رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مصطفى دياب 1 فبراير، 2016 0 تعليق

شبابنا والخروج من التيه- عقم اكتشافِ الطاقات

وقف نزيف هدر الطاقات واكتشاف المواهب من أهم المشكلات التي تستحق التدقيق والانتباه

غياب الشخصية القادرة على جذب الطاقات والتعرف عليها واكتشافها فى المؤسسة

 

لا شك أن هذه الأمة ولاّدَة مستمرة في العطاء، لاتموت هذه الأمة بموت العاملين لها الباذلين فى سبيلها، ولايزال الله يغرس في هذه الأمة من يجدد لها دينها، فلا تتوقف هذه الأمة على آحاد الناس مهما كانت مواهبهم وإمكانياتهم وعطاؤهم، بل الأجيال تتلو الأجيال والكل يعمل، والطاقات تتفجر، وينابيع الخير تؤتى ثمارها هاهنا وهاهنا، ولكن تبتلى بعض الدعوات والمؤسسات بعقم اكتشاف الطاقات، فيكون بين أيديها من أبنائها طاقات هائلة فى جميع فروع الحياة في العلم الشرعي، والعلم الأكاديمي، والعلوم التكنولوجية، وعلوم الإدارة والسياسة والاجتماع والتربية وغيرها.

     لكن المؤسسة تعجز أحيانا عن اكتشاف هذه الطاقات؛ مما يؤدي إلى عدم الاستفادة منها بل وإهدارها ونحن فى أمسّ الحاجة إليها؛ ولذا كانت هذه المشكلة من المشكلات التي أرى أنها تستحق التدقيق والتحقيق والوصول إلى أسبابها وطُرق علاجها، وفيما يلى نحاول أن نستعرض بعض الأسباب التي تؤدي إلى عقم اكتشاف الطاقات أو العجز عن اكتشاف الطاقات وبعض الحلول المقترحة، والموضوع قابل للتطوير والتحليل، ولكنها محاولة لإثارة الانتباه لعل إخواني في العمل والمؤسسات ينتبهون لخطورة هذه المشكلة، ويوقفون نزيف إهدار الطاقات، فلعل من الأسباب:

1- غياب روح المغامرة أو المبادرة عند الإدارة: حيث تخاف إدارة المؤسسة من الفشل في أداء المهمات إذا دفعت بها إلى من تظن أنه طاقة.

2-المركزية: التي تقوم الإدارة فيها دائما بأداء معظم الأعمال التي تستدعي بعض المواهب والمهارات والخبرات، مما يقطع الطريق على اكتشاف الطاقات الكامنة في أبنائنا.

3- عدم التفويض أو إتاحة فرصة للإبداع: فالإدارة أو القيادة كما ذكرنا تقوم بالمهمات التي تحتاج مهارات ولا تفوض بعضا منها للوجوه الجديدة أو الطاقات الشابة اليافعة.

4- تأثير التجارب السابقة الفاشلة: فقد تكون المؤسسة قد خاضت تجربة سابقة لكنها لم تحقق نجاحا؛ مما يؤكد إحجام المؤسسة عن تكرار التجربة، علما بأنه يمكنها إعادة التجربة بعد الوقوف على نقاط الخلل ومعالجتها؛ ولذا كان للتقييم دوره فى المعالجة أو التطوير.

5-قلة الاحتكاك بأعضاء المؤسسة: ففي كثير من الأحيان لا تحتك القيادة بأفراد المؤسسة على جميع المستويات، بل تكتفي بمجموعة قريبة منها تثق بها وتستمع لتقاريرها؛ ولذا تضيق وتضعُف احتمالات صعود الطاقات وكفاءات جديدة ولاسيما إذا كانت هذه المجموعة القريبة من الإدارة تتبنى مذهب الإقصاء، وتبنى اختيارها على الولاء فقط واستبعاد الكفاءات مهما كانت الحاجة إليهم، ولاشك أن هذا خلل، فمن الممكن أن تستفيد من (الورد) وتتجنب (الشوك)، ويجب ألاتعتمد المؤسسة على تقييم فرد أو مدرسة واحدة في التفكير.

6- عدم وجود دورات ثقل وتدريب للأعضاء: فكلما أنشات المؤسسة دورات ظهرت من خلالها المهارات والكفاءات والطاقات .

7- ضعف الثقة بالنفس: وهذا السبب يرجع إلى الشخص العامل نفسه؛ فهو لايرى في نفسه كفاءة أو موهبة؛ ولذا لايظهر منه مايجذب قادة المؤسسة نحو اختياره، وهنا نقول يجب أن يثق العامل بنفسه ولايُحقرمن قدراته، ويدرك أنه يُحسن شيئا أى شيء، والدور الأعظم هنا أن يكتشف بنفسه ما يحسن،أو يطلب ذلك من غيره، ومن الممكن أن تقوم المؤسسة بعمل أنشطة لإبراز الطاقات والمهارات، أو عمل استمارة تساعد على اكتشاف الآخرين (كيف تراني)؟ يذكر فيها الأخ مايراه من أخيه من جوانب بارزة أو إيجابية أو سلبية ويسلمها لإدارة المؤسسة، فتقوم هي بالعلاج وتوجيه النصح المناسب في الوقت المناسب، وتنتبه للطاقات والكفاءات الموجودة في أبنائها فتُنميها حتى تبرز ويتطور أداؤها.

8- عدم وجود حوافز مادية أو معنوية تدفع للمغامرة،فلو أن المؤسسة تُعلن مسابقات في أشياء مختلفة وترصد لها جوائز قيمة لوجدنا إقدام أعداد كبيرة، ولو تم الإعلان عن دورة مثلا فى علم الصحافة أو (المونتاج) أو (الفوتوشوب) أو (برامج الكمبيوتر) بسعر رمزي ووعدنا بشهادات ومنح لمن يجتاز الاختبارات بنجاح لظهرت لنا الطاقات الكامنة والمواهب المدفونة.
9- محدودية أهداف المؤسسة: وهذه لاشك أزمة فكيف تكون المؤسسة ليس لها نظرات واسعة وخطط بعيدة الأمد؟؟ ولذا فهي لاتشعر بحاجتها إلى الطاقات ولا العاملين فلا تجتهد للبحث عنهم أو اكتشافهم أو العمل على تطويرهم.

10 - غياب من يحسن اكتشاف الطاقات داخل المؤسسة: إن غياب الشخصية القادرة على جذب الطاقات والتعرف عليها واكتشافها في المؤسسة يؤخر كثيرا، فإن غياب المغناطيس الذي يلتقط حبات الحديد من كومة القش يرهقنا كثيرا، وغياب من يستطيع أن يلتقط حُبيبات الذهب من كومة الرمال يجعلنا نفقد الكثيرمما نحتاج إليه.

11- عدم اتساع الوقت لظهور الطاقات: فالكل مشغول بأداء الواجبات، فالمشكلات كثيرة ومتتالية، والأعمال كثيرة ومتراكمة، وليس هناك وقت للتدقيق واكتشاف الطاقات، ولاشك في خلل هذا الأسلوب. ويسعُنا أن نخصص في العمل من ليس له دور إلا اكتشاف المواهب والطاقات المعطلة.

12- عدم رعاية البوادر: فربما يظهر لنا من شخص صغير السن موهبة ولكن لانرعاها فتموت، وقد قيل للطبرى وهو غلام فى الكُتّاب: إن خطك يشبه خط العلماء فأصبح عالما.

13- توزيع الأعمال على الأفراد على حسب حاجة المؤسسة وليس على حسب قدرات الأفراد: وفي كثير من الأحيان نبحث عمن يسد الثغرة لا من يتقن العمل ويبدع فيه؛ ممايؤدى إلى إهدارالطاقات. نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، ويسدد خطانا لحسن اكتشاف الطاقات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك