رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إيمان الوكيل 16 مارس، 2015 0 تعليق

سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية- العادات المزعجة

الأسرة في الإسلام كيان مقدَّس، وهي اللَّبِنَة الأساسية في بناء المجتمع الإنساني السليم، ولهذا أَوْلَى الإسلام بناءها عناية فائقة، وأحاط إنشاءها بأحكام وآداب تكفل أن يكون البناء متماسكاً قويّاً، يحقِّق الغاية الكبرى من وجوده، وعند غياب هذه الآداب ووجود ما يخالفها فإن كثيراً من المشكلات والأزمات تحدث بين الزوجين، فتتعرض الأسرة إلى هزَّات عنيفة، قد تؤدِّي إلى زعزعة أركانها وانفصام عراها، وأحاول في هذه السلسلة استعراض بعض السلوكيات السلبية التي سادت في بعض الأسر، وأحدثت تمزقًا نفسيًا وعلى إثرها اهتزت العلاقات داخل الأسرة، وفقد الاستقرار والأمان، واليوم نتناول أحد هذه السلوكيات وهي (العادات المزعجة).  

     للإزعاج ألوان عدة، فهو يشمل ممارسة بعض العادات المزعجة المنفرة التي تثير غضب الشريك ونفوره وتكون عادات ناتجة عن النشأة الاجتماعية في الأسرة التي تفرق بين معاملة الأبناء والبنات في الصغر، فينشأ الولد وقد اعتاد على أن والدته هي من تنوب عنه في القيام ببعض الأشياء التي يجب أن تكون من مسؤولياته الشخصية كأبجديات التربية وتعليم النظام، فيترسخ بذهنه أن الفتاة هي من تقوم بخدمة أفراد الأسرة، وأيضاً الحرية التي تعطى للولد بلا حدود وأن هناك بعض المسموحات والتجاوزات له بينما حرية البنت مقيدة بمبادئ وشروط إلى أن أصبحت الفكرة جزءاً لا يتجزأ من عقل الفتى فيكبر ويصبح رجلا مسؤولا عن أسرة ولكنه لا يوجد بداخله دافع المشاركة ومراعاة الآخرين، فهو لا يشعر بأهمية الأشياء البسيطة التي صارت بداخله عادات، وتثير غيظ زوجته كتأخره في العودة إلى المنزل وانتقاد كل ما تقوم به زوجته وما إلى ذلك.

عادات مزعجة تثير غضب الزوجات

     العادة هي تصرف أَلِفه الشخص حتى صار يمارسه بلا وعي سواء كانت جيدة أم سيئة فهي تؤثر على حياته ولاسيما الأسرية، فعادات الزوج المزعجة من الأسباب التي قد تؤدي إلى فتور العلاقة أو فشلها، وإليكم بعض السمات المزعجة الشائعة التي تتسبب في إثارة مشكلات بالحياة الزوجية وتؤدي في النهاية إلى فشلها:

- فمثلاً هناك الزوج الذي يترك جواربه ملقاة على الأرض.

- يلقي بفوطته المبللة على فرش السرير.

- ينسى أن يبلغ زوجته بالمكالمات التليفونية التي وردت إليها وهي غائبة.

- يخرج من أي غرفة ويترك النور مضاء.

-  يفتح أي درج أو دولاب ويتركه مفتوحاً.

-  يُهمل في إصلاح شيء بسيط في السباكة يجيده، ويرفض في الوقت نفسه إحضار السباك لإصلاحه بحجة أنه سيفعل ذلك ولكنه بالطبع لا يفعل.

- يوقظ زوجته بالليل ليسألها عن شيء معين أين وضعته.

- يبقي على مخلفات الأطعمة والمشروبات في مكانها.

-  يترك أنبوبة معجون الأسنان بدون غطاء بعد تنظيف أسنانه.

-  يستخدم الألفاظ البذيئة.

- يبصق على الأرض.

-  يخاطب زوجته بعبارات طفولية أمام الناس.

-  يمضي الكثير من وقته مع أصدقائه.

< يمزح خلال مناقشة الأمور الجادة.

- يعبث بجميع أنحاء المنزل بلا سبب.

- يعتمد على الزوجة في جميع أموره الخاصة.

     جميعها أمور يسيرة وبداخل كل منا ولا تعيبه بوصفه شخصاً وقد تبدو تافهة، ولكن لا يُحكم عليها إلا من قبل شريكنا في الحياة فبعض عادات الزوج تثير غضب زوجته وتَخلق نوعاً من التوتر بينهما؛ لأنها تتكرر بصفة يومية فلا الزوجة تستطيع أن تتغاضى عنها ولا الزوج قادر على تغييرها فتؤدي في النهاية إلى دفع الشريكين إلى النزاع، والسبيل لمواجهة هذه الأمور هو:

- التجديد فيجب أن تأخذي المبادرة أولاً، وتتخلي عن عاداتك السيئة التي تزعج زوجك، فتغيير أنفسنا هو الحل لهذه المشكلة التي تتواجد في الكثير من البيوت في هذه الأيام.

- تذكري أنّك لست الوحيدة المعنية وغالباً ما لا يشعر الشريك بأن تصرفه هذا مزعج، وأن العادات السيئة لا تقتصر على الحياة الزوجية فقط بل يعاني منها كل الناس.

-  عليكِ تقبل الأمر واستيعابه ومسايرته مع محاولات للحوار مع زوجك عما يزعجك منه بهدف التوقف عن ممارسته.

- الحكمة في التعامل مع عادات زوجك المزعجة، فالمواقف السلبية إذا لم تحل لابد وأن تترك آثراً ينعكس على البناء الداخلي للأسرة من حالات نفسية تعكر من صفوها.

-  اكتبي لائحة مفصّلة بكل النقاط الإيجابية لزوجك للجوء إليها حين انزعاجك من عاداته،  فتتذكري الأسباب التي جعلتك تقبلين الارتباط به فتستطيعِين تحمل نقاطه السلبية فهذه الطريقة تجنّبك المشكلات.

- أخبريه بمدى انزعاجك من تصرفاته  بدلاً من اللوم المباشر.

- أخبريه أن الترتيب يساعد على إيجاد أغراضه بسهولة دون أن يفقد منها شيئا.

محظورات تجنبيها عند إثارة غضبك بعادات زوجك المزعجة

-  احذري أن ترفعي صوتك على زوجك، تجنبيه إلى أن تهدئي وتناقشي معه بكل هدوء، ووضحي ما يثير غضبك منه بهدوء وعقلانية.

- لا تفشي عيوبه لأي شخص حتى لأقرب الناس إليكِ، واجعلى نفسك مقبرة لعيوبه.

-  احذري من التعالي بأبيك وأخيكِ وعقد مقارنات بينه وبين غيره كزوج أختك أو أخيه وما تلاحظينه عليهم من مساعدة لزوجاتهم ونظام وترتيب.

-  احذري من التحدث عن أهله وعن سوء تربيتهم له في الصغر؛ لأنه لن يتحمل حتى وإن كان على خطأ.

     وأخيراً الحياة الزوجية تختلف تماماً عن حياة الفرد في العزوبية ولا يكون الزواج دائماً مثالياً، وإنما قد تشوبه أحياناً بعض الخلافات والمشكلات بين الزوجين التي تهدد العلاقة الزوجية وتؤثر مستقبلاً في حياة أولادهما، فإذا كنت ترغب في إنقاذ زواجك من الفشل يتوجب عليك مراعاة شريكك، وتغيير بعض العادات التي تثير غضبه، وازرع روح المشاركة في أسرتك؛ فزوجتك ليست بعاملة نظافة عليها خدمتك طوال الوقت؛ لذا قم بالمساهمة حتى بأبسط الأمور كترتيب فراشك وإحضار لنفسك كوب الماء وتجميع ملابسك المتسخة بمكان واحد لتسهيل الأمر على زوجتك، واحرص على تنشئة أبنائك على الاعتماد على النفس وتقبل الرأي الآخر حتى وإن كان مختلفاً معه وعدم إعطاء الحرية والتصرف الكامل بلا حدود، وكذلك يجب تعويدهم على عدم العناد والتصرف السريع دون تفكير، ويجب احترام الآخرين وغرس الرجولة وتحمل المسؤولية للولد منذ الصغر.

فإذا كنت تعاني من عادة سيئة وترغب بأن تضع حداً لها أو في التخلص منها، فسأتحدث في الحلقة القادمة عن طرق عدة لدعمك في مسيرتك للتخلص من هذه العادات غير المرغوب فيها.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك