شباب تحت العشرين – 1220
الإجازة نعمة تحتاج إلى شكر وعمل
الإجازة الصيفية من النعم التي امتن الله بها علينا، وهي تحتاج إلى شكر وعمل، فلا يضيعها الإنسان في غير ما يقربه إلى الجنة ويباعده عن النار؛ لذلك فإن أبواب استثمار وقت الإجازة كثيرة جدا ولا سيما للشباب والفتيات؛ فعليهم أن يجتهدوا في تحصيل أكبر فائدة دينية ودنيوية مباحة في تلك الأوقات الثمينة.الشباب واستثمار الإجازات
ها هو ذا العام الدارسي على وشك الانتهاء بما فيه من تعب ونصب، وجد اجتهاد، وجميع الشباب الآن يفكرون في كيفية قضاء الإجازة الصيفية، وكيف يستفيدون من أوقاتهم الكثيرة؟ وهنا تختلف الهمم والإرادات. فبعضهم يستغل الإجازة في اللعب واللهو والنوم، وبعضهم الآخر يقسم وقته فيما يعود عليه بالفائدة في دينه ودنياه، وإذا عرف المسلم قيمة الوقت وأهميته حرص عليه وعزَّ عليه ضياعه وفواته، ولأهمية الوقت فقد أقسم الله -تعالى- به في آيات عديدة منها: {وَالعَصْر}، {والضُّحَى}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} (الليل: 1، 2)، {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} (التكوير: 18)، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} (الشمس: 1)، {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} (التكوير: 17)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ منَ الناس: الصِّحة والفراغ»؛ لذلك فإن الاستغلال الأمثل للإجازة يكون في طاعة الله -عزوجل-، من: تلاوة القرآن وحفظه، وطلب العلم، والمشاركة في الدورات الشرعية، والدعوة إلى الله، وزيارة العلماء والدعاة، والصالحين والأقارب والأرحام، وإخوانك المسلمين، والمشارَكة في الأنشطة التعليميَّة المُفيدة، ولا بأس بالترفيه المباح إذا انضبط بضوابط الشرع، والسفر المباح للترويح عن لنفس، والاشتراك في النوادي الإسلامية، والبرامج الصيفية النافعة والمفيدة.أفكار لإجازة مفيدة
(1) تعلم مهارة جديدة: لكل منا مهارات حياتية معينة يرجو إتقانها، وتُمثل الإجازة فرصة لاكتساب هذه المهارات وتطويرها. (2) تعلم البرمجة: تُعدّ البرمجة من أكثر المهن التي ستزداد أهميتها في المستقبل، وفي أيامنا هذه لم يعد الأمر صعبًا؛ فالأطفال الصغار يتعلمونها في المدارس وعلى الإنترنت. (3) شاهد محتوى مفيدا: فلا تقع فريسة للمحتوى التافه على يوتيوب، وشاهد محتوى ينمي معارفك ويوسع أُفقك. (4) تطوع في أعمال خيرية: إذا أردت صقل خبراتك الإنسانية ومساعدة الفئات الأكثر احتياجًا في مجتمعك، اشترك في إحدى الأعمال التطوعية المنتشرة في بلدك وهي كثيرة ولله الحمد. (5) مارس الرياضة: تُعدّ ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها إحدى أكثر الأساليب المُهمّة والفعّالة لضمان الحفاظ على الصحة البدنية والعقلية؛ إذ تتعدّد فوائد الرياضة على الصعيدين النفسي والجسدي.أهم محاذير الإجازة
أخطر ما في الإجازة الصيفية مرافقة أصدقاء السوء، فكَمْ مِن إنسان كان صالحاً ناجحاً مُسدَّداً أَخْلَد إلى الدَّعة والكَسَل بسبب صديقه ورفيقه! وكَمْ مِن إنسان مُهذَّب مُؤدَّب تَغيَّرتْ أخلاقُه، وفَسَدَتْ طِباعُه بسبب جليسه وصديقه! قال - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالجليس السَّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحاً خَبِيثَةً».نصيحة الشيخ ابن باز للشباب
قال الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: أنصح أبنائي في الإجازة أن يستغلوها في كل ما يرضي الله: في حفظ القرآن الكريم والإكثار من تلاوته، وفي عمارة المكتبات للمطالعة والاستفادة بحضور المحاضرات العلمية والندوات المفيدة، وفي التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه، وفي النصائح، إلى غير هذا من وجوه الخير، كالتزاور في الله فيما بينهم في أنحاء هذه البلاد؛ لأنها فرصة ينبغي أن تستغل في الخير.محطات من تاريخ المسجد الأقصى
في عام 583هـ استطاع السلطان صلاح الدين الأيوبي أن يخلص مدينة القدس من أيدي الصليبيين ويرجعها إلى حوزة المسلمين، وحمل معه إلى المسجد العديد من المصاحف، وأوقف عليه أوقافًا لإصلاحه وترميمه، وسجَّل هذه الأعمال على المحراب الأصلي للمسجد، وكان السلطان نور الدين محمود قد بنى منبرًا للمسجد الأقصى، لكن المنية وافته قبل أن يحضره إلى المسجد، فلما انتصر صلاح الدين الأيوبي، وعادت القدس للدولة الإسلامية أحضر صلاح الدين هذا المنبر من حلب ووضعه في مكانه إلى جدار المحراب، ومن المؤسف أن اليهود قاموا بإحراق هذا المنبر عام 1969م، فبيت المقدس فتحه عمر - رضي الله عنه -، وحرره صلاح الدين -رحمه الله-، فمن له اليوم؟اعرف شرف زمانك
يقول ابن الجوزي - رحمه الله -: «ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل».فن التواصل مع الآخرين
يُعد التواصل مع الآخرين بأمانة وصدق من الأخلاقيات التي حثَّ عليها الإسلام؛ حيث أكد ضرورة إحياء الروابط الإنسانية وزرع المحبة وتنميتها في النفوس، لتؤدي بدورها إلى تقوية التعاون في إطار العلاقات الطيبة البناءة، ومن ثم خَلق مجتمعات فاضلة متماسكة ومتمسكة بدينها وقيمها، وفي الوقت نفسه تخلو من المنازعة والمشاجرة.الاستجمام باللهو غير المحرم
قال أبو الدرداء: «إني لأستجم نفسي بشيء من اللهْو غير المحرَّم، فيكون أقوى لها على الحق»، وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «روِّحوا القلوب، فإنها إذا أكرهتْ عميتْ»، وقال - أيضًا -: «أجمُّوا (روِّحوا) هذه القلوب، والتمسوا لها طرائفَ الحكمة؛ فإنها تملُّ كما تمل الأبدان».وقت الإنسان هو عمره الحقيقي
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله يبين لنا هذه أهمية الوقت-: «وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمرُّ مرَّ السحاب، فمن كان وقته لله، وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته.... فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته».
لاتوجد تعليقات