رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 1 نوفمبر، 2015 0 تعليق

سمو أمير البلاد افتتح دور الانعقاد الـ 4 للفصل التشريعي الـ 14 لمجلس الأمة- بداية ساخنة باستجواب الصبيح

الكويت ظلت بعون الله وفضله دار أمن وأمان وواحة رخاء واستقرار ينعم أهلها بالحرية والتراحم وسط محيط تستعر فيه نيران الحروب

 مسيرة مجلس التعاون الخليجي وما حققته دوله من إنجازات مشهودة ومنزلة رفيعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وانطلاقًا من وحدة الهدف والمصير

 سمو الأمير: أدعو الجميع إلى الحرص على حماية أمن الوطن وصون وحدته الوطنية وفتح أبواب المستقبل بالعمل الجاد المخلص وإطلاق مسيرة البناء والتنمية

 

تفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بافتتاح دور الانعقاد العادي الرابع للفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة، وبدأت مراسم الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها إلقاء الأمين العام لمجلس الأمة علام الكندري نص مرسوم الدعوة إلى عقد دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الـ14 لمجلس الأمة، وتفضل سمو أمير البلاد بإلقاء النطق السامي والخطاب الأميري.

     وتضمن جدول أعمال الجلسة انتخاب أمين السر ومراقب المجلس والاستجواب الموجه من العضو محمد طنا العنزي إلى وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزير الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح، كما تضمن جدول الأعمال انتخاب أعضاء اللجان البرلمانية الدائمة والمؤقتة حيث تنص المادة (93)  من الدستور على أن يؤلف المجلس خلال الأسبوع الأول من اجتماعه السنوي اللجان اللازمة لأعماله. 

كلمة سمو أمير البلاد

     تفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بافتتاح دور الانعقاد العادي الرابع للفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة، ثم توجه إلى الحضور بخطابه السامي داعيًا المولى عز وجل أن يلهم الجميع السداد والرشاد ويهدينا سواء السبيل ويوفقنا لأداء واجبنا لخير الوطن والمواطنين.

اعتدت الحديث إليكم

     ثم بين سموه أهمية حديثه قائلاً: لقد اعتدت التحدث إليكم أيها الأخوة والأبناء في المناسبات السابقة حول مختلف القضايا والموضوعات التي تهم الوطن والمواطنين، وسأقصر كلمتي اليوم على أكبر همومنا الداخلية والتحديات والأخطار التي تهدد مسيرتنا ومستقبل وطننا.

الكويت دار أمن وأمان

     ثم أكد سموه على أن الكويت ظلت بعون الله وفضله دار أمن وأمان وواحة رخاء واستقرار ينعم أهلها بالحرية والتراحم وسط محيط تستعر فيه نيران الحروب الأهلية والصراعات الطائفية والعرقية تخوضها جماعات وتنظيمات مسلحة أشاعت الفوضى والإرهاب، ونشرت الخراب والدمار، وتسببت في سقوط مئات آلاف القتلى والمصابين ونزوح آلاف المشردين من ديارهم.

وباء الإرهاب

     ثم أشار سموه إلى الحوادث الإرهابية التي ضربت الكويت قبل فترة قائلاً: إنه لخطير حقا أن وباء الإرهاب وجد طريقه إلينا واقترف جريمته الشنعاء بتفجيره مسجد الإمام الصادق رضي الله عنه وأرضاه في شهر الصيام والقيام، ولم يراع لبيوت الله حرمة، ولم تأخذه بالركع السجود رحمة، واسقط عشرات القتلى والمصابين. غير أن تلاحم شعبنا فوت الفرصة على من يريد النيل منا وسطر أروع صور للوحدة الوطنية.

     إن هذه الجريمة النكراء والخلايا الإرهابية ومخازن الأسلحة والمعدات الإرهابية التي كشفتها مؤخرا العيون الساهرة على أمن الوطن التي نسجل لها الشكر والتقدير تدق عاليا أجراس الخطر تحذيرا وإنذارا، وتوجب علينا المزيد من اليقظة والانتباه، وأن نجعل أمن الوطن وسلامة المواطنين همنا الأول وشغلنا الشاغل الذي يتقدم على كل ماسواه.

الأسس والقواعد التي نرتكز عليها

     ثم بين سموه الأسس والقواعد التي يرتكز عليها أهل الكويت قائلاً: إن الأمن والاستقرار وسيادة القانون والمبادئ التي جسدها الدستور هي الأسس والقواعد التي نرتكز عليها لانطلاق عجلة الحياة العامة واستمرارها بخدماتها كافة ومرافقها في سائر مناحي الحياة، وإنه من منطق الحرص على حماية وحدتنا الوطنية فلن نسمح أبدا بإثارة الفتنة والبغضاء أو العزف على أوتار الطائفية البغيضة، أو استغلال النزعات القبلية والفئوية والعرقية والطبقية، وإذا حدث أن أخطأ فرد في حق الوطن أو المجتمع أو خان الأمانة وفرط بشرف الانتماء الوطني فلايجوز أبدا التعميم على طائفته أو قبيلته بغير سند أو دليل.

إنني كوالد

     وفي لمسة حانية وجه سموه رسالته بوصفه والدا قائلاً: إنني كوالد للجميع أدعو بل أطلب منكم وسائر إخواني وأبنائي المواطنين أن يعوا دائما أبعاد الأخطار التي تهدد أمننا ووجوب الحرص على وحدتنا الوطنية والمشاركة بدورهم المسؤول في حماية أمن الوطن؛ لأنه أمنهم وحماية لأنفسهم وأهلهم وأموالهم، ولن ندخر وسعا ولن نضن بجهد أو مال في سبيل حماية أمننا الوطني وتعزيز أجهزة الأمن وزيادة قدراتها وكفاءتها.

أمن الكويت من أمن الخليج

     ثم أكد سموه على أن أمن الكويت جزء لا يتجزأ من أمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية قائلاً: إن كل تهديد يستهدف أمن إحدى دول المجلس إنما هو تهديد لأمن الكويت وسائر دول المجلس نرفضه ونتداعى لدفعه ونتعاون لدحره، وقد تجسد هذا عمليا حين تعرضت الكويت لعدوان غاشم واحتلال آثم عام 1990 كما تأكد هذا جليا حين لاحت مؤخرا نذر الخطر والتهديد لأمن المملكة العربية السعودية الشقيقة الذي هو أمن لنا جميعا، فهبت دول مجلس التعاون بمشاركة فعالة في (عاصفة الحزم) التي أطلقها وقادها بكل شجاعة وإقدام اخونا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حماية لأمن المملكة الشقيقة ودفاعا عن الشرعية في اليمن الشقيق التي اتسع نطاقها في تحالف داعم للمملكة العربية السعودية الشقيقة.

مسيرة مجلس التعاون

ثم أشار سموه إلى مسيرة مجلس التعاون الخليجي وما حققته دوله من إنجازات مشهودة ومنزلة رفيعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وانطلاقًا من وحدة الهدف والمصير بينها وروابط القربى والأخوة.

ثم شدد على ضرورة التمسك بهذه الوحدة قائلاً: حري بنا أن نتمسك بهذه الوحدة ونعمل على تعزيزها ودفعها لتكون هذه المسيرة المباركة أملا في الوصول إليها نحو توافق عربي ينقذ الأمة من عثرتها ويوقظها من سباتها ويستعيد عزتها ومنعتها.

مخاطر النمط الاستهلاكي

     ثم انتقل سموه إلى الحديث عن هموم الوطن والمواطن قائلاً: لعلكم تذكرون أيها الأخوة ما سبق أن حذرت منه ونبهت إليه من هذا المنبر من مخاطر النمط الاستهلاكي في مجتمعنا وتزايد الإنفاق الحكومي الاستهلاكي الذي لا طائل منه ولا عائد؛ وذلك على حساب مجالات التنمية والاستثمار في الإنسان الكويتي وهو ما يشكل القيمة الحقيقية المضافة لبلدنا والدعامة الأساسية لاستقراره وتقدمه وتطوره. لقد أدى انخفاض أسعار النفط عالميا إلى تراجع في ايرادات الدولة بحوالي ستين في المئة في حين استمر الإنفاق العام على حاله دون أي تخفيض يتناسب مع انخفاض سعر النفط، وهذا ولد عجزا في ميزانية الدولة يثقل كاهلها ويحد من طموحاتنا التنموية؛ ولذلك لابد من المسارعة إلى مباشرة إجراءات جادة وعاجلة لاستكمال جهود الإصلاح الاقتصادي وإنجاز أهدافه تستهدف ترشيد وتخفيض الإنفاق العام والتصدي على نحو فعال لمظاهر الفساد وأسبابه ومعالجه الاختلالات التي تشوب اقتصادنا الوطني؛ حيث إن التأخير يزيد العجز تراكما والوضع تفاقما، مما يتطلب جهودا أكبر وكلفة أعلى في المستقبل.

حقائق الأزمة وأبعادها

     وإنني إذ أضع أمامكم حقائق الأزمة وأبعادها وأطلب من المجلس والحكومة المسارعة إلى اتخاذ تدابير وإجراءات إصلاحية عاجلة أؤكد على أن يكون كل من المجلس والحكومة القدوة الحسنة، والأخذ بزمام المبادرة في تجسيد الانضباط والالتزام بهذه الإصلاحات وبرامجها الزمنية، منتهزين هذه الفرصة لتصحيح مسارنا الاقتصادي، ساعين إلى البحث عن مصادر أخرى للدخل تعزز قدراتنا وإمكانياتنا.

     كما أدعو كل مواطن إلى إدراك أهمية وجدوى تلك الإصلاحات، وتفهم تدابير الاصلاح وتبعاته والتعامل المسؤول مع متطلباته ومقومات نجاحه، مؤكدين الحرص الدائم على عدم المساس بأسباب العيش الكريم للمواطنين أو دخل الفئات المحتاجة، وتجنب المساس بصندوق الأجيال القادمة.

وإنني على ثقة من حسن استجابتكم واستعدادكم للمشاركة في معالجة ذلك؛ وفاء لوطنكم وحرصكم على أن يظل وطنكم عزيزا كريما وبعون الله سنتجاوز هذه الأزمة ونحن أحسن حالا وأكثر قوة.

التعاون المأمول بين المجلس والحكومة

     ثم أكد سموه على أهمية التعاون بين المجلس والحكومة قائلاً: لقد دأبت في خطاباتي السابقة أن أذكركم بأهمية العمل على تجسيد التعاون المأمول بين المجلس والحكومة من أجل زيادة الإنجاز وحل مشكلات المواطنين ومعالجة قضاياهما وتسهيل مصالحهم ولاسيما أن حجم التحديات التي تواجهنا والأخطار التي تحيط بنا تجعل التعاون ضرورة ملحة وواجبا حتميا واستحقاقا وطنيا، إن ثقتي وثقة أهل الكويت بكم كبيرة، ولا شك بأنكم حريصون على الارتقاء إلى حجم تلك التحديات وتأمين متطلبات مواجهتها وتجاوزها -بإذن الله- والعمل من أجل بناء حاضر الكويت ومستقبلها وتلبية آمال وطموحات أهلها الأوفياء.

     ثم ختم سموه خطابه بالتأكيد على أهمية الانتماء والولاء للوطن وتقديم مصلحته على المصلحة الخاصة،
داعيًا الجميع إلى الحرص على حماية أمن الوطن وصون وحدته الوطنية وفتح أبواب المستقبل بالعمل الجاد المخلص وإطلاق مسيرة البناء والتنمية والتقدم؛ وصولا إلى غد زاهر مشرق -بإذن الله- لتظل الكويت دائما -بعون الله- حرة أبيه كاملة السيادة عالية الراية مرفوعة الرأس دار أمن وأمان وديرة رخاء وازدهار، {رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات} انك نعم المولى ونعم النصير.

مناقشة استجواب طنا للوزيرة الصبيح

كما بدأ مجلس الأمة في جلسته الأولى بمناقشة الاستجواب الموجه من العضو محمد طنا العنزي إلى وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزير الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح.

وتناول الاستجواب في محاوره الأربعة موضوعات حول الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة والهيئة العامة للقوى العاملة والجمعيات التعاونية وما يتشابه من إدارات أخرى بطبيعة العمل ودور الرعاية الاجتماعية والمساعدات الاجتماعية.

إقرار توصيات

     وقد انتهى الاستجواب بإقرار توصيات، حيث لم يقدم طلب لطرح الثقة بالوزيرة، وتخللت الجلسة مداخلات عدة بين النائب طنا والوزيرة الصبيح، حيث استعرض الأول محاور استجوابه، مدللا عليها ببعض المستندات والوثائق والقرارات التي اتخذتها الوزيرة، موضحا أنه لا خلاف بينه وبينها وأن استجوابه ينشد منه الإصلاح، مشيرا إلى أن الوزيرة تكبرت وتجبرت ولم تحترم الدستور والقانون وأقصت الكفاءات الكويتية في كل الجهات المشرفة عليها.

     وقال طنا: إن وزيرة الشؤون ضيقت على أبناء الكويت في المساعدات العامة، كما أنها تتعمد ضرب الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد ولا تقوم بصرف المساعدات إلا بشهادة خروج ودخول المنافذ من وزارة الداخلية. من جانبها، قالت الوزيرة الصبيح: إن وقوفها على المنصة جاء تفنيدا لما ورد في صحيفة الاستجواب، كما انه مناسبة للتدليل على برها بقسمها.

     وأضافت: انه تم منح شاغلي الوظائف الإشرافية الصلاحيات اللازمة لحسن سير العمل، وذلك مع مراعاة حدود المستوى الوظيفي، مشيرة إلى أنها أحالت العديد من الشركات الوهمية التي تلاعبت باستقدام العمالة وتجاوزت اللوائح إلى النيابة، مشددة على أنها لن تسمح لأي أحد بأن يتهم موظفا أو قياديا في أي جهة تتبع الوزارة دون دليل، وأشارت إلى أن هناك حكما من محكمة الجنح يثبت صحة إجراءات (الشؤون) في سحب صالة أفراح الجهراء، وزادت بأنها لم تستغل وجودها بوصفها عضوا في مجلس الخدمة المدنية لأي غرض يخالف الدستور أو القانون. وتحدث خلال الجلسة النائب عبدالله المعيوف مؤيدا للاستجواب والنائب راكان النصف معارضًا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك