رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مصطفى دياب 24 يناير، 2016 0 تعليق

شبابنا والخروج من التيه- التوبة.. التوبة قبل يوم الامتحان

قال عطاء السلمي - وهو في مرض موته -: «الموت في عنقي، والقبر بين يدي، والقيامة موقفي، وجسر جهنم طريقي، ولا أدري ما يفعل بي، ثم بكى حتى غشي عليه»، وقال محمد بن واسع ـ وهو في مرض موته: «يا إخوتاه تدرون أين يذهب بي؟ يذهب بي والله الذي لا إله إلا هو إلى النار أو يعفو عني»، وبكى الحسن عند موته بكاء شديداً فقيل له: «يا أبا سعيد ما يبكيك؟»، فقال: «خوفاً من أن يطرحني في النار ولا يبالي».

أخي: تفكر في الذين رحلوا!! أين نزلوا..؟ وماذا سألوا..؟ فما الذي غرك بربك... حتى نسيت لقاءه؟ وما الذي أنساك القبر وظلماءه؟

امنع جفونك أن تذوق مناما                وذر الدموع على الخدود سجاما

واعلم بأنك ميـت ومـحاسـب              يــــا من على سخط الجليـل أقاما

حضر أبا سليمان الداراني الموت، فقال له أصحابه: «أبشر فإنك تقدم على رب غفور رحيم»، فقال لهم: «ألا تقولون تقدم على رب يحاسبك بالصغير ويعاقبك بالكبير».

قبل إعلان النتيجة

     لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة بكى، فقيل له: «ما يبكيك؟»، فقال: «أبكي لتفريطي في الأيام الخالية، وقلة عملي للجنة العالية، وما ينجيني من النار الحامية»، ولما حضر أبا عطية الموت جزع، فقالوا له: «أتجزع من الموت؟» فقال: «وما لي لا أجزع، وإنما هي ساعة، فلا أدري أين يسلك بي»، ولما حضرت الفضيل بن عياض الوفاة غُشي عليه ثم أفاق، وقال: «يا بعد سفري، وقلة زادي»، ولما حضرت إبراهيم النخعي الوفاة بكى، فقيل له في ذلك فقال: «إني أنتظر رسولاً يأتيني من ربي، لا أدري هل يبشرني بالجنة أو بالنار».

لا تقل إنـي وإنـي                              لا يمنيـك الشـباب

أو تقل مالي كثير                                فالـمنايا لا تهـاب

وتأمل في كثير ممن أقبلوا على امتحانات الدنيا في المدارس والجامعات، كيف يتأهبون لذلك بالسهر والمطالعة، والدرس والمراجعة،  والسؤال والاستفسار؛ حتى يحصلوا على النجاح، ولا تخيب لهم الآمال.

وكذلك حال المتقين، لا يغمض لهم جفن، ولا يهدأ لهم بال، ولا تطمئن لهم نفس، حتى يجاوزوا عقبات الحياة، ويفلحوا في نيل رضى رب السموات،

ولابد للفلاح في ذلك الامتحان من العمل الصالح والصبر على الطاعة، والخوف والورع، والرجاء، والرغبة والرهبة، وتجديد التوبة:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ}(هود: 114).

     انتبه أيها الشاب: وتفكر في مصيرك ومآلك، وراقب الله في أقوالك وأفعالك، وبادر بتوبة تمحو بها ما مضى من سيئات، فإن ربك يقبل توبة التائبين، ويعفو عن المسيئين، قال الله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}(التحريم: 8)، وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك