رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 8 مايو، 2012 0 تعليق

سوريا…منظمة «أطباء بلا حدود» تطالب السلطات السورية باحترام حيادية المرافق الصحية

 

يمارس النظام في سوريا قمعا لا رحمة فيه ضد الجرحى المصابين في المظاهرات وضد العاملين في المجال الطبي ممن يحاولون تقديم الإغاثة إليهم، وقد جمعت منظمة «أطباء بلا حدود»، التي تدعم شبكات الأطباء في سوريا، على الرغم من عجزها عن التدخل المباشر، شهادات من جرحى عولجوا خارج البلاد، ومن أطباء، تقول (ماري بيير آلييه)، رئيسة منظمة «أطباء بلا حدود»، في هذا الإطار: تجري حاليا في سوريا ملاحقة الجرحى والأطباء ويتعرض هؤلاء لخطر الاعتقال والتعذيب على يد الأجهزة الأمنية، ويستخدم الطب سلاحاً للاضطهاد.

        لا يتوجه معظم الجرحى إلى المستشفيات الحكومية؛ خشية تعرضهم للتعذيب أو الاعتقال هناك، يلجؤون عوضا عن ذلك إلى الأطقم الطبية العاملة في الخفاء والتي جهزت أماكن جديدة للمعالجة بهدف القيام بواجبها في تقديم المساعدة، ويعالج الأطباء الجرحى في مكان مرتجل في شقة أو مزرعة... ويقتصر ما يدعونه «مستشفا متنقلا» على حجرة بسيطة تم تجهيز غرفة عمليات مؤقتة فيها، وتعد شروط التخدير والتعقيم والنظافة بدائية للغاية، ويجب عليهم تغيير مكانهم باستمرار لكيلا يتم اكتشاف أمرهم.

        وأشار طبيب فضل عدم ذكر اسمه بالقول: تهاجم الأجهزة الأمنية المستشفيات المتنقلة وتدمرها، وأضاف: يدخلون إلى البيوت بحثا عن الأدوية أو عن أي معدات طبية، وفي هذا الجو الذي يسوده الرعب، لا يمكن أن تستمر خدمات الرعاية أكثر من بضع ساعات، ويلجأ بعض الجرحى فقط إلى البلدان المجاورة حيث يمكن علاجهم في ظروف آمنة، وقد أفاد مريض عالجته منظمة «أطباء بلا حدود» بما يلي: أصبت في فخذي وأمسك بي عسكريون، وضربوني على رأسي وعلى جرحي، لكنني نجحت في الهرب منهم بمساعدة أهل الحي.. في نهاية المطاف، وجدنا شخصا لمعالجتي، كان ممرضا وليس طبيبا، لم يكن معه حتى مخدر.

        يتم أحيانا عند قبول جريح في مستشفى إخفاء هويته تحت اسم مستعار، ويقدم الطبيب تشخيصا مزيفا سعيا لمنع الملاحقات، وتعد إمكانيات معالجة الحالات الخطيرة، فضلا عن تقديم الرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية محدودة جدا، هذا ولم يعد الأطباء الذين يعملون في الخفاء يخاطرون بطلب الدم من بنك الدم المركزي الموضوع تحت سيطرة وزارة الدفاع، التي تحتكر بدورها منح أكياس الدم، فقد أصبح الأمن هو الشاغل الأكبر للأطباء العاملين في الشبكات التي تعمل في الخفاء، يشرح أحدهم قائلا: يعود ذلك إلى أن قوات الأمن تلاحقنا على الدوام، فقد خضع العديد من الأطباء الذين يعالجون الجرحى في مستشفياتهم الخاصة للاعتقال والتعذيب.

        تحاول منظمة «أطباء بلا حدود» منذ أشهر الحصول على التراخيص الرسمية لإغاثة الجرحى، لكن دون جدوى حتى الآن، وتعالج المنظمة مرضى خارج سوريا وتدعم شبكات الأطباء عبر تزويدهم بالأدوية والمعدات الطبية، والمعدات الجراحية أو معدات نقل الدم، لكن هذه المساعدة محدودة بحكم الواقع.

وفي هذا الصدد تضيف (ماري بيير آلييه)، رئيسة منظمة «أطباء بلا حدود»: من الضروري أن تعيد السلطات السورية حيادية المرافق الصحية، وتوضح قائلة: ينبغي أن   تكون المستشفيات أماكن محمية يعالج فيها الجرحى دون تمييز، وألا يخضعوا لسوء المعاملة أو التعذيب، ينبغي أن تنشأ أماكن لا تخاطر فيها الأطقم  الطبية بحياتها لأنها اختارت احترام أخلاقيات مهنتها.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك