رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 8 فبراير، 2017 0 تعليق

سمو الأمير مسيرة من البذل والعطـاء توجـت بقيادته للعمل الإنساني

يستذكر الكويتيون هذه الأيام  اللحظات التاريخية التي مرت بها الكويت قبل نحو 11 عاما، حين وقف سمو الشيخ صباح الأحمد تحت قبة البرلمان ليؤدي اليمين الدستورية أميرًا للكويت؛ إيذانا ببدء مسيرة جديدة من العمل والعطاء، واستكمالا لما بدأه أسلافه من حكام الكويت؛ ففي 29 يناير 2006 تولى سمو الشيخ صباح الأحمد مسند الإمارة وسط تأييد شعبي ورسمي كبير؛ حيث تمت مبايعته بالإجماع من قبل أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية أميرا للبلاد.

أحد رجالات الحكم البارزين

     ومنذ ذلك اليوم التاريخي بدأت سطور جديدة تكتب في تاريخ الكويت، وفي مسيرة سموه في قيادة هذا الوطن العزيز؛ حيث يعد سموه أحد رجالات الحكم البارزين في تاريخ الكويت المعاصر الذين امتزجت رؤاهم السياسية والحضارية بمواقفهم الوطنية والقومية، واجتهدوا في سبيل تحقيق الغايات والأهداف التي التقت عليها إرادة الشعب الكويتي التي انطلق منها ذلك التواصل الحميم بين أبناء الكويت من ناحية، والأسرة الحاكمة من ناحية أخرى؛ فأثمرت عمقاً في العلاقات، وقوة في التماسك والتلاحم، كشفت عنه وأكدته مرة بعد مرة مواقف مشتركة تجاه الكويت، وما يتهددها من أطماع أو نوايا عدوانية.

بناء المجتمع الكويتي

     ومن أهم مايتميز به صاحب السمو إدراك أهمية بناء المجتمع الكويتي من الداخل والحفاظ على وحدته وتماسكه في ظل الأخطار والتقلبات التي تعصف بالمنطقة من حين لآخر؛ فكان التفجير الإرهابي الذي تعرض له مسجد الإمام الصادق في 26 يونيو 2015 أكبر دليل على تلاحم القيادة والشعب في الكويت في مشهد مهيب، وقف له العالم إكبارا وتقديرا.

     فبعد فترة قصيرة من وقوع حادث التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة 26 شهيدا وعشرات الجرحى سارع صاحب السمو أمير البلاد إلى الحضور شخصيا إلى موقع الحادث غير عابئ بالأخطار التي قد تحيط به أو تهدد سلامته ليطلق جملته الإنسانية الشهيرة: (هذولا عيالي).

      وعقب مراسم العزاء التي تقدمها أمير البلاد، وحضرتها جموع الشعب الكويتي قاطبة، قال سموه في كلمة له: «إن هذه الأزمة أبرزت بجلاء حقيقة الشعب الكويتي وأصالة معدنه، وتكاتفه في السراء والضراء، أسرة كويتية واحدة تسودها المحبة والألفة، ويجمعها حب الوطن والولاء له، والالتفاف حول قيادته في مواجهة العنف والفكر التكفيري المتطرف».

قيادة العمل الإنساني

     وعلى الصعيد الخارجي تبوأت الكويت -نتيجة لسياسات صاحب السمو ورؤيته الحكيمة القائمة على تولي زمام المبادرات في العمل الخيري الإنساني- مركزًا مرموقا بين دول العالم خلال السنوات العشر الماضية، استحقت تكريم الأمم المتحدة لسمو أمير البلاد بتسمية سموه (قائدا للعمل الإنساني)، ودولة الكويت (مركزًا للعمل الإنساني) ولاسيما بعد أن استضافت الكويت المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية لثلاث دورات متتالية على أرضها، معلنة تبرعها السخي بمئات الملايين لإغاثة اللاجئين السوريين في دول الجوار لسورية.

دعم القضايا الإسلامية والعربية

     ولم تنس الكويت في عهد سموه القضية الفلسطينية التي أعدتها قضيتها العربية الأولى منذ بدايتها وحتى اليوم فاستمر الدعم الكويتي للفلسطينيين وازدادت وتيرته؛ ففي يناير 2009 أعلنت الكويت تبرعها ب 34 مليون دولار لمصلحة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تبعها في مارس من العام نفسه تقديم الكويت مبلغ 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية تدفع على مدى 5 سنوات ضمن برنامج إعادة إعمار غزة، وفي نوفمبر 2012 وقعت دولة الكويت اتفاقية مع البنك الدولي تساهم بموجبها بمبلغ 50 مليون دولار لدعم البرنامج الفلسطيني للإصلاح والتنمية الذي يشرف عليه البنك.

     واستضافت الكويت في عهد سموه القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية الأولى في يناير 2009 التي شهدت أول مبادرة تنموية عربية طرحها سمو أمير البلاد متمثلة في إنشاء صندوق لدعم المشاريع التنموية الصغيرة والمتوسطة وتمويلها في الدول العربية برأسمال قدره مليار دولار تساهم الكويت فيه بحصة تبلغ 500 مليون دولار.

     كما استضافت البلاد في ديسمبر 2013 قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها ال34 ومنتدى حوار التعاون الآسيوي الأول في أكتوبر 2012، الذي أعلن صاحب السمو خلاله تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار لمصلحة برنامج تمويل مشاريع إنمائية في الدول الآسيوية غير العربية.

     وفي نوفمبر 2013 استضافت الكويت القمة العربية الإفريقية الثالثة التي حضرها رؤساء وممثلو نحو 60 دولة؛ حيث أعلن سموه في كلمته السامية بافتتاح القمة عن توجيه المسؤولين في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بتقديم قروض ميسرة للدول الإفريقية بمبلغ مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ولي العهد

     وفي السابع من فبراير عام 2006 تم تسمية ولي عهد دولة الكويت؛ حيث أسندت تلك الولاية إلى الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح؛ حيث بايعه مجلس الأمة بالإجماع للمنصب في 20 فبراير. والشيخ نواف الأحمد -حفظه الله- هو الابن السادس لأمير الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح، وقد عاش وتربى في بيت الحكم قصر دسمان وتلقى تعليمه في المدارس النظامية السائده آنذاك.

خبرته العملية

     في 21 فبراير 1961 عينه الشيخ عبد الله السالم الصباح محافظًا لمحافظة حولي، وظل يتولى مسئوليتها حتى 19 مارس 1978 عندما عين وزيرًا للداخلية، التي استمر بها حتى 26 يناير 1988 عندما تم تعيينه وزيرًا للدفاع، وبعد تحرير الكويت، عين في 20 أبريل 1991 وزيرًا للشؤون الاجتماعية والعمل، وظل يتولى مسؤوليتها حتى 17 أكتوبر 1992 عندما خرج من الوزارة.، وفي 16 أكتوبر 1994 عين نائبًا لرئيس الحرس الوطني، وفي 13 يوليو 2003 عين وزيرًا للداخلية، وفي 16 أكتوبر من العام نفسه صدر مرسوم أميري بتعيينه نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للداخلية.

من إنجازاته

     المساهمة في دعم التكامل الأمني وبنائه في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، والعمل على ترغيب الشباب الكويتي بالانخراط في سلك الشرطة والعمل الإداري بوزارة الداخلية؛ بهدف تطوير العمل، وكذلك العمل بسياسة الإحلال بوزارة الداخلية؛ حيث أفسح المجال للخبرات الشابة من الكويتيين لإحلالهم محل كبار السن وذلك لضخ الدماء الجديدة بالوزارة والاستفادة من طاقات الشباب، ومنها أيضًا إنشاء إدارة شؤون المختارين، وإدارة شؤون الانتخابات.

حروف من ذهب

لا شك أن كل ما سبق ذكره من إنجازات تفخر بها الكويت والكويتيون، تبقى حروفًا من ذهب، سطرها أبناء هذا الوطن حكامًا ومحكومين في صفحات تاريخ الكويت المجيد، تظل نبراسًا تقتدي به الأجيال، وتفخر به جيلاً بعد جيل.

 

ذكرى إستقلال والتحرير وتولي سمو أمير البلاد مقاليد الحكم مناسبات نستشعر فيها صدق الإنتماء لهذا الوطن العزيز

      قال وليد الربيعة -أمين سر جمعية إحياء التراث الإسلامي-: مع دخول الشهر الثاني من كل عام تعيش الكويت ذكرى نشأتها بوصفها دولة مستقلة، وذكرى تحريرها، وكذلك ذكرى تولي سمو أمير البلاد مقاليد الحكم للسنة الحادية عشر، وهي مناسبات نستشعر فيها صدق الارتباط بهذا الوطن العزيز الذي جعل الله فيه الأمن والأمان لجميع الناس .

     كما نحمده -تعالى- بأن وفق أميرنا سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- الذي شهدنا في عهده الميمون إنجازات كثيرة، لعل أهمها درء الفتنة والحفاظ على بناء الوطن، وضمان الرخاء لأبنائه، والحفاظ على اسم الكويت عالياً بين دول العالم، وتأكيد دورها السياسي والاجتماعي والخيري على المستوى العالمي، وقد كان من آخر مبادراته الخيرية حفظه الله توجيهه بتدريس العمل الإنساني والخيري ضمن مناهج وزارة التربية لدعم العمل بالعلم في نقلة نوعية. ولا يخفى على أحد كذلك تلك الجهود الجبارة في المجال الإنساني والخيري للكويت ولصاحب السمو، الذي معه استحقت الكويت وبجدارة اختيارها مركزاً إنسانياً، واختيار صاحب السمو قائداً إنسانياً هو فخر لكل أبناء الكويت، ولاسيما العاملين في مجال العمل الخيري الإنساني؛ فالكويت منذ تأسيسها هي مركز عربي إسلامي وعالمي للعمل الخيري والإنساني. وإننا لو استعرضنا تلك السنوات الإحدى عشر المباركة من تولي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله- نجد العديد من العطاءات والمساهمات الإنسانية المشرفة على المستوى المحلي والعربي والعالمي .

     وفي ختام تصريحه أكد الربيعة على أن لنا حقوقاً وعلينا واجبات، وأداء الواجب مقدم على نيل الحق، ومن الواجب علينا التوجه إلى الله -تعالى- بشكر النعمة، ثم شكر صاحب السمو والقائمين على أمر هذا البلد ممن أخلصوا وعملوا وبذلوا الجهد في سبيل الحفاظ عليه، وأداء الأمانة على أكمل وجه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك