رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 30 سبتمبر، 2024 0 تعليق

شباب تحت العشرين – 1236

الشاب صاحب الخلق الحسن

الشاب المسلم صاحب الخلق الحسن لا يرفع صوته على أبٍ أو أمٍّ؛ لقوله -تعالى-: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23)، ولا يرفع صوته على شيخ مُسِنٍّ، ولا ضعيف مسكين؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منَّا مَن لم يوَقِّرْ كبيرَنا، ويرحَمْ صغيرَنا».

من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم التي يجب أن يتخلق بها الشباب

قال الله -تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} (الأحزاب: 21)، الشابُّ المسلم هو شابٌّ يتخلَّق بأخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقد كان خُلُقه عظيمًا بشهادة الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، وكان - صلى الله عليه وسلم - خُلُقُه القرآن، كما قالت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في التفضيل بين الصحابة: «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ - أي: أفضلكم - أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا»، فالشابُّ المتدَّيِّن يجب أن يكتسب أخلاقه من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لكي يسعد بأخلاقه، ويتأدَّب بآدابه، ولأنها من أكثر الصفات التي يُحبُّها الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما قال: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا»، فالشابُّ رحيمٌ بكلامه، مُهذَّبٌ بأقواله، حليمٌ بأفعاله، ليس بفظٍّ ولا مُنفِّر؛ لقول الله -عزوجل- لنبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران: 159)، و»لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا»، ولا يغضب؛ كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْصِنِي، قَالَ: «لَا تَغْضَب - فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ-: لَا تَغْضَبْ»، وإذا غضب لا يغضب إلَّا لدين الله -تعالى-، ويتواضَع لأنه يعلم أن التواضُع من شِيَم الكِبار، وما تواضَعَ عبدٌ إلَّا رَفَعَه الله؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ»، وإذا تكلَّم لا يتكلم إلا بالحقِّ والصِّدْق؛ لقول الله -عز وجل-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.  

من أهم أسباب النجاح

         إن أهمَّ الأسباب التي تُساعِدُ الطالبَ على النجاح والتفوق تعتمدُ -بعد توفيق الله تعالى له- عليه هو شخصيًّا، متمثِّلة في أمور عدَّة ، لعل أهمَّها تركيزُه الكامل مع المعلم أو المدرس الذي يتولَّى عملية الشرح، حتى يتمكَّن من توصيل المعلومة إليه بطريقة سليمة، وأن يكون مستمعًا جيدًا لكل ما يقوله معلِّمه، وإذا لم يفهم مسألةً شُرحت، لا يجعلها تفوت عليه دون أن يفهمها، وأن يطلب من مدرِّسه إعادتها مرة أخرى، هذا إلى جانب أن يكون الطالب متمتعًا بالنشاط بعيدًا عن الكسل، وأن يتفاعل باستمرار مع ما  يشرحه المدرس ، فضلاً عن الحضور باستمرار، والحرص على استقبال كل ما يُشرح، وأن يكون مهيَّأً لذلك من خلال عدم انفصاله عن الأجهزة والأدوات التي يحتاج إليها في أثناء العملية التعليمية، التي تسهل عليه عملية الفهم.  

المؤمن ليس بالسباب

        قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللعَّان، ولا الفاحش ولا البذيء»؛ لذلك فالشاب المؤمن لابد أن يكون بعيدا كل البعد عن السب والشتم، ولا يستخدم الألفاظ البذيئة في جدٍّ ولا هزل، ولا في رضًا أو غضب، ليس (بالطعان)؛ أي: ليس عيابًا للناس، (ولا اللعان)؛ أي: أنه لا يلعن أحدًا، ولا يدعو عليه باللعنة؛ إذ اللعنة معناها الطرد من رحمة الله -تعالى-، (ولا الفاحش)؛ أي: لا يفعل الفحش ولا يقوله، والمراد به الشتم القبيح الذي يقبح ذكره، (ولا البذيء)؛ وهو الذي لا حياء له.  

أدب التعامل مع وسائل التواصل

 

        قال الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد: مَنْ تعامَل مع أدواتِ التواصلِ فْليُذَكِّرْ بفريضةٍ، ولْيدُلَّ على سُنَّةٍ، ولينبِّه على خطأٍ، ولْيَنْصَحْ باحتسابٍ، وليحتسبِ الأجرَ والثوابَ، وليحرِصْ على جمعِ الكلمةِ، وإحسانِ الظنِّ، وليُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه، وليظنَّ بأخيه الخيرَ، وليتقِ شرَّ ظنونِ نفسِه، وليحذَرْ أن يكون الناصحُ لنفسِه في هذه الأدوات ممَّن يتجوَّل بدلاءٍ فارغةٍ، ويجعلُ عقلَه مستباحًا لمتطفِّلي هذه الأدواتِ الثرثارينَ بما لا ينفعُ.  

السعادة قرينة الهداية

         قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: الهداية والسَّعادة أمران متلازمان وقرينان لا ينفكَّان، والشَّقاء قرين الضَّلال الذي لا ينفكُّ عنه، فمتى وُجدت الهداية وُجدت السَّعادة، ومتى وُجِدَ الضَّلال وُجِدَ الشَّقاء، ومن كان في بُعدٍ عن الله وطاعته ثم استقام يجد في قلبه لذَّةً كانت مفتقدة، وحلاوةً كانت معدومة وطعمًا كان لا يشعر به، وصدق الله: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}.  

لماذا يتجرأ هؤلاء على الله؟

         قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: الإنسان إذا جهل عظمة الله -جل وعلا- فإنه يتجرأ عليه -سبحانه-؛ فالمشرك حينما دعا غير الله وعبد غير الله هذا لم يقدر الله حق قدره {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (الزمر: من الآية 67)؛ ولذلك عبد غيره معه -سبحانه-، وكذلك كالذي يجحد أسماء الله وصفاته وينكرها، هؤلاء ما قدروا الله حق قدره وتجرؤوا على الله وتنقصوه -سبحانه وتعالى-، وقد حذر الله -جل وعلا- من الإلحاد في أسمائه {وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (الأعراف: 180).  

من أهم عوامل النجاح

من أهم عوامل النجاح وضوح الهدف؛ لأن النجاح يعني تحقيق ما عزم الإنسان عليه، فلابد أن يكون ذلك واضحًا في ذهنه، لذلك لابد للشباب أن يضعوا حدا لهذه العشوائية وهذا الإهمال العجيب الذي يعيشه بعضهم.  

من أخطاء الشباب

التساهل في مصاحبة أصدقاء السوء

        بعض الشباب قد يصاحب أصدقاء لا دين لهم ولا أخلاق، فيترتَّب على ذلك كثير مِن المفاسد؛ فالصديق السُّوء له أثرٌ سيِّئ على صاحبه؛ حيث يجعله يكذب ويسرق، ويشرب الدُّخَان والمُخدِّرات والخمور، ويهرُب من المدرسة، ولا يذهب إلى الجامعة، فيضيع مستقبله، إن مجالسة الأصدقاء الصالحين ومرافقتَهم هي خيرُ وسيلةٍ للاقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم؛ فللأصدقاء تأثيرٌ كبير على أقرانهم؛ فالصديق الصالح له أثر طيب على صاحبه.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك