رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 20 يونيو، 2019 0 تعليق

سمو الأمير في كلمته بمناسبة العشر الأواخر – ما أحوجنا إلى استلهام المعاني الجليلة لهذا الشهر الكريم الذي خصه المولى -تعالى- بفضائل عظيمة!

قال الله -تعالى-: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}، بهذه الآية بدأ سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمته المعتادة من كل عام في العشر الأواخر من رمضان؛ حيث أكد سموه على ضرورة التلاحم والتعاضد والتمسك بالوحدة الوطنية التي لن نسمح أبدًا المساس بها؛ فهي السور الواقي بعد الله -تعالى- للوطن وحمايته من الويلات التي تعصف بالدول، وبتعزيز جبهتنا الداخلية، والوقوف في وجه كل من يحاول إثارة النعرات، أيا كانت، والعبث بنسيجنا الاجتماعي.

عادتنا المعهودة

     وأشار سموه إلى هذه الكلمة السنوية المعتادة التي وصفها بأنها محببة إلى نفسه قائلاً: يطيب لي أن ألتقي بكم على الخير والمحبة في إطار التواصل معكم في لقاء محبب إلى نفسي، وذلك جريا على عادتنا المعهودة، لنجدد التهنئة لكم بشهر رمضان المبارك، ونبارك لكم بدخول العشر الأواخر منه، سائلين المولى -تعالى- أن يتقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، وأن يعيد هذا الشهر الفضيل على وطننا العزيز وشعبنا الكريم وعلى المقيمين على أرضه الطيبة بوافر الخير واليمن والبركات، وعلى أمتينا العربية والإسلامية بالمزيد من الرفعة والعزة والسؤدد.

استلهام المعاني الجليلة

     وأضاف سموه، ما أحوجنا إلى استلهام المعاني الجليلة لهذا الشهر الكريم الذي خصه المولى -تعالى- بفضائل عظيمة! الذي أكرمنا المولى -عز وجل- بنعم عظيمة تستحق منا الشكر والثناء، وعلى رأسها نعمة الإسلام والإيمان التي كفى بها من نعمة، ووهبنا وطنا عزيزا آمنا مستقرا، نستظل تحت سمائه، وننعم بخيراته، وأشاع بيننا المحبة والتراحم والتكافل بين أفراده.

ضرورة الحيطة والحذر

     وبين سموه الواقع الذي تمر به المنطقة وأبعاده، وتداعياته الخطيرة، والتطورات الحاصلة في المنطقة، مؤكدًا على ضرورة الحيطة والحذر، وحسن الاستعداد لمواجهتها حماية لسلامة وطننا العزيز وأمنه، والحفاظ عليه، وإن ذلك لن يأتي إلا بالتلاحم والتعاضد والتمسك بوحدتنا الوطنية التي لن نسمح أبدا المساس بها؛ فهي السور الواقي بعد الله -تعالى- للوطن وحمايته من الويلات التي تعصف بالدول، وبتعزيز جبهتنا الداخلية، والوقوف في وجه كل من يحاول إثارة النعرات أيا كانت، والعبث بنسيجنا الاجتماعي، كما أننا نؤكد على أن محيطنا الخليجي والحفاظ على ما تحقق لنا من مكتسبات في إطار مجلس التعاون، يعد الضمانة في مواجهة المخاطر والتحديات.

وطننا أمانة

     ثم أكد سموه أن وطننا أمانة في أعناقنا جميعا، وهو الأمر الذي يتطلب من الجميع الوفاء والإخلاص له، والعمل الدؤوب والجاد والمخلص للرقي به، ودفع مسيرته التنموية نحو أهدافها المنشودة، ولكم أن تفخروا -إخواني وأبنائي- بالمكانة الرفيعة التي يتبوؤها وطننا العزيز -ولله الحمد- لدى المجتمع الدولي وبما حققه على صعيده من إنجازات في مجال العمل الإنساني والإغاثي والاجتماعي، وبمشاركته الفعالة في الجهود الرامية للحفاظ على الأمن والسلم الدولي، وتجنب الحروب، ونشر ثقافة التسامح والسلام التي كانت دائما ولا تزال محل الإشادة والاستحسان وموضع التكريم الذي نعده تكريما للشعب الكويتي بأسره، كما أن علينا التمسك بمكتسباتنا الوطنية، وبنهجنا الديمقراطي الثابت، الذي اخترناه وتوارثه أهل الكويت، وبدستورنا الشامل والمتكامل، الذي نؤكد دائما أننا نحميه ولن نسمح لأحد المساس به؛ فهو الضمانة الحقيقية لاستقرار نظامنا، والدعامة الرئيسة لأمن بلدنا، والاعتزاز بقضائنا العادل والنزيه، منتهزين هذه المناسبة للتأكيد على أهمية التعاون المثمر والبناء بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لتعزيز دولة المؤسسات، وسيادة القانون، ومواصلة إطلاق مسيرة التنمية والإصلاح المنشودة، واستكمال إنجاز القوانين المقدمة وتنفيذ البرامج الاقتصادية الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، وخلق فرص العمل المنتجة للشباب للإسهام في دفع عجلة التنمية، وتعزيز الإيرادات غير النفطية.

وسائل الإعلام

     ثم وجه سموه رسالة إلى القائمين على وسائل الإعلام قائلا: أدعو القائمين على وسائل الإعلام كافة المقروءة والمرئية والمسموعة إلى ممارسة دورهم الإعلامي بوعي ومسؤولية؛ فلا نريد لإعلامنا الانحراف عن رسالته الوطنية إلى ما يهدد وحدة الوطن الاجتماعي وأمنه، ولاسيما في ظل هذه الظروف الحرجة في المنطقة، وإننا نطمع أن يكون إعلامنا مشعلا حضاريا، وأداة لدفع جهود البناء والتنمية، ومنبرا للحرية المسؤولة والرأي العام المستنير، وإنه لمما يؤسف عليه ما نشاهده ونعايشه من إساءة لاستخدام أدوات التواصل الاجتماعي؛ بحيث أصبحت في أغلب الأحيان معول هدم، وتشكيك بالنوايا والذمم، وإشاعة روح البغضاء والكراهية بين أفراد المجتمع.

الثروة الحقيقية للوطن

     وعن الشباب قال سموه: لقد أكدت مرارا وفي مناسبات عدة بأن شبابنا هو الثروة الحقيقية للوطن، وأنهم يحظون بجل اهتمامنا واهتمام الحكومة على حد سواء؛ فهم أغلى ما نملك من ثروة، وأفضل استثمار؛ فمنذ انعقاد المؤتمر الأول للشباب عام 2013 تحت شعار (الكويت تسمع)، قامت الحكومة بدراسة التوصيات المهمة الصادرة عنه، والإسراع في تنفيذها، واتخاذ التدابير الكفيلة بتمكين شبابنا من تطوير إمكانياتهم ومهاراتهم ومعالجة قضاياهم، وتذليل ما يواجهونه من صعاب وعقبات، ومتابعة لهذه الجهود، أطلق الديوان الأميري مؤخرا المشروع الوطني للشباب تحت عنوان (الكويت تفخر)، والهادف إلى رعاية هذا الجيل الواعد وتكريمه، وتمكينهم من المساهمة في تحمل المسؤولية الوطنية، بالمشاركة بعملية التنمية لبناء كويت الحاضر والمستقبل، كما أعلنا عن مبادرة إنشاء المركز الوطني للابتكار الذي نستهدف من خلاله تطوير أفكار الشباب وإبداعاتهم، وتحويلها إلى مشاريع ذات جدوى اقتصادية، تعود عليهم وعلى الوطن بالفائدة والنفع؛ فأنتم أيها الشباب كما ذكرت في أكثر من مناسبة مبعث الرجاء ومعقد الأمل.

الليالي المباركة

     وعن فضل الليالي العشر قال سموه: نعيش في ظل هذه الليالي المباركة من العشر الأواخر التي خصها المولى -تعالى- بليلة القدر التي أنزل فيها كتابه الكريم، وأجزل فيها الأجر والثواب، لنرفع أكف الدعاء بأن يجعلنا ممن وفق لقيامها، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا، ويحفظ كويتنا العزيزة من كل سوء ومكروه، ويديم عليها نعمة الأمن والرخاء والازدهار، وأن يحقن دماء المسلمين، ويوحد صفوفهم وغاياتهم، مستذكرين بكل الإجلال والتقدير أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وأميرنا الراحل الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح -طيب الله ثراهما- سائلين الباري -جل وعلا- أن يتغمدهما بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنهما فسيح جناته، وأن يرحم شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية دفاعا عن الوطن الغالي، ويغفر لموتانا وموتى المسلمين أجمعين، ويعلي منازلهم في جنات النعيم إنه سميع مجيب.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك