رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 16 يناير، 2023 0 تعليق

شباب تحت العشرين – 1163

نحو إجازة مثمرة في منتصف العام

     إجازة منتصف العام عادة لا تتجاوز الأسبوعين أو تزيد بقليل، أي أنها فترة قصيرة لن تتيح لك الجمع بين الأنشطة المتعددة، لكن لابد من الحرص على الاستفادة من هذه الإجازة القصيرة بالتنظيم الجيد، والعزم المخلص للاستفادة من كل ساعة فيها، واستثمارها أفضل استثمار؛ من أجل تجديد الهمة لمواصلة الفصل الثاني من العام الدراسي بهمة ونشاط.

     فهي إجازة من أجل الاستعداد والتقاط الأنفاس، وشحذ الهمم للفصل الأخير الطويل الأهم غالبا، أكثر من كونها استراحة من السابق عليه؛ فأوقات الفراغ فرصة لن تعوض، وأوقات ثمينة أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باستثمارها والاستفادة منها، وعدم إهدارها في كسل أو في سفاسف الأمور، ولا سيما في مرحلة الشباب؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمسًا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»، والإجازة نعمة كبيرة، ومع الأسف فكثير منا لا يقدرها حق قدرها؛ فيهدرها في نوم وكسل، أو في أمور تافهة لا تفيد بقدر ما تضر، أمور تُفقدك جزءا من رأس مالك، ألا وهو عمرك، عن ابن عباس - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».

فوائد الإجازة

من فوائد الإجازة: أنها علاج من المتاعب، وفرصة للاسترخاء بعيدًا عن الضغوط، وفرصة للترويح عن النفس باللهو المباح حتى يستطيع الإنسان تحمل ضغوط الحياة بعد العودة من الإجازة.

-وهي تجديد للنشاط، وكسر لروتين الحياة والملل؛ ذلك لأن النفس عندما تكرر فعل شيء يوميا، يفقد هذا الشيء متعته وطعمه، ويصبح كأنه واجب ثقيل الدم حتى لو كان الفعل محبوباً.

-  والإجازة فرصة ذهبية للتفكير في تجديد العلاقات مع العائلة والأصدقاء وقضاء وقت ممتع معهم.

الإبداع فى حياة المسلم

     يعلّمنا ديننا أن السعي للارتقاء بالنفس إلى معالي الأمور من حسن فهم المرء لدينه، ولما كانت الحياة الكريمة والترقي فيها حلم كل إنسان، فإن آليات الوصول وأبجدياته لذلك، أن يكون الشخص مبدعًا في تفكيره، واسع المدارك، دقيق النظر للأمور. والشخص المبدع هو الذي يحاول توظيف قدراته للخروج بحل بسيط لبعض المشكلات أو المواقف التي تبدو مستحيلة بالنسبة إلى الناس، لكنها بسيطة لديه، وهو الشخص الذي لديه الكثير من المهارات العقلية التي تمكنه من إيجاد الحل المناسب من خارج الصندوق.

الأهداف العليا للإنسان

     قال الشيخ د. وليد الربيع: إن القرآن الكريم واضح ومحدد ومباشر في تحديد الأهداف العليا للإنسان؛ فقال -تعالى-: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وقال -سبحانه-: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز}، وبين الوسيلة بقوله -عزوجل-: {إياك نعبد وإياك نستعين} وقال -تعالى-: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون}، فالعبادة والاستعانة والدعاء والتقوى والمجاهدة سبيل لتحقيق أعلى الغايات وأسمى المقاصد.

مواقف لا تنسى من حياة الصحابة

     أرسل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قبل القادسية ربعي بن عامر رسولًا إلى رستم (قائد الجيوش الفارسية وأميرهم)، فدخل عليه، وقد زيَّنوا مجلسه بالنمارق، والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت، واللآلئ الثمينة العظيمة، وعليه تاج وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي - رضي الله عنه - بثياب صفيقة، وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل عليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه، فقالوا له: ضع سلاحك، قال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت؛ فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكَّأ على رمحه فوق النمارق، فخرق عامتها، فقالوا: ما جاء بكم؟ قال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومـن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

الإيمان يزيد وينقص

     قال الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير: الإيمان عند أهل السنة والجماعة يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، والزيادة ثبتت بالآيات الصريحة كقوله -تعالى-: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (الأنفال:2)، وفي القرآن ثماني آيات كلها مصرحة بالزيادة، وقد جاء في حديث نقصان دين المرأة: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين» (البخاري: 304)، فدل على أن الدين ينقص، وزيادته بما يقوي الإيمان من الأعمال الصالحة، مثل: كثرة الذكر وتلاوة القرآن وغيرها.

شجاعة فتىً

     مر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على مجموعة من الصبيان يلعبون فهرولوا، وبقي صبي مفرد في مكانه، هو عبد الله بن الزبير، فسأله عمر: لِمَ لَمْ تعدُ مع أصحابك؟ فقال: يا أمير المؤمنين لم أقترف ذنباً فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقةً فأوسعها لك.

 

من معالم الرُّجولة

     قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: إنَّ شهود الصَّلاة مع الجماعة في بيوت الله ومساجد المسلمين شعيرةٌ عظيمَةٌ من شعائر الإسلام، ومَعلَمٌ عظيمٌ من معالم الرُّجولة، قال الله -تعالى-: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ} هكذا قال رب العالمين {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} (النُّور:36-37)، فأين هذه الرُّجولة ممَّن يتخلَّف عن الصَّلاة مع الجماعة أو يهون من شأنها ويقلِّل من مكانتها ؟.

من طرائف العرب

سأل هشام بن عمر فتى أعرابيا عن عمره، فدار بينهما الحوار الآتي :

هشام: كم تَعُدُّ يا فتى؟

الفتى: أعد من واحد إلى ألف وأكثر.

هشام: لم أرد هذا بل أردت كم لك من السنين؟

الفتى: السنون كلها لله -عزوجل- وليس لي منها شيء.

هشام: قصدت أسألك ما سنك؟

الفتى: سني من عظم.

هشام: يا بني إنما أقصد ابن كم أنت؟

الفتى: ابن اثنين طبعاً أب وأم.

هشام: يا إلهي إنما أردت أن أسألك كم عمرك؟

الفتى: الأعمار بيد الله لا يعلمها إلا هو.

هشام: ويلك يا فتى لقد حيرتني ماذا أقول؟

الفتى: قل : كم مضى من عمرك؟

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك