رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 12 ديسمبر، 2022 0 تعليق

شبباب تحت العشرين – 1158

صلاح الشباب بالدين والأخلاق

     قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: إن الشباب يرد على قلوبهم من المشكلات الفكرية والنفسية ما يجعلهم أحيانا في قلق من الحياة، محاولين جهدهم التخلص من ذلك القلق، وكشف تلك الغمة، ولن يتحقق ذلك لهم إلا بالدين والأخلاق، اللذين بهما قوام المجتمع، وصلاح الدنيا والآخرة، وبهما تحل الخيرات والبركات، وتزول الشرور والآفات، إن البلاد لا تعمر إلا بساكنيها، والدين لا يقوم إلا بأهله، ومتى قاموا به نصرهم الله مهما كان أعداؤهم، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}، وإذا كان الدين لا يقوم إلا بأهله، فإن علينا -أهل الإسلام وحملة لوائه- أن نُقَوِّم أنفسنا أولاً؛ لنكون أهلاً للقيادة والهداية، ومحلاً للتوفيق والسداد، علينا أن نتعلم من كتاب الله -تعالى- وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما يؤهلنا للقول والعمل والتوجيه والدعوة؛ لنحمل الهداية الماضية والنور المبين لكل من يريد الحق، وعلى كل من يريد الباطل.

الشباب والثقة بالنفس

     الثقة بالنفس صفة مهمة جدا للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية معًا؛ إذ إن التمتع بها يساعد الشخص على أن يصبح ناجحًا في حياته العائلية والشخصية والمهنية، فهذه الصفة هي من أهم الخصال التي تميّز الشخصية القوية التي تتمثل بتقبُّل كل السلبيات والإيجابيات الجسدية والشخصية والفكرية، والتعايش معها بل والافتخار بها، والثقة في النفس وقوة الشخصية هما كل مايطمح أن يحصل عليه الإنسان لأنهما صفتان لابد أن يوجدا في أي إنسان يريد أن يمتلك مفاتيح النجاح في كل جوانب الحياة، الاجتماعية والأسرية والتعليمية والمهنية، ويعرّف الإنسان الواثق من نفسه بأنه شخص يحترم ذاته ويقدّرها، ويحب نفسه ولا يؤذيها، ويدرك كفاءاته، ويثق بقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة، والثقة بالنفس تعني اعتماد الشخص على نفسه والشعور بالثقة في قدراته وصفاته وحُكمه وفي نفسه بصفة عامة، كما تُعرّف هذه الصفة على أنها ثقة الفرد في قدراته وإمكانياته وقراراته أو الاعتقاد بأنه قادر على مواجهة تحديات الحياة اليومية ومتطلباتها بنجاح، والشخص الواثق بنفسه يتسم بالتفاؤل والاطمئنان والقدرة على تحقيق أهدافه وتقييم الأشخاص والعلاقات بطريقة صحيحة وفقاً لنظرته لنفسه وتقديره لذاته

 

 

احذر أن تكون من هؤلاء!

- احذر أن تكون من هؤلاء الشباب الذين لا يبالون بما أضاعوا من حقوق الله، ولا من حقوق الآدميين.

- الشباب الفوضوي، فاقدي الاتزان في تفكيرهم، وفاقدي الاتزان في سلوكهم وفي جميع تصرفاتهم.

- الشباب الناكبين عن الصراط المستقيم في دينهم، والمعرضين عن التقاليد الاجتماعية في سلوكهم، الذين زين لهم سوء عملهم فرأوه حسنًا، فهم من الأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

 

 

من آثار الذنوب قسوة القلوب

     قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: من آثار الذنوب والمعاصي قسوة القلوب، وعدم تأثرها بالمواعظ والآيات والأدلة والتخويف والتحذير والإنذار؛ بحيث تسمع ولا تفقه ولا تقبل، وتزول عنها الموعظة وهي في غفلة، ولأجل شناعة الذنوب عظمت عقوبتها في الدنيا تفاديا للآثار السيئة التي يعم ضررها للمجتمعات؛ حيث إن المعصية إذا أعلنت تعدت عقوبتها؛ لقوله -تعالى-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}؛ أي أنها تعم العاصي وغيره، وكذا في الحديث: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».

 

 

خطوات تعزيز الثقة في النفس

- القرب من الله -تعالى- وفعل أوامره واجتناب نواهيه.

- التخطيط الجيد وتحديد أهدافك بوضوح.

- النظر دائمًا إلى الإنجازات.

- تعرف على نقاط القوة التي تمتلكها.

- اهتم بنفسك وصحتك البدنية والفكرية.

- المشاركة في المناسبات الاجتماعية.

- الابتعاد عن الروح السلبية.

 

 

الفرق بين الثقة بالنفس والغرور

     الثقة بالنفس لا يتحلى بها إلا الأشخاص أصحاب الأخلاق الحميدة والعالية، أما الغرور فيتصف بها أصحاب القلوب غير النقية، والغرور يجعل الذين حولهم يكرهونهم، وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن التكبر في حديثه الشريف «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، وأمرنا الله -عز وجل- بالتواضع والابتعاد عن التكبر والغرور في قوله -تعالى-: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} (الإسراء:37).

 

 

أعظم أسباب صلاح القلوب

     إن من أعظم أسباب صلاح القلوب وشفائها تلاوة كتاب الله بالتدبر والتفهم لمعانيه، فالقراءة بالتدبر، أعظم ما يصلح القلب ويشفيه من أمراض الشبهات والشهوات؛ لما في القرآن من البراهين الجلية والمواعظ البليغة، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رجلاً جاءه فقال: أوصني، فقال: سألتَ عما سألتُ عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك، فقال: «أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإنه روحك في السماء، وذكرك في الأرض» (رواه أحمد، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة).

 

 

الفراغ من أهم أسباب انحراف الشباب

(3)  الفراغ داء عضال للفكر والعقل والطاقات الجسمية؛ إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة يُنَفِّس بها عن هذا الكبت الذي أصابه من الفراغ.

     وعلاج هذه المشلكة: أن يسعى الشاب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة أو غيرها، مما يحول بينه وبين هذا الفراغ، ويستوجب أن يكون عضوًا سليما عاملاً في مجتمعه لنفسه ولغيره.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك