سيرة وعِظة من «عمر بن عبد العزيز»
الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز سابع الخلفاء الأمويين، وخامس الخلفاء الراشدين يرجع نسبه من أمه إلى عمر بن الخطاب عن طريق ابنته «ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب» - رضي الله عنهم جميعاً - ولد في المدينة المنورة واستدعاه عمه عبدالملك بن مروان إلى دمشق، وزوّجه ابنته فاطمة، وعينه أميراً على حلب، وظل والياً عليها حتى سنة 86 هـ عندما كلف بالخلافة وهو مكره، فقال: «ياأيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاورا لأنفسكم خليفة ترضونه» فصاح الناس: قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فتول أمرنا باليمن والبركة، فقال: «يأيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم؛ فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم».
- فخلال حكمه «عامين ونصف» وقف مع الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، وذي العيال في أقطار الأرض، وانتشر في عهده العلم وكثرت المساجد وحلقات القرآن، وأوقف الحرب مع جيرانه، ووسع العمل في دولته، وكثرت الشوارع والطرقات والممرات وبعض الوزارات وبناء المدن ونسخ الكتب والترجمة والتعريب.
- زهد في الولاية، واستشعر الأمانة، وراقب الله فيما أوكل إليه، وتحمل المسؤولية، كان على قدر كبير من الأخلاق والقدرة والكفاءة، وصفه الناس في زمانه بأنه عالم فقيه وسياسي بارع وقائد فاتح، وإداري ناجح، وعابد ورع، وسع في العطاء، ووزع الصلاحية.
- أوقف عطايا بني أمية؛ فلا عطايا لذوي القربى، فالكل يعمل بتواضع مع المسلمين، وهو أول من رفض عطايا الشعراء، وحرص على جمع الزكاة حتى فاض المال في زمانه، وتوظف الجميع، وزوّج الشباب، وحصل الجميع على المأوى، وفاضت الزروع وكثرت الخيرات وقلت المشكلات والخصومات في عهده.
- كان رمزاً من رموز العدالة، أحب شعبه وأحبوه، لم يفعل شيئاً يدعو إلى السخط والبغض، كان يختار لهم ولاة على قدر كبير من العلم والإخلاص والعدل والقوة والأمانة، والذي يشعر بأن فيه إخلالاً يغيره فوراً ولا يبالي. وكان يجتمع مع العلماء والفقهاء ويستمع لهم في مواعظهم.
- موقف مع زوجته فاطمة، إذ قال لها: إن كنت تريدين الله والدار الآخرة فسلمي حليك وذهبك إلى بيت المال، وإن كنت تريدين الدنيا فتعالي أمتعك متاعاً حسناً واذهبي إلى بيت أبيك، فقالت: لا والله، الحياة حياتك، والموت موتك، وسلمت متاعها وحليها وذهبها، فرفعه إلى ميزانية المسلمين.
- موقف مع ابنه عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز، إذ قال له ابنه: أبتاه، تنام وقد وليت أمر أمة محمد[، فيهم الفقير والجائع والمسكين والأرملة، كلهم يسألونك يوم القيامة؛ فبكى عمر واستيقظ، وتوفي ابنه هذا قبل أن يكمل العشرين.
- عزل الوزراء الخونة الظلمة الغشمة، وعين وزراءه وأمراءه من علماء وصلحاء المسلمين.
طلب من سماره السبعة بعد صلاة العشاء ثلاثة شروط: ألا يغتابوا مسلما، وألا يقدموا له شكاية في مسلم أو التقارير المخزية في أعراض المسلمين، وألا يمزحوا في مجلسه وإنما يذكرون الآخرة ويقدمون له البضائع.
لاتوجد تعليقات