شبابنا وظاهرة ضعف الإيمان
يشتكي الأب من ابنه أنه لم يصلِّ، ولم يأكل معهم، ولا يصل الرحم، ولا يلتزم في آداب وضعت في البيت، ويتخلف عن دوامه (عمله)، وينام في النهار ويخرج في الليل، ولا يرد على اتصال الوالدين، ولم يقم بعمل يذكر داخل البيت من معاملات، ويأخذ قروضا ولم يخبر والده، ويتعاطى الدخان خلسة، وفضلاً عن قيامه بتصرفات كثيرة تغضب والديه!
هذه شكاوى الآباء على الأبناء، وهي مزعجة وتصيب الوالدين بالقهر ، وبأمراض الضغط والقلب وغيرها.
يقولون إن أبناءنا أصيبوا بقسوة في القلب، وشدة منفرة في المعاملة، وتقاعس وتكاسل عن أداء العبادات، وضيق الصدر من أي عتاب، وعدم التأثر بآيات القرآن، وغفلة واضحة، ويغضبون بسرعة، ويهتمون بمظهرهم من قصات للرأس مزعجة، ولبس للسوار والقلادة، ولبس الشورت القصير المقزز!
ورغم أنه يعمل إلا أنك ترى منه البخل والشح، ولا هم لهؤلاء الشباب بعظائم الأمور، إنما همهم الربح، والخروج، والتبذير في المأكل والملبس، وكثرة الجدال، وارتفاع الصوت على الوالدين والأشقاء داخل البيت!
أعتقد أن من أسباب ذلك:-
- الابتعاد عن الصلاة وقراءة القرآن، ودعاء الوالدين لهم بالصلاح قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}(العنكبوت: 45).
- الابتعاد عن القدوة الصالحة الحسنة، التي تؤثر إيجابياً في أبنائنا.
- الابتعاد عن المسجد وطلب العلم الشرعي والمشايخ.
- وجوده مع أصدقاء السوء وأمور تعج بالمعاصي، فيحتاج إلى نقلة نوعية من بيئة السوء إلى بيئة الصلاح.
- الإفراط في الأكل والنوم والسهر والكلام السيئ والتمادي في ارتكاب المحرم.
وهذه المعاناة تحتاج إلى حلول وعلاج ناجع من مثل:
- استشعار عظمة الله، والعمل على تحقيق الهدف الذي من أجله خلقنا الله تعالى.
- تدبر القرآن العظيم.
- ترطيب اللسان بالذكر.
- مكانة الوالدين وأنها طريق إلى الجنة.
- الاهتمام بالصلاة وطلب العلم.
- الاستكثار من الأعمال الصالحة.
- الدعاء لهم وموعظتهم بالتي هي أحسن، واختيار الأوقات المناسبة.
- ذكر الموت والمرض واليوم الآخر والجنة والنار، والعمل للحصول على محبة الله عز وجل، ففي الحديث: «وما يزال عبدي يتقرب إليًّ بالنوافل حتى أحبه» البخاري.
- التفكير في حقارة الدنيا.. قال تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}(آل عمران: 185).
- تعظيم حرمات الله ومراقبة الله عز وجل والخوف منه سبحانه.
- محاسبة النفس حتى تتغير وتنصلح: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }(الرعد: 11).
- اختيار الصحبة الصالحة وأهميتها ودورهم في صلاح العبد ففي الحديث: «لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي».
- تصدق أيها الأب وقل: اللهم إن كانت خالصة لوجهك الكريم فأصلح لي في ذريتي وافتح بيني وبينهم بالحق، وأنت خير الفاتحين، وقل اللهم اهدني وسددني.
- واصبر أيها الأب وعامله معاملة حسنة حتى ينعكس ذلك عليه إيجابيا، ووزِّع الدور بينك وبين زوجتك وبعض المتميزين من أسرتك ممن يملك الحجة والبيان والتأثير.. عسى ربي أن يصلح الجميع.
لاتوجد تعليقات