالفضائيات.. يفتح أبواب العلاقات المحرمة على مصراعيها

«حبيبتي المرحة فين تحبي نلتقي أو أبعثي لي برقمك للتفاهم، المتيم في هواك».. بحر الأحزان بتلك المواعيد الغرامية الصريحة يمر شريط (الشات) على أسفل بعض الشاشات الفضائية التي تبث العديد من المواعيد الغرامية، ولكن يرى بعضهم أن هذا حال القنوات الهابطة فقط، أما في القنوات الإسلامية والمحافظة فعادة مايكون هذا الشريط مادة مفيدة للمشاهدين تقدم من خلالها النصائح والإجابة عن استفسارات المشاهدين والأذكار والأحاديث النبوية.

وعليه فإننا نحاول استطلاع  آراء بعض متابعي القنوات الفضائية حول شريط الدردشة (الشات) ومدى فائدته من جهة وخطورته من جهة أخرى؛ حتى نتمكن من الوصول إلى حل هذه المشكلة الخطيرة التي تهدم الكثير من بيوت المسلمين.

بدون حياء!!

بداية يقول الأستاذ عيسى شكوى – معلم: للأسف بعض العلاقات غير الشرعية أصبحت تقام في العلن وفي وضح النهار وعلى مرأى الجميع، وربما أرسل بعض المشاركين على (الشات) بعض الإهداءات الخاصة لبعض الأغاني لصديقته على ذات (الشات) ذاته، بل ربما وجه عتباً إلى (الكنترول)بأنه أخّر مشاركته أو لم يعجل في ظهور رسالته لحبيبته، فيسارع (الكنترول) الذي وظيفته تنسيق المواعيد وإيصال الرسائل الغرامية وإظهار الكثير من الأحاديث التي تتجاوز حدود الذوق والحياء؛ فالمهم اجتذاب أكبر عدد من المتابعين والمشاركين.

امتلأت بالأسماء الوهمية

ولم يخف محمد الظاهري – متخصص في الديكور – اندهاشه من كثرة الأسماء المستعارة التي تمر في ذلك الشريط السفلي للشاشة الفضائية التي امتلأت بزخم كبير من الأرقام الهاتفية والمواعيد الغرامية التي تبدأ بأحاديث ومزاح وتبادل في الآراء بسطحية بالغة، ثم تنتهي بعلاقات ربما تكون مشبوهة ويقصد منها اللقاءات بتحديد الزمان والمكان دون حياء، ويضيف: ربما تلك الأسماء المستعارة مثل «نوح الحمام، العاشق الولهان، عروس نجد» وغيرها من الأسماء هي المسوغ لمثل تلك المواعيد ولاسيما أنها غير معروفة، فقد تعقد الفتاة مواعيدها الخاصة بحضور والديها دون أن يشعر بها أحد تحت مظلة تلك الأسماء الوهمية.

(شات) آخر مفيد

من جهته هاجم المهندس حسام أبو أصبع الذين يرسلون لهذه القنوات رسائل غير مفيدة ولا تنم إلا عن قلة العقل، قائلاً: من يملك أموالاً طائلة ويريد صرفها من أجل الصرف فقط واللعب فعليه أن يدخل (الشات) التلفزيوني ويرسل أكبر عدد من الرسائل، فهي أسهل طريقة لخسارة الأموال وبأسرع وقت، وأنصح أمثال هؤلاء بأن يشاركوا في (الشات) المفيد أي (شات) القنوات الإسلامية، ففيه تكون أسئلة وأجوبة مفيدة جداً، وشخصياً أتابعها وأستفيد منها حتى إنها فرصة عظيمة لمن يريد نشر الخير، فإذا أرسلت على القناة: «سبحان الله وبحمده» مثلاً وقرأها الملايين من الناس فقد ربحت الأجر العظيم وكنت معيناً على الخير.

انحلال أخلاقي

وتؤكد أم خالد – ربة منزل – أنها تخشى على بناتها مما يدار ويكتب في أسفل شاشات الفضائيات من مواعيد غرامية غير شرعية تعقد في وضح النهار حتى لم يعد ذلك مقتصراً على القنوات الفضائية فحسب، بل وصل إلى بعض القنوات التي عرفت بتوجهها المحافظ ولكن شريطها يحمل فساداً كبيراً، والمتضررون هم الأبناء من المراهقين، حيث لاحظت وجود بعض الصبيان من الأسرة وكذلك الفتيات مأخوذين بذلك النوع من الأحاديث غير اللائقة في شريط (الشات) الفضائي حتى لم يعد هناك ضرورة لدخول بعضهم إلى الإنترنت من أجل البحث عن مثل تلك الأشياء، بل أصبحت موجودة على اختلاف وقاحتها وإنما تعود المسؤولية في ذلك إلى الجهات المسؤولة والمعنيين بالقنوات الفضائية التي تشاهد ما يحدث من عقد مواعيد غرامية على مرأى الجميع وأساليب بذيئة وتصمت وتغفل عينيها عن تلك القنوات التي كأنها تشجع على الانحلال الأخلاقي.

نعرات قبلية

أما عليان العمري – موظف – فيرى أنه تفوح من (رسائل الشات) على القنوات الفضائية رائحة التعصب الممقوت سواء كان تعصباً لقبيلة أم تعصبا لناد رياضي أم غيره، وما إن تنتهي مباراة لكرة القدم بين فريقين من بلدين مختلفين حتى ينطلق المشجعون إلى هذه القنوات ويبدؤون بكيل الشتائم للفريق الآخر ولبلده، حتى وصل الأمر للأسف إلى شتم مذهبه ودينه، ويحذر العمري من أن بعض القنوات الفضائية تهدف من توفير شريط الرسائل إلى تحقيق أرباح مضاعفة بأي طريقة - حلال أو حرام - تقدر بالملايين، متسائلاً: لماذا يضيع الشباب أموالهم وأوقاتهم في كلام تافه؟!

استخفاف بالمشاهدين

ويؤكد عبدالرحمن الحارثي – طالب – أن بعض القنوات الفضائية التي تبث رسائل (الشات) تستخف بالمشاهدين، فكتبت في مقدمة شريط الرسائل: «سوف نحذف أي ألفاظ خارجة أو أرقام تليفونات أو أسماء مستعارة غير لائقة»، ثم تتدفق هذه الرسائل في اللحظة نفسها عقب عبارة التحذير مباشرة مثل ما قرأت من يومين: «أنا مهندس ومحتاج صديقة ودودة ودمها خفيف من نفس بلدي، ويا ريت نتعرف على بعض حتى لو كانت نص مقبولة».

(الكنترول) وسيط حب

وترى نجاح المشهراوي أنه لا بد من التدخل السريع من قبل الجهات المختصة لمتابعة ممارسات مثل تلك القنوات الفضائية؛ لفض ما يحدث من انتهاك للأخلاق ونزع للحياء في ذلك النوع من الشريط المتحرك أسفل الشاشات خاصة القنوات الغنائية منها، والتي أصبح يكتب المشاركون بها أحاديث تخدش الحياء وربما تم عقد مواعيد على الهواء مباشرة، حيث تلاحظ دائماً أثناء وجودها مع أسرتها أمام التلفاز وجود الكثير من الكلام البذيء يمر في خانة (الشات) التي لا يتوقف بث أرقام الرسائل فيها بتنوع الدول والمناطق حتى أصبحت العلاقات المحرمة تعقد بين المرسلين وبين الكنترول المشرف على التنسيق على (الشات)، حتى لاحظت ذات مرة حواراً فاحشاً بين مشاركين بدا واضحاً بأن الطرف الأول أنثى والآخر رجل، وقد كانا يتحدثان عن موعد لم يتم بينهما؛ مما سبب خلافاً بين الطرفين، وقد طلب الرجل من (الكنترول) أن يتدخل للصلح بقوله: «كنترول: أرجوك أغنية لحبيبتي خاصة من ذوقك تمحو الزعل»، وما هي إلا لحظات حتى وضعت أغنية تدور في ذلك الفلك، وكأن هناك استهدافاً لهدم الأخلاق والمعايير الإسلامية، وهذا شر لا بد من إيقافه خاصة أن تلك القنوات موجودة وتدخل بعض المنازل ويشاهدها الصغير قبل الكبير.

هم ثلاثة أنواع

المتعاملون مع الرسائل النصية في التلفاز كما يصنفهم الدكتور محمد بن علي السقير إمام وخطيب مسجد بازهير ثلاث فئات، منها فئة تتخذها وسيلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير، وكل ما فيه النفع العام والخاص للإنسان، وفئة أخرى على النقيض تستخدمها لإشاعة الفواحش والمنكرات وإحياء نعرات التعصب الجاهلية، أما الفئة الثالثة فتهتم بأمور مباحة كالإهداءات والدلالة على أمور دنيوية.

كونوا أكثر حرصاً

من جهته بيّن الدكتور إبراهيم باعقيل أن الحكم على شريط الدردشة يختلف حسب ما تتضمنه الرسالة نفسها؛ فإذا كان الكلام غير لائق فسيكون أثره سلبياً، وإن كان كلاماً مفيداً وفيه خير كالنصائح والأحاديث النبوية ونحوها فسيكون فيه الخير الكثير والمثوبة.

وطالب باعقيل المسؤولين عن هذا (الشات)بأن يكونوا أكثر حرصاً بحيث لا تظهر على القنوات الرسائل التي فيها إفساد للمشاهدين ولعقولهم.

استخدام سيئ للتقنية

وحسبما يراه الأستاذ رشدي بامخرمة مدير تقنية المعلومات في إحدى الجهات الخيرية، فإن ما يبث على أشرطة عدد من القنوات الفضائية من رسائل تافهة يندرج ضمن الاستخدام السيئ للتقنية الحديثة، ولاسيما إذا كانت تلك الرسائل تؤجج الغرائز الجنسية ونزعات العصبية القبلية ومشاعر الحقد والكراهية والاستنقاص من قدر الآخرين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك