رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 28 أغسطس، 2022 0 تعليق

شباب تحت العشرين .. المبادئ وصفات أصحابها

المبادئ وصفات أصحابها

إن العيش وفق المبادئ ليس بالأمر الهين، ولكنه يحقق جودة أفضل للحياة، ويحقق لأصحاب المبادئ أهدافهم، فلا يعيشون هملًا كما تعيش السائمة، بل يقومون بما يتوجب عليهم لصالح الدارين. قال -تعالى-: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } (العصر: 1-3)، فعمل الصالحات والتواصي بالصبر وبالحق، من أبرز أولويات المسلمين، والشباب الواعي دائمًا أهدافه سامية، ويشعرون دائمًا بقيمة إنجازاتهم، خلافًا لأصحاب الأهواء والمنافع القريبة، وفيما يلي أبرز صفات أصحاب المبادئ:

- إنهم أكثر مرونة وتلقائية من غيرهم.

- علاقتهم بالآخرين قائمة على مبدأ أنا أربح وأنت تربح، ولا يدخلون في صراع ومنافسة مع الآخرين.

- يعرفون كيفية الاستفادة من نقاط القوة لديهم، وكيفية تعويض نقاط الضعف بالتكامل مع نقاط القوة عند الآخرين.

- يتعلمون باستمرار ولا يتوقفون عن تطوير قدراتهم وإمكاناتهم.

- دائمًا لديهم قدرة غير محدودة على العطاء والمنح، بدل الأخذ، وتحسين حياتهم وحياة من حولهم.

- يضعون الحدود لأنفسهم، ويستخدمون الحكمة، ينفقون باتزان، ويدخرون، ويستثمرون للمستقبل.

- لديهم اتزان نفسي يمكنهم من مواجهة المشكلات.

- قادرون على تنفيذ ما يقولون: فلا نفاق، ولا ازدواجية عندهم.

- دائمًا يشعرون بالطاقة الإيجابية؛ فهم أكثر مرحًا وتفاؤلًا وحماسًا وتغلبًا على المعوقات.

- يستمتعون أكثر بالحياة: يعيشون الحاضر باستمتاع ومرح ويخططون للمستقبل بعناية.

 

عظم أمنيات الصحابة تدل على عظم نفوسهم

     هؤلاء شباب الصحابة كانت أمنياتهم تدل على ما فيه نفوسهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لشاب صغير من الصحابة، وهو ربيعة بن كعب الأسلمي: سل، اطلب ما تريد؛ فقلت: أسألك مرافقة في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود. (رواه مسلم برقم 489)، لكن ما أماني الشباب في هذه الأيام؟ أن يصوِّر مع فلان أو فلانة، أو يسافر لحضور حفلة فلان أو فلانة، أو يكون مثل فلان أو فلانة، حتى صارت جراحات التجميل يقلدون ويتشبهون بفلان أو فلانة.

 

فوائد من دروس الشيخ عبدالكريم الخضير

مراقبة الله توجب لذة العبادة

     إذا حقق المسلم منـزلة المراقبة واستحضر قرب الله واستحيا منه، وترك ما يسخطه وما لا يقرب إليه، واهتم بما يقرب منه حتى تقر عينه بعبادته ويأنس بمناجاة ربه ويستوحش من غيره كما حصل ذلك لسلف هذه الأمة، بخلاف من غفل عن مراقبة الله -جل وعلا- فإنه لا يتلذذ بالعبادة، بل تثقل عليه ويأنس بغيره وهذا أمر مشاهد ومجرب».

 

فوائد من دروس الشيخ صالح الفوزان

من ثمرات التفكر

      اعلم أن الفكر قد يجري في أمر يتعلق بالدين، وقد يجري في أمر يتعلق بغيره، وإنما غرضنا ما يتعلق بالدين، وشرح ذلك يطول، فلينظر الإنسان في أربعة أنواع: الطاعات، والمعاصي، والصفات المهلكات، والصفات المنجيات، فلا تغفل عن نفسك، ولا عن صفاتك المباعدة عن الله، والمقربة إليه، ويكفي من المهلكات النظر في عشرة، فإنه إن سلم منها سلم من غيرها، وهي: البخل، والكبر، والعجب، والرياء، والحسد، وشدة الغضب، وشره الطعام، وشره الوقاع، وحب المال، وحب الجاه.

 

فوائد من دروس الشيخ عبدالله بن الجبرين

حقيقة الإنصاف

     من الآداب الشرعية كون الإنسان ينصف من نفسه؛ فيعترف بالحق على نفسه، وبما أخطأ فيه، فيسترشد ويستصوب ما أخطأ فيه، ويجعل الحق قصده، ومطلبه، ويأخذ به حيث وجده، ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحذِّر من التقاطع ومن الشحناء ويسميها الحالقة ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين».

 

أهمية الأخلاق في حياة الشباب

     إن القيم الفاضلة والسجايا الحميدة من عظم المحاسن التي يمكن أن يتحلى بها الشباب، وإن الأخلاق الحسنة هي أعظم ما يعتزون به ويتميزون عن غيرهم، فالأخلاق تعكس ثقافة الأمة ورقيها، وبقدر ما تعلو أخلاق شباب الأمة تعلو حضارتها وتلفت الأنظار لها، ويتحير أعداؤها فيها فلا يسعهم إلا الاعتراف بها ولها، وبقدر ما تنحط أخلاق شبابها وتضيع قيمهم تنحط حضارة الأمة وتذهب هيبتها بين الأمم؛ فلا يرون بها بأسا ولا يرفعون لها رأسا، وكم سادت أمة كافرة وعلت على غيرها بتمسك شبابها بمحاسن الأخلاق، وكم ذلت أمة مسلمة وضاعت وقهرت بتضييع شبابها لتلكم الأخلاق العالية والقيم السامية.

 

صور مشرقة من تحمل شباب الصحابة للمسؤولية

     تميَّز شباب صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - بتحمل المسؤولية، بتحمل الأعباء، بتقلد الأمور، وهم في السن المبكرة؛ لأن هذه النفوس الوثابة، وهؤلاء أصحاب التضحية العظيمة كانوا يريدون فعلاً نصرة الله ورسوله، كانوا يريدون عز الإسلام، وطاعة الرحمن، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأحدهم: «يا زيد، تعلم لي كتاب يهود؛ فإني والله ما آمن يهود على كتابي»، قال زيد: «فتعلمت كتابهم، ما مرت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته، وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه، وأجيب عنه إذا كتب»، تعلم لغة بأكملها في خمسة عشر يوماً لحاجة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحاجة الإسلام، وهكذا استمرت معه هذه الخصلة ليقال له بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا زيد» لكن القائل أبو بكر هذه المرة «إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتتبع القرآن فاجمعه»، وهكذا يقول زيد، وهو يشعر بثقل هذه المهمة، والعبء الذي كُلفه: «فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن…، فقمت، فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع، والأكتاف والعُسب، وصدور الرجال» (رواه البخاري برقم 4679)، وهكذا كُلِّف زيد - رضي الله عنه - برئاسة اللجنة التي شُكِّلت من الصديق والفاروق لجمع القرآن الكريم، فأيُّ مهمة تلك التي قام بها ذلك الشاب! نفعت أجيال الأمة إلى أن تقوم الساعة، ومن أسباب حفظ الله لكتابه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك