رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وسمية المسيطير 21 مارس، 2023 0 تعليق

شبهات حول المرأة في الإسلام – الولاية على المرأة (4)

     ما زال حديثنا مستمرا حول حقوق المرأة وحريتها، ومحاولات العلمانيين في تشويه صورة المرأة، وإظهارها وكأنها مظلومة ومسلوبة الحقوق مكسورة الجناح، فالإسلام بنظرهم فرّق بينها وبين الرجل في الحقوق وجعل العلاقة بينهما تقوم على الظلم والاستبداد لا على السكن والمودة، الأمر الذي يستدعي من وجهة نظرهم قراءة الدين قراءة جديدة، تقوم على مراعاة الحقوق التي أعطتها الاتفاقيات الدولية للمرأة ومحاولة تعديل مفهوم النصوص الشرعية الثابتة كي تتوافق مع هذه الاتفاقيات، واليوم نتكلم عن شبهة أثارها هؤلاء وهي الولاية على المرأة.

واجبات المرأة

     يقول الله -تبارك وتعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} (سورة الروم - 21)، وهنا نقطة مهمة لابد أن أذكرها، فكما أوجب الله -عز وجل- على الرجل من الواجبات في حق المرأة من نفقة ومن الحفظ، ومن جلب حقوقها ومن إحاطتها في الرعاية، فقد أوجب الله في الناحية الأخرى للمرأة واجبات؛ فعلى المرأة أن تطيع زوجها؛ فهذا واجب شرعي على المرأة أن تطيع زوجها فهو رأس البيت، فالمرأة المطيعة لربها مطيعة لزوجها، يقول الله -تبارك وتعالى-: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ} (سورة النساء- 34)، تفسيرها الصالحات من النساء مطيعات لله -تعالى-، مطيعات لأزواجهن، حافظات لهم في غيبتهم.

     يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت»، ينادى عليها من أبواب الجنة الثمانية تكريما وتشريفا، فطاعة المرأة لزوجها في غير معصية الله واجبة وجوبا شرعيا، بل إن زوجها جنتها ونارها، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «انظري أين أنت منه؟ فإنما هو جنتك ونارك».

رفض الزوجة لمبدأ طاعة الزوج

     ومما يزيد من دهشتنا حول مشكلات الحياة الزوجية نجدها تدور حول محور واحد لا ثاني وهو رفض الزوجة لتقبل مبدأ طاعة الزوج، هناك جيل كامل من الفتيات زرعُ في نقوسهن كم رهيب من الأفكار التي تركز بشدة على ضرورة جعل مسألة المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة قضية حياة أو موت، ورفض كامل لهندسة الحياة الزوجية على أساس وجود رأس لهذا البيت، لا بل رأسان رأس برأس، وبالتدريج يتحول البيت -الذي من المفترض أن يكون سكناً- إلى ساحة معارك لا تهدأ، كلما خمدت نار أُتبعت بأخرى حتى ينهار أحد الطرفين أو ينهار البيت في أغلب الأحيان.

قصة واقعية

     تقول امرأة عندما جئت لزميلاتي متأففة أشتكي من التعب والظلم الذي وقع عليَّ، فقالوا: اتركيه واختلعي منه، وآذيه وأهينيه في المحاكم وافعلي.. وافعلي.. وافعلي.

فقالت لهم: إنه ليس زوجي، إنه المسؤول عني في العمل!

ردوا فقالوا: اصبري عليه، هذا رزقك وتحمليه و..!

نزعة تغريبية

     هذه النزعة تسللت حتى إلى أوساط الفتيات المتدينات، على عكس الفترات السابقة التي كانت تلك النزعة فيها حكرا على أصحاب التوجهات التغريبية والنزعات التحررية، لكن مع -الأسف- نشأ تيار نسوي من أصعب التيارات النسوية على الإطلاق، وهو تيار النسوية الإسلامية؛ حيث يتم تطبيع بين الأفكار العامة للنسوية مع القيم الإسلامية، وإلباس القيم النسوية مسوحًا من الشرعية للوصول إلى نتيجة: أن الإسلام لم يجعل للرجل القوامة على المرأة، وتُؤوَّل مفهوم القوامة، وتُميع معاني طاعة الزوج تحت عنوان أن الإسلام لم يظلم المرأة.

 علاقة تكاملية وليست صراعا

     فللمرأة حقوق على الرجل، وللرجل حقوق على المرأة، وإذا أدى كل واحد منهما واجبه تجاه الآخر، شاع الوئام والألفة والسكينة والاستقرار النفسي والأمان الأسري، فالمجتمع رجل وامرأة، والمجتمع لا يقسم، ولا يُؤَلَّب الرجل فيه على المرأة، ولا المرأة على الرجل؛ فهي علاقة تكاملية وليست صراعا كما يحاول أن يصدرها لنا الغرب، فالغرب والثقافة العلمانية تحاول أن تجعل العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة صراع وتثوير، فالتأثر بالثقافة الغربية له أثر كبير في مشكلات المرأة في العالم الإسلامي، إلى جانب تقصير بعض الأزواج في حق بيته و زوجته.

كلكم راع ومسؤول عن رعيته

     يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته»، والرجل في أهله راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها»، والله -عز وجل- سائل كل إنسان عن رعيته، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه، حفظ أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته».

     لو عاد الرجل لما فرض الله عليه من واجبات، وعادت المرأة لما فرض الله عليها من واجبات، لصلح حال الأمة، ولشعرت المرأة بأنوثتها الحقيقية، ولعاش الجميع حياة مطمئنة، ولكن -مع الأسف- اختفى في كثير من البيوت حسن الخلق، وحسن المعاشرة وحسن الاحتواء والمودة والرحمة واللين والتغافل عن بعض الأمور، وفي حديث أم زرع: «لا يسأل عما عهد»، أي لا يلتفت الرجل إلى معاير بيته، معناه أن يتغافل، وهذا للزوج وللزوجة، عليهما أن يتغافلا.

من أسباب مشكلات المرأة

     ومن أسباب مشكلات المرأة في العالم الإسلامي -بجانب التأثر بالثقافة الغربية- انغماس بعض الرجال في الشهوات؛ مما أضعف من شخصيتهم؛ فظهرت الحركات النسوية، وظهرت حركات التمرد على القوامة، وحركات التمرد على الولاية.

     وما ظهرت هذه الحركة إلا لضعف شخصية الرجل وضعف قيادته، فحين تعرف المرأة أن الرجل عبد للشهوات والفواحش التي يرتكبها يصغر في عينها، فتبدأ بالتمرد ولا سيما إذا كان إيمانها ضعيفًا، وتبدأ بالمطالبة ليس بحقوقها كما يفترض، وإنما تبدأ بالمطالبة بالتمرد الكامل، وهذه هي المشكلة التي لا يفهمها كثير من الرجال، فتمرد المرأة مصدره ضعف قوامة الرجل، وقلة إيمان المرأة.

ثغرة النسويات

     فيا أيتها الزوجة؛ إذا حدث تقصير من طرف الزوج، فعليك أن تتحلي بالصبر، فالفتن كثرت على الرجال، وضغوط الحياة أصبحت صعبة، فلتغفر المرأة لزوجها ولتصبر عليه، ولتكثر من نصحه وتذكيره بالله والدعاء له، ولتتقرب إلى الله بالعمل الصالح، لعل الله أن يصلح بينها وبينه؛ فما وجد الملاحدة ولا وجدت النسويات ثغرة لشبه يتسللون منها إلى بيوتنا للإفساد ونشر الخراب والفتن والشهوات والتمرد على شرع الله، إلا باختفاء قوامة الرجل وعدم أداء المرأة لحقوقه، وما تسلطوا علينا إلا لبعدنا عن ديننا أو تعلق بعضنا بثقافات وسلوكيات غريبة لا تنتمي بشيء إلى دين ربنا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك