
شباب تحت العشرين – 1226
المروءة عشر خصال
المروءة عشر خصال: الحلم، وصدق اللهجة، وترك الغيبة، وحسن الخلق، والعفو عند المقدرة، وبذل المعروف، وإنجاز الوعد، وأن تعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وألا تعمل في السرّ ما يستحيا منه في العلانية.المروءة من الأخلاق التي يحتاجها الشباب
المروءة زينة للمؤمن عموما وللشباب خصوصا، بها تعلوه الهيبة والوقار، ويقبل الناس عليه محبة وألفةً ووفاءً، فالشباب صاحب المروءة لا يفعل إلا ما يزينه ويعلي شأنه، يترفع عن التصرفات المزرية؛ لأن الحياء حارس يصونه. وأول محطات المروءة للشاب هي مروءته مع خالقه -سبحانه-، الذي أحسن إليه بنعمه التي لا تعد ولا تحصى، فهل من المروءة أن يجاهر بالمعصية، أو يستكبر عن الهداية؟ ثم تأتي المروءة مع النفس، حينما يرتضي لها أجل المواضع وأزكاها، فغدت نفسه كريمة زكية نبيلة، طاهرة صافية نقية، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، والمروءة مع الخلق، حينما يكون معهم كلؤلؤة في وسط عقد، يزينهم ولا يشينهم، يقابل إساءتهم بالعفو، ويعرض عن جهلهم عليه، ولا تستثيره طباعهم، بل يختار لهم أجمل الحديث، وطلاقة المحيا، وأحلى الابتسامات، وأرق المشاعر. إن صاحب المروءة قوي الإرادة مع الناس حينما يدعوه بعضهم إلى الحرام فيمتنع عن المسير معهم، وإن صاحب المروءة لين الجانب مع الناس حينما يوصونه بسُنَّة ويعلِّمونه هديًا.من أصدق مظاهر المروءة
أيها الشباب، إن من أصدق مظاهر المروءة أن يحفظ المرء لسانه من الخوض في أعراض الناس، بل وعرض نفسه أيضًا، ويصون لسانه من الاستهزاء والسخرية والتعليق على أخطائهم وزللهم، فليس هذا من شيم الرجال أو أصحاب العقول الراجحة.من سبل صلاح الشباب
إن من أول سبل صلاح الشباب أن يتربوا على سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى سيرة الرعيل الأول من الصحابة -رضوان الله عليهم-، كأمثال: (حمزة) و(مصعب) و(جعفر) و(ابن رواحة) و(ابن عمر) و(ابن عباس) و(أسامة ابن زيد) وغيرهم -وهم كثير ولله الحمد- وأن يتأدبوا بآدابهم ويتخلقوا بأخلاقهم من الصغر، فالصحابة -رضي الله عنهم- جيل فريد متميِّز في كلِّ شيءٍ، في عقيدتهم، وعبادتهم، وأخلاقهم، وتعامُلهم، فينبغي للشباب أن يترسموا خطى ذلك الجيل الفريد، إن راموا أن يعود لهم عِزُّهم، ومكانتهم بين الأُمَم، فالفرق كبير والبون واسع بين واقع المسلمين وحال الصحابة -رضي الله عنهم.مظاهر المروءة
من أهم مظاهر المروءة إتقان الأعمال؛ فإنه إذا أحب أحدكم أن يعمل عملاً فليتقنه، وتظهر حقيقة المروءة في المنازعات والخصومات، لتتضح المعادن الأصيلة من المزيفة، فلا يغير الخصام في ذي المروءة وجهًا، ولا يسف فيه لسانًا، بل يزيده بهاءً وحكمةً وروية، {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}، {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}، وقيل لسفيان بن عيينة -رحمه الله-: قد استنبطت من القرآن كل شيء، فأين المروءة في القرآن؟ قال في قول الله -تعالى-: {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ}.لماذا يتجرأ هؤلاء على الله؟
من أدب الحديث
عن عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- قال: «إن الشاب ليتحدث بحديث فأستمع له كأني لم أسمع، ولقد سمعته قبل أن يولد»، قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-: «ومن الآداب الطيبة إذا حدَّثك المحدِّث بأمر ديني أو دنيوي ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه، بل تصغي إليه إصغاء من لا يعرفه ولم يَمُرَّ عليه، وتريه أنك استفدته منه، كما كان أَلِبَّاءُ الرجال يفعلونه، وفيه من الفوائد: تنشيطُ المحَدِّث وإدخالُ السرور عليه وسلامتك من العجب بنفسك وسلامتك من سوء الأدب؛ فإن منازعة المحَدِّث في حديثه من سوء الأدب».احذروا التعصب!
تعلم أسماء الأنبياء
عن الضحاك -رحمه الله- قال: «عَلِّمُوا أَوْلاَدَكُمْ وَأَهَالِيَكُمْ وَخَدَمَكُمْ أَسْمَاءَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ حَتَّى يُؤْمِنُوا بِهِمْ، وَيُصَدِّقُوا بِمَا جَاءُوا بِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}» سنن سعيد بن منصور(221).من أخطاء الشباب التهاون في صلة الأرحام
كثير مِن الشباب لا يحرِصُ على صلة أقاربه، ولا يعرف شيئًا عنهم، وهذه ظاهرة خطيرة؛ لأنها تؤدي إلى انتشار الجفاء بين الأقارب في العائلة الواحدة، ولعل أحدَهم يقابل بعض أقاربه في مكان ما فلا يعرِفهم، إلا بعد أن يذكروا أسماءهم، ولقد حثنا الإسلام على صلة الأرحام، والتعرف على أحوالهم، وزيارة مرْضاهم، وقضاء حوائجهم، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الرَّحِم مُعلَّقة بالعرش، تقول: مَن وصلني وصله الله، ومَن قطعني قطعه الله»، وقال - صلى الله عليه وسلم -، يقول: «مَن سرَّه أن يُبسَط له في رزقِه، أو يُنسَأ له في أثره، فليَصِلْ رَحِمَه»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليَصِلْ رَحِمَه».
لاتوجد تعليقات