شباب تحت العشرين – 1241
من الأخطاء التي يقع فيها الشباب
إضاعة وقت الفراغ
كثير من الشباب يقضي وقتَ فراغه فيما لا ينفعهم في دينِهم ولا في دنياهم، فتراهم يضيعون ساعاتٍ طويلةً فيما لا فائدة منه، فيجلِسون أمام وسائل التواصل، أو يتحدثون فيما لا يُفيدهم، ولا شك أنّ هذه من الأخطاء التي يقع فيها الشباب؛ وما ذلك إلا أنه لا يدرك أنَّ رأس مال المسلم في هذه الحياة الدنيا، وقد حثَّنا نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - على الاستفادة من وقت الفراغ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتانِ مَغْبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، وقوله: (مغبون فيهما)؛ أي: ذو خسران فيهما، والمغبون هو: الخاسر في التجارة.
صفات الشاب المسلم
- الشاب المسلم خُلُقُه القرآن، فالشابُّ رحيمٌ بكلامه، مُهذَّبٌ بأقواله، حليمٌ بأفعاله، ليس بفظٍّ ولا مُنفِّر، فلَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا».
- الشاب المسلم متواضَع؛ لأنه يعلم أن التواضُع من شِيَم الكِبار، وما تواضَعَ عبدٌ إلَّا رَفَعَه الله؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ».
- الشاب المسلم إذا تكلَّم لا يتكلم إلا بالحقِّ والصِّدْق؛ لقول الله -عزوجل-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق: 18)، وإذا شهد لا يشهد إلا بالحقِّ؛ لأنه يعلم أن شهادة الزور هي من أكبر الكبائر؛ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْبَرُ الكَبَائِرِ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ - ثَلاثًا - أَوْ: قَوْلُ الزُّورِ»، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ.
- الشاب المسلم شعاره الرفق واللين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادِحًا للرِّفْق ذامًّا لغيره: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ».
- الشاب المسلم لا يقابل السيئة بالسيئة، وإنما يقابلها بالحسنة؛ لأنه يريد أن يكون من ذوي الحظ العظيم؛ كما قال الله: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت: 34، 35).
- الشاب المسلم لا يرفع صوته على أبٍ أو أمٍّ؛ لقوله -تعالى-: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23)، ولا يرفع صوته على شيخ مُسِنٍّ، ولا ضعيف مسكين، فيعفو ويصفح، ويُسامح ويكرم، ويغفر ويرحم؛ لقوله -تعالى-: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (النور: 22).
الشباب الذي ينفع دينه وبلده
الشاب الذي ينفع دينه وبلده هو الشباب الذي يتربّى على الدين والأخلاق والقيم المجتمعية الصحيحة، فيساعد على بناء مجتمع متحضر؛ وبالتالي تقل الجريمة في المجتمع والمظاهر السلبية للشباب في الشوارع العامة من المعاكسات والتخريب للممتلكات العامة والخاصة، ولن يتم ذلك إلا إذا تسلح الشباب بالعلم والمعرفة والفِكر السليم والتوجه الصحيح في الأفكار والمعتقدات ليكون قادرًا على بناء مجتمعٍ متحضر؛ فالشباب الفارغ اللاهث خلف المغريات والملهيات، والمغيب وراء الشهوات والنزوات، والمفرغ علميا وثقافيا وفكريا -بعد أن فرغ عقديا ودينيا- لا قيمة له في أي مجتمع بل هو عبء على مجتمعه، وعالة عليه.من أسباب صلاح القلب
- الإكثار من تلاوة القرآن واستماعه: فهذا من أسباب لين القلوب وصلاحها، ولاسيما إذا قرأه متدبرًا لِما يمر عليه من آيات.
- كثرة ذكر الله- جل وعلا- على كل حال؛ قال ابن القيم: «إن في القلب قسوةً لا يذيبها إلا ذكر الله -تعالى». وقال رجل للحسن: يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوة قلبي، قال: «أذِبْهُ بذكر الله -عز وجل».
- زيارة المرضى: للاعتبار بحال أهل البلاء، ومخالطة المساكين والفقراء، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: «انظروا إلى من هو أسفلَ منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقَكم؛ فإنه أجدَرُ ألا تزدَروا نعمةَ اللهِ عليكم».
- مجالسةُ الصالحين: الذين ينتقون أطايبَ الكلمات كما يُنتقى أطايب الثمر، وربنا يأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (الكهف: 28).
احذر كمائن النفس!
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله: الإنسان في نفسه كمائنُ لا يَعلَمُها إلا الله، فاحذَر هذه الكمائنَ! والكمائن كثيرة؛ فقد تكون شِركًا بالله -تعالى- وقد تكون رياءً؛ فالإنسان يحبُّ الرياء، وأن يراه الناس على عملٍ صالح، وقد تكون حسدًا لعباد الله وهو مِن خصال اليهود، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (المنافقون: 9)، وقد تكون بكراهة الحق وتثاقُلِه، وقد تكون بالعداوة والبَغضاء للمؤمنين، وغير ذلك مما لا يُحصى.اللسان بريد القلب
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: اللسان بريد القلب وترجمانه والواسطة بينه وبين الأعضاء؛ فإن استقام استقامت، وإن اعوج اعوجت، عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا».اهتم بصلاح قلبك
على الشباب أن يعلم أنَّ صلاح القلب طريق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة؛ فالمسلم الذي يُصلح قلبه يُصبح أقرب إلى الله -تعالى-، وينال رضاه، ويسعد في الدارين، وهذا يُفسّر أنّ القلب هو محل نظر الله من العبد، وبصَلاحه تستقيم الجوارح، وتصلح الأعمال، وتطيب الحياة، وصاحب القلب النقي الصالح ينزعج من التفريط، ويتحسر على فوات الطاعة، فإذا فاته ورده من القرآن الكريم حَزِن، وإذا شغله عن العبادة أمرٌ من أمور الدنيا تحسّر على ما فاته.السلف الصالح قدوتنا
اعلموا يا شباب، أنّ السلف الصالح من الصحابة -رضوان الله عليهم-، هم قدوة لكل مسلمٍ، فهم خير هذه الأمة إيمانًا، وأقربهم إلى الله وسيلةً، وأعلمهم بسُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقهًا وتطبيقًا، وأقلها تكلُّفًا، وأقومها هدْيًا -رضي الله عنهم أجمعين- قال -تعالى-: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 100).أخلاق الشاب المسلم
الشابُّ المسلم الدَّيِّن يكتسب أخلاقه من أخلاق النبي العدنان - صلى الله عليه وسلم -؛ لكي يسعد بأخلاقه، ويتأدَّب بآدابه، ولأنها من أكثر الصفات التي يُحبُّها الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما قال: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا».
لاتوجد تعليقات