شباب تحت العشرين – 1219
التوحيد شرط لدخول الجنة
اعلموا يا شباب المسلمين، أن الله -عز وجل- جعل التوحيد شرطا في دخول الجنة، ومانعا من الخلود في النار، قال الله -تعالى-: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}(المائدة:72)، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومَن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار» رواه البخاري.أقسام التوحيد ثلاثة
التوحيد من أهم العلوم التي يجب على الشباب معرفتها حتى يحققوا العبودية لله -تعالى- التي تنجيهم من النار وتكون سببًا في دخولهم الجنة، والتوحيد أقسام ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.- القسم الأول: توحيد الألوهية وهو إفراد الله -تعالى- بجميع أنواع العبادة، فلا يصلي ولا يصوم الإنسان إلا لله، ولا يدعو إلا الله، ولا يتوكل على غير الله، وقد أشار الله -تعالى- إلى أن الهدف الأساسي من خلق الإنسان هو عبادة الله وحده وذلك في قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
- القسم الثاني: توحيد الربوبية وهو إفراد الله -سبحانه وتعالى- بمجموعة من الأعمال التي لا يستطيع أحد أن يفعلها غيره، فهو وحده مالك الكون، وهو وحده الخالق، ووحده الرازق، ووحده الذي يحيي ويميت، وقد أشار القرآن الكريم إلى توحيد الربوبية في قوله -تعالى-: {قُل مَن رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ قُلِ اللَّـهُ}.
- القسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات ويقصد به إثبات أسماء الله -تعالى- وصفاته، التي أثبتها وبينها في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومنها قوله -تعالى-: {قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ (1) اللَّـهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، وعلى الإنسان يؤمن بها.
يا شباب احفظوا أسماعكم وألسنتكم
يا شباب الإسلام، احفظوا أسماعكم، وألسنتكم عن سماع الغيبة والنميمة والكلام المحرم أو قوله! واحذروا من سوء الظن بالآخرين! قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} (الحجرات: 12).من فضائل المسجد الأقصى
من فضائل المسجد الأقصى المبارك أن الصلاة فيه مضاعفة، قال أبو ذر - رضي الله عنه -: أيهما أفضل: مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو مسجد بيت المقدس؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم الْمُصَلَّى»، وهذا معناه أن الصلاة في المسجد النبوي أربعة أضعاف الصلاة في المسجد الأقصى، ويعني أن الصلاة في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاة.ثمرات التوحيد
التوحيد له فضائل وثمرات عظيمة وكثيرة في الدنيا والآخرة، وهو حق الله الأعظم على عباده، وبالتوحيد يدخل الإنسان الجنة، وبضده وهو الشرك يدخل به النار، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه -: «يا مُعاذ، أتَدْرِي ماحَقُّ اللَّه على العِباد؟ قال: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلم، قال: أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئا، أتَدْرِي ما حَقُّهُمْ عليه؟ قال: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلم، قال: أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ» رواه البخاري.تعلمت من مشايخي
تعلمت من الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: أنّ الإسلام ليس تقييدًا للحريات، ولكنه تنظيم لها، وتوجيه سليم، حتى لا تصطدم حرية شخص بحرية آخرين عندما يعطى الحرية بلا حدود؛ لأنه ما من شخص يريد الحرية المطلقة بلا حدود إلا كانت حريته هذه على حساب حريات الآخرين، فيقع التصادم بين الحريات وتنتشر الفوضى، ويحل الفساد؛ ولذلك سمى الله الأحكام الدينية حدودًا، فإذا كان الحكم تحريما قال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا}، وإن كان إيجابا قال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا}.الإيمان أجلّ النعم وأعظمها
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: إنَّ أجلّ النعم وأعظمها، وأعظم الأهداف وأرفعها نعمةُ الإيمان؛ فبه ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة، ويظفر بنيل الجنَّة ورضى الله -عز وجل-، وينجو من النار وسخط الجبار -سبحانه-، والإيمان هو الغاية التي خُلقنا لأجلها وأُوجدنا لتحقيقها، فأهل الإيمان هم أهل السعادة، والبعيدون عن الإيمان هم أهل الشقاء قال الله -تعالى-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.الفراغ داء قاتل فاحذروه!
اعلموا يا شباب، أنَّ الفراغ داء قاتل للفكر والعقل والطاقات الجسمية؛ إذ النفس لابد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وتعطل العقل، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة يُنَفِّس بها عن هذا الكبت الذي أصابه من الفراغ، وعلاج هذه المشلكة، أن يسعى الشاب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة أو غيرها، مما يحول بينه وبين هذا الفراغ، ويستوجب أن يكون عضوًا سليما عاملاً في مجتمعه لنفسه ولغيره.ما الأشهر الحرم؟
الأشهر الحرم هي شهور مباركة محددة في التقويم الهجري، اختصها الله ووردت في كتابه العزيز: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} (التوبة: 36)، وهي: (شهر رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم)، وسميت حرما لزيادة حرمتها، وتحريم القتال فيها.معرفة الله غاية مطالب البرية
إن من مقامات دين الإسلام العظيمة ومنازله العلية الرفيعة معرفةَ الرب العظيم والخالق الجليل بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلا، وما تعرَّف به إلى عباده في كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، بل إنّ هذا أساسٌ من أسس الدين العظيمة، وأصل من أصول الإيمان المتينة، وقِوام الاعتقاد وأصلُه وأساسُه.هكذا يعلمنا الصحابة -رضي الله عنهم
عندما سأل النجاشي -رحمه الله- جعفر بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - عن الدين الذي اعتنقوه، فقال له جعفر - رضي الله عنه -: أيها الملك، كنا قومًا على الشرك، نعبد الأوثان، ونأكل الميتة، ونسيء الجوار، ونستحل المحارم، بعضنا من بعض في سفك الدماء، وغيرها لا نحل شيئًا ولا نحرمه، فبعث الله إلينا نبيًّا من أنفسنا، نعرف وفاءه، وصدقه، وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له، ونصل الرحم، ونحسن الجوار، ونصلي، ونصوم، ولا نعبد غيره.
لاتوجد تعليقات