رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وسمية المسيطير 7 يناير، 2023 0 تعليق

شبهات حول المرأة في الإسلام – نماذج من تكريم المرأة في الشريعة (3)

 

 

ما زال حديثنا مستمرا حول حقوق المرأة وحريتها، ومحاولات العلمانيين لتشويه صورة المرأة، وإظهارها وكأنها مظلومة ومسلوبة الحقوق مكسورة الجناح؛ فالإسلام بنظرهم فرّق بينها وبين الرجل في الحقوق وجعل العلاقة بينهما تقوم على الظلم والاستبداد لا على السكن والمودة، الأمر الذي يستدعي من وجهة نظرهم قراءة الدين قراءة جديدة تقوم على مراعاة الحقوق التي أعطتها الاتفاقيات الدولية للمرأة، ومحاولة تعديل مفهوم النصوص الشرعية الثابتة كي تتوافق مع هذه الاتفاقيات، وكنا تكلمنا في الحلقة الماضية عن أنواع تكريم المرأة في الإسلام، واليوم نستكمل الحديث عن هذا الموضوع.

الزواج في ظل الإسلام أمان

     الزواج في ظل الإسلام أمان، ومكرمة للمرأة بما يشمله من سكن ونفقة على المرأة وغيرها من الأمور الواجبة على الرجل تجاهها، أما في الغرب فتستغل النساء دون زواج ولا ضمانات ولا حقوق ولا أمن مادي أو عاطفي، وإذا حملت إحداهن فهو عبئها وحدها، وعليها أن تختار إما أن تتحمل مسؤولية تربية هذا الابن غير الشرعي، أو قتله من خلال الإجهاض، وفي إحدى الإحصائيات وجد أن في أمريكا وحدها 10.400.000 مليون أسرة تعيلها الأم فقط دون وجود أب، وهي تسمى الزوجة العزباء (المصدر دائرة الاحصاءات الأمريكية).

الإسلام حفظ كرامة المرأة المطلقة

      انظر الى جبر خاطر المرأة في الإسلام وصل إلى أي مدى، قال الله -سبحانه وتعالى-: {لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} (سورة البقرة-236)، فمن طلق امرأة قبل أن يمسها وقبل أن يفرض عليها المهر فعليه أن يعطيها من المال ما يجبر خاطرها، لذلك قال -تعالى-: {مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ} حق واجب أي كما تسببت باشتياقها إليك فعليك أن تجبر خاطرها.

     أيضا في قوله -تعالى-: {وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (سورة البقرة -237)، أي اذا طلقتم النساء قبل الدخول بهن بعد فرض المهر، فللمطلقات من المهر المفروض نصفه إلا أن تعفو عن نصفها، أبعد هذا نقول: إن الإسلام يظلم المرأة؟

على مستوى الحدود

حفظ الإسلام المرأة من خلال تشريعاته المختلفة وأهمها الحدود؛ فجعل لها أحكامًا خاصة بها، منها ما يلي:

(1) عِرض المرأة المسلمة مصون

      يقول الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (سورة النور - 23)، نص قرآني يتوعد من يقذف عرض المرأة بلا برهان فله اللعن وله حد في الدنيا.

(2) المساواة في حد الزنا

       برغم تشبع العقلية العربية بأن العار يلحق بالمرأة فقط ولا شيء يعيب الرجل، بينما الدين ينسف هذه النظرية، نظرية: (الرجل لا يعيبه شيء)، يقول الله -تبارك وتعالى-: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} (سورة النور-2)، خذ الإسلام وشرائعه من منهله وليس من أشخاص وحالات تحسب على الدين وهم في تصرفاتهم بعيدون عنه.

حفظ الإسلام كرامة المرأة

حتى على مستوى الألفاظ

      انظري لحفظ قيمة البنت في قضية تفضيل الوالدين للولد على البنت حتى في اللفظ منعه الإسلام، فكلمة (بالرفاء والبنين) لا يصح قولها؛ لأن هذا قول من أقوال الجاهلية التي كانوا يفضلون البنين على البنات، وهي تقال عند التهنئة بالزواج والدعوة له والبركة والبنين، فالرفاء تعني البركة والنماء والاتفاق، وفي حديث الحسن عند زواج عقيل بن أبي طالب فقالوا له: بالرفاء والبنين، فقال الحسن: لا تقولوا ذاك؛ فإن النبي نهى عن ذلك وأمرنا أن نقول بارك الله لك وبارك عليك.

شبهات حول أحكام المرأة في الإسلام

- هل قوامة الرجل على المرأة تحكم فيها كما يدعي الملاحدة والنسوية؟

يستغل دعاة الإلحاد والنسوية القوامة هذا الحق الشرعي الفطري الثابت في تأليب النساء وحثهن على التمرد.

معنى القوامة

      القوامة في الأصل من: فلان قائم على العمل، أي أنه هو المطالب بإتمامه وإصلاحه، فالرجل قوامته تكليف لا تشريف، فقوامته جعلها الله لمصلحة المرأة؛ فهو المسؤول عن حمايتها، وحفظ حقوقها والدفاع عنها، فالقوامة في الإسلام هي زيادة في المسؤولية والمحاسبة، فما أعجب حال الملاحدة والنسوية حين يجعلون قضية فيها عز للمرأة وسند للمرأة يجعلونها شبهة!.

استغلال سيئ

     ويستغل الملاحدة حالات خاصة لزوج يسيء قوامته، وثانٍ يظلم زوجته، وثالث يسيء ولايته على أبنائه، ورابعٌ يأكل حقوق أخواته، فيستغلون هذه الحالات، ويضخمونها ثم يقومون بعملية ربط زور بين هذه الحالات وبين حق القوامة الذي شرعه الله، ولا يعرف دعاة الإلحاد أنه في الإسلام من تعسف في استعمال حق شرعي في غير ما أذن له الله -عز وجل- فيه ينزع منه هذا الحق ويؤدب، فقد ينزع الإسلام حق الولاية من الأب إذا أساء استخدامها، ويعطيها القاضي لمن دونه لعمها أو لخالها وهكذا.

من كمال الرجل ومروءته

      فكمال الرجولة والمروءة في الإسلام أن يحافظ الرجل على المرأة، بل يقاتل الرجل ويقتل من أجل حفظ المرأة، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «ومن قاتل دون أهله فهو شهيد»، حقيقة يجب إدراكها قول الله -تبارك وتعالى- {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى} (سورة آل عمران -36)، وهي حقيقة لا مراء فيها، ولكن لا يمنع ذلك المرأة أن تتميز علماً وأدباً وخلقاً وحياءً، وأن يكتب اسمها في العظماء وهي متوشحة في برداء العفة، فمريم فاقت أهل زمانها علماً وعبادةً حتى تمنى نبي الله زكريا ذرية بعد كفالتها.

القوامة مسؤولية

      فالقوامة مسؤولية وحفظ ورعاية، شرعها الله بحكمته وعلمه ورحمته، فالله يعلم حال الرجل وحال المرأة وطبيعة الرجل وطبيعة المرأة، ويعلم -سبحانه- ما يصلح أحوال الناس.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك


X