رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سعود بن محمد بن عبدالعزيز الشويش 2 يوليو، 2013 0 تعليق

سورية.. عودة مصطلح الجهاد وكسر مقصلة الإرهاب

 

الثورة السورية منذ انطلاقتها قبل قرابة العامين والنصف وهي تُلقِّن الأمة دروساً متتالية كل درس يأتي خير من سابقه، ولكنه لا يأتي بلا ثمن فالأثمان التي تدفعها الأمة لتلقِّي هذه الدروس باهظة؛ فهي لم تُدفع بالأموال بل بالدماء والأشلاء.

معركة القصير وتداعياتها أحدثت في وعي الأمة الإسلامية ما لم يستطع إحداثه جموع المفكرين والمثقفين على مدى سنين، وأسقطت من خصومها ما لم تستطع جيوشها إسقاطه على مدى عشرات السنين.

     لن نتناول أثر القصير في فضح ما يُسمَّى (حزب اللات) ومن يقف خلفه من مجوس إيران وأعوانهم وطموحاتهم في استعادة أمجاد الفرس، فتلك حقيقة لم تعد تقبل النقاش بين العقلاء، المثير في تداعيات القصير وآثارها الحميدة في الأمة انكشاف حقيقة العالم الغربي وتناقضاته الصارخة التي يغلفها بقرارات المنظمات الأممية تحت مسمى (الشرعية الدولية)، ويتبع ذلك سقوط آخر أوراق تلك المنظمات الأممية في دعاوى الحرية وحقوق الإنسان والعنف ضد المرأة والأطفال والتراث العالمي وغيرها، والتي استغلت من قبل الغرب استغلالاً بشعاً في تحطيم القيم الإسلامية وتفكيك الأسرة وتأليه الآثار والأوثان ونحوها.

     من أعظم الآثار الإيجابية التي تُحسب للثورة السورية عموماً، وللقصير على وجه الخصوص استعادة مصطلح (الجهاد) ووضعه في موضعه الصحيح والتصريح به، ورفض المصطلح الغربي (الإرهاب) الذي حاولت به أمم الكفر عموماً، وأمريكا على وجه الخصوص تعطيل أي مشروع لمقاومة المحتلين، والعتق من نيران الاستبداد والاستعمار الغربي.

     عودة مفردة الجهاد بصورة رسمية للعالم الإسلامي، والدعوة له ورفض مصطلح الإرهاب ضمن مؤسسات معتبرة كما حدث في مؤتمر القاهرة، ومن ثَمّ تبنيه والصدح به، إجهاض للمشروع الغربي الأمريكي الذي أنفق الأموال الطائلة والجهود الجبارة  لطمس مفردة الجهاد من قاموس الصراعات العالمية والإقليمية واستبداله بمصطلح الإرهاب.

     الغرب يعلم جيداً – بدراسته للتاريخ – أن روح الجهاد إذا تشربتها الأنفس، فلا يمكن لقوة أن تقهرها، وهو يعلم أيضاً أنه لا عودة لأمة الإسلام لسابق عزها ومجدها إلا عبر بوابة الجهاد؛ ولذا فالغرب مرعوب من تداعيات عودة روح الجهاد خصوصاً وهو يرى أن ما بذله من أموال ومجهود حربي وآلة إعلامية ضخمة في سنين لمحاولة طمس وتشويه هذه الروح ذهبت كلها أدراج الرياح، وأن المكاسب التي حققها خلال تلك المدة، وتمكنه من احتلال العراق وتدمير أفغانستان بحجة الإرهاب وكان هدفه الحقيقي وضع حاجز من الدولة الصفوية بين العالم الإسلامي السني وأوروبا وشمال آسيا باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تسقط في يد من حاربهم عبر وكلائه، وأن أمن الدولة اليهودية، بل وجودها أصبح مزعزعاً بعد أن باتت روح الجهاد على حدودها التي ظلت آمنة من دول – الممانعة – أكثر من أربعين سنة.

السعودية: سورية باتت أرضاً محتلة ولن نقف مكتوفي الأيدي

     أعلنت السعودية, أنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري في سورية, معتبرة أنها باتت «أرضاً محتلة» بعد مشاركة قوات ما يسمى «حزب الله» اللبناني وجحافل «الحرس الثوري» الإيراني في حرب الإبادة التي يشنها النظام ضد شعبه. 

     وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي جون كيري بعد محادثاتهما في جدة التي ركزت على الأزمة السورية, قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان «أخطر المستجدات على الساحة السورية هي مشاركة قوات أجنبية ممثلة في ميليشيات «حزب الله» وغيرها مدعومة بقوات «الحرس الثوري» الإيراني في قتل السوريين وبدعم غير محدود بالسلاح الروسي، هذا الأمر خطير في الأزمة لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه بأي حال من الأحوال كونه يضيف إلى حالة الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام ضد شعبه معنى جديداً يتمثل في غزو أجنبي مناف لكل القوانين والأعراف والمبادئ الدولية, كما أنه يستبيح الأرض السورية ويجعلها ساحة للصراعات الدولية والإقليمية وعرضة للنزاعات الطائفية والمذهبية».

     وأضاف «لا يمكن اعتبار سورية الآن إلا كونها أرضاً محتلة ما يتطلب رداً حازماً دولياً سريعاً، لم يعد هناك أي مبرر أو منطق يسمح لروسيا باستمرار تسليح النظام» الذي اتهمه ب¯»ممارسة إبادة جماعية ضد شعبه», مؤكداً أنه فقد شرعيته منذ واجه المظاهرات السلمية لشعبه بأدوات القتل والدمار وبعد أن فقد عضويته بالجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي, مشيرا إلى أن فقدان النظام السوري للشرعية يجب أن يكون مانعاً يحول دون قيامه بأي دور في مستقبل سورية.

     وشدد الفيصل على أن المملكة لن تسكت حيال ما يجري في سورية, قائلاً: «لن تقف مكتوفي الايدي في مساعدة الشعب السوري للدفاع عن نفسه. المملكة لا تتدخل في شؤون الآخرين, نريد مساعدة الشعب السوري بحسب قدراتنا, نحن بلد صغير لكننا لن نتوقف عن مساعدته وبأفضل ما يمكن».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك