شباب تحت العشرين – 1208
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته
حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته كثيرة وهي حقوق يجب على كل فرد معرفتها والعمل بها وتطبيقها قولاً وعملاً؛ إذ كيف يدعي مسلم حب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم لا يقوم بما هو مطلوب منه تجاه من يحب؛ فالخير كل الخير فيما أمر به -عليه الصلاة والسلام- أو حث أمته عليه، والشر كل الشر في مخالفة أمره ونهيه، وقد حذر المولي -عزوجل- من مخالفة أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم ! فقال -تعالى- {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور: 63).الشباب ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم
محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليست كلامًا يُقال، ولكنها متابعة له وترَسُّم هديه في كل أمر من أمور الدِّين والدنيا، فلا ينبغي للمسلم الصادق أن يقدم هواه ومراد نفسه على هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -. فمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - تقتضي قبول ما جاء به، فيصدقه فيما أخبر، ويطيعه فيما أمر، وينتهي عن كل ما حذَّر منه وزجر، بل وتقتضي حسن التأسي به -عليه الصلاة والسلام- في كل شيء، وتحقيق الاقتداء به في أخلاقه وآدابه ونوافله وتطوعاته، وأكله وشربه ولباسه، وجميع أموره، فيا أيَّها الشباب المحبون لرسولكم محمد - صلى الله عليه وسلم -، تمسكوا بسنته، واتبعوا هديه ظاهرًا وباطنًا، في عبادته، وفي أخلاقه، وفي معاملاته، بل في طريقة أكله وشربه وهيئة جِلسته؛ فالمحبة ليست كلامًا يقال، ولا شعارات ورايات تُرفع، لكن محبة المصطفى متابَعة وتطبيق، وتنفيذ لأوامره، واجتناب نواهيه، والتسليم له في كل شيء، كما قال ربَّنا -عز وجل-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
من حق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته أن يصلوا عليه كلما ذكر اسمه -عليه الصلاة والسلام-، قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأحزاب: 56)، فالصلاة والسلام عليه واجبة على كل مؤمن ومؤمنة في بعض الأوقات، ومستحبة في أوقات أخرى؛ لما في ذلك من الأجر العظيم من الله -جل وعلا-، ولما في ذلك أيضًا من طاعة لله -تعالى- عندما أمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه.من جواهر الكلام
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «لَا يَرْجُو عَبْدٌ إِلَّا رَبَّهُ، وَلَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذنبه» هذه الكلمة كما قال ابن تيمية -رحمه الله- من جواهر الكلام ومن أحسنه وأبلغه وأتمه، فمن رجا نصرا أو رزقا من غير الله خذله الله، والرجاء يكون للخير، والخوف يكون من الشر، ففي الترمذي عن أنس - رضي الله عنه - «أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟، قَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -[-: لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ».علمني شيخي
علمني الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- أنَّ الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص، كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في مواضع كثيرة، فإذا اجتهد العبد في طاعة الله زاد إيمانه، وإذا أتى بعض المعاصي أو ترك بعض الواجبات نقص إيمانه، والحب في الله والبغض في الله من الإيمان؛ فحب المؤمنين حب للرسل وحب لما شرع الله من الإيمان، فالإيمان: قول وعمل، تصديق بالقلب وقول باللسان، وعمل بالقلب والجوارح، والإيمان يزيد وينقص.حقيقة العبادة
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: العبادة هي التقرب إلى الله -تعالى- بما شرعه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وهي حق الله على خلقه، وفائدتها تعود إليهم، فمن أبى أن يعبد الله فهو مستكبر، ومن عبد الله وعبد معه غيره فهو مشرك، ومن عبد الله وحده بغير ما شرع فهو مبتدع، ومن عبد الله وحده بما شرع فهو المؤمن الموحد، ولما كان العباد لا يمكنهم أن يعرفوا بأنفسهم حقيقة العبادة التي ترضي الله -سبحانه- وتوافق دينه، أرسل إليهم الرسل، وأنزل الكتب لبيان حقيقة تلك العبادة، كما قال -تعالى-: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} (النحل:36).المسجد الأقصی
المسجد الأقصى أولى القبلتين في الإسلام، يقع داخل البلدة القديمة بالقدس في فلسطين، وهو كامل المنطقة المحاطة بالسور، واسم لكل ما هو داخل سور المسجد الأقصى الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة المسورة، تبلغ مساحته قرابة 144,000 متر مربع، ويشمل قبة الصخرة ومعالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم، ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى هضبة موريا، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع في قلبه، وسُمِّيَ الأقصَى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام، وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظَّم بالزيارة.قدر الأدب في الدين
قال عبد الله بن المبارك: «كاد الأدب أن يكون ثلثي الدين»، إنَّما كان الأدب بهذه المكانة؛ لأنَّه خُلق عظيم يكون في العبد؛ فيحمله على فعل ما يُحمد من الأقوال والأعمال، فما استُجلبت الخيرات بمثله، وما استُدفعت الشـرور بمثله، يقود صاحبه إلى كلِّ فضيلة وخير، ويحجزه عن كلِّ سوء وشرّ، وهو عنوان فلاحه وسبيل سعادته في دنياه وأخراه.السنَّةُ سفينة النجاة
قال مالك بن أنس -رحمه الله-: «السنَّةُ سفينةُ نوحٍ، مَن ركبها نجا، ومن تخلَّف عنها غرق»، وكان علماء السلف -رحمهم الله- يقولون: الاعتصام بالسنة هو النجاة، فكيف يرجو نجاة من تخلف عن سبيل النجاة وأخذ في سبل الهلكة، وما أجمل هذا التشبيه للسنة بالسفينة !.هذه عقيدتنا
إنَّ مِنْ عقيدة أهْل السُّنَّة والجماعة حبَّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الطحاوي - رحمه الله -: «ونحبُّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نفرِّط في حب واحدٍ منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم،.... ولا نذكُرهم إلا بخير، وحبُّهم دين وإيمان وإحسان».
لاتوجد تعليقات