شباب تحت العشرين – 1228
مجاهدة النفس لاكتساب محاسن الأخلاق
من أسباب تحصيل الأخلاق الحسنة مجاهدة الإنسان نفسه، قال -عزوجل-: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت:69)، فمن جاهد نفسه على التحلي بالفضائل، وجاهدها على التخلي من الراذئل، حصل له خير كثير، واندفع عنه شر مستطير، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:»إِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ، وإِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، ومَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ».الوفاء بالوعد قيمة قرآنية ووصية نبوية
الوفاء أهم القيم الأخلاقية في الإسلام، التي يجب أن يتحلى بها الشباب في عصرنا الحالي، ويتربون عليها، وتتجلى أهمية هذا الخلق بوصفه قيمة أساسية تحكم العلاقات الإنسانية والاجتماعية المستقيمة، فهو وصية نبوية، وقيمة قرآنية. حيث أولى القرآن الكريم هذه القيمة عناية فائقة؛ لما لها من عظيم الدلالة في تزكية النفوس، وصفاء الفطرة، وسلامة الإيمان، وقد رغب الله -تعالى- في الوفاء بالعهود؛ بما أعد الله للمتمسكين بهذا الخلق من الثواب، وبما أثنى به عليهم في محكم الكتاب، قال -تعالى-: {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح: 10)، فمن حُسن أخلاق المسلم أن يفي بعهده ووعده الذي قطعه على نفسه، ولا يغدر ولا يخون ما دام هذا العهد لا يخالف الشريعة، ومن فوائد الوفاء بالوعود ما يلي:- أولا: كسب رضا الله -عزوجل- ومحبته؛ فقد أثبت الله محبته للمتقين الذين يوفون بعهدهم، والمستقيمين على عهودهم ومواثيقهم حتى مع أعدائهم.
- ثانيا: حسن السمعة عند الناس؛ فالوفاء بالوعد والعهد هو أساس بناء الثقة بين الناس، وانعدام الوفاء سببٌ لتنافر القلوب وانعدام الثقة بين الناس.
- ثالثًا: الالتِزامُ بالمَواعيدِ والوفاءُ بها يحفظُ الأوقاتَ من الضَّياعِ، ويُعينُ على قَضاءِ المَصالحِ.
من أخطاء الشباب انتشار الحسد بينهم
الحسد: هو أن يرى الإنسانُ لأخيه نعمةً فيتمنَّى أن تزول عنه وتكون له دونه، وكثير من الشباب يحسُد بعضهم بعضًا على ما أنعم الله -تعالى- عليهم مِن فضله العظيم، وهذا أمر خطير؛ لأن الشاب بحسده قد سخِط على قضاء الله -تعالى-، وكرِه نعمته التي قسمها بين عباده، وقد حذَّرنا نبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - من الحسد؛ لِما يترتب عليه مِن مفاسد في الدين والدنيا: قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَباغضوا، ولا تَحاسدوا، ولا تَدابروا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، ولا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجُرَ أخاه فوق ثلاث ليالٍ»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا»، فاحرص أخي الشاب، أن تكون مِن أصحاب القلوب السليمة، الذين لا يحسُدون أحدًا على نعمةٍ أنعَمَ الله -تعالى- بها عليه، فإذا رأيت شيئًا، فقل: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله -تعالى.شهامة النبي - صلى الله عليه وسلم
النبي - صلى الله عليه وسلم - رغم عداوة قريش وإيذائها للمؤمنين، عندما جاءه أبو سفيان يطلب منه الاستسقاء لم يرفض لحسن خلقه، وشهامته، ورغبته في هدايتهم، فإنَّ الشهامة ومكارم الأخلاق مع الأعداء، لها أثر كبير في ذهاب العداوة، أو تخفيفها؛ فالشهامة من مكارم الأخلاق الفاضلة، وهى من صفات الرجال العظماء، فبها تشيع المحبة في النفوس، وتزيل العداوة بين الناس، فيها حفظ الأعراض، ونشر الأمن في المجتمع، إنَّها علامة على علو الهمة، وشرف النفس.الحياة تضيع مع العبث والغفلة
قال الشيخ محمود شاكر -رحمه الله-: إنَّ الشباب لا يضيع مع طول العمر، ولكنَّه يضيع مع طول العبث، والحياة لا تفنى مع شدة الجهد، ولكنها تفنى في شدة الغفلة، والعقل لا يكلُّ مع طول الفكر، ولكنَّه يكلُّ مع طول الاستخفاف بالفكر، وشباب الشعوب وجهودها وأفكارها هو الحضارة كلها، وأصل الحضارة في القلب الشابِّ العامل المفكِّر الذي لا يسكن، ولا ييأس، ولا يقسو حتى يتحجر.الرجولة الحقيقية
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: من معالم الرجولة الحقيقية شهود الصَّلاة مع الجماعة في بيوت الله ومساجد المسلمين كما أمر بذلك ربُّ العالمين، وكما أمر بذلك رسوله الكَريم - صلى الله عليه وسلم -، فهي شعيرةٌ عظيمَةٌ من شعائر الإسلام، ومعلَمٌ عظيم من معالم الرُّجولة، قال الله -تعالى-: {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} (النُّور:37)، فأين هذه الرُّجولة ممَّن يتخلَّف عن الصَّلاة مع الجماعة أو يهون من شأنها ويقلِّل من مكانتها؟لا تيأس من إصلاح نفسك!
بعض الشباب إذا ابتلي بمساوئ الأخلاق، ظن أن ذلك الأمر يصعب التخلص منه، وهناك من إذا حاول التخلص من عيوبه مرة أو أكثر فلم يفلح، أيس من إصلاح نفسه، وترك المحاولة إلى غير رجعة، وهذا الأمر لا يحسن بالمسلم، ولا يليق به أبدا؛ فلا ينبغي له أن يرضى لنفسه بالدّون، وأن يترك رياضة نفسه زعما منه أن تبدّل الحال من المحال، بل ينبغي له أن يقوّي إرادته، ويشحذ عزمته، وأن يسعى لتكميل نفسه، وأن يجدّ في تلافي عيوبه؛ فكم من الناس من تبدّلت حاله، وسمت نفسه، وقلّت عيوبه؛ بسبب دربته، ومجاهدته وسعيه، وجدّه، ومغالبته لطبعه.وقتك ليس عدوك حتى تقتله
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-: وأما قول الجاهل: (نقتل الوقت)، فالوقت ليس عدواً تقتلُه، الوقت هو رأس مالك وذخيرتك عند الله -سبحانه وتعالى-، فهو ليس عدوا تقتله بالفراغ، تقتله باللهو واللعب والمرح، الواقع أنك تكون قد قتلتَ نفسك بهذه الأفعال، ولم تكن قتلتَ الوقت.مفاهيم أخلاقية يحتاجها الشباب «الشهامة»
- الشهم: هو الذكي الفؤاد المتوقد، والجمع «شهام».
لاتوجد تعليقات