رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إيمان الوكيل 20 أبريل، 2015 0 تعليق

سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية- طرائق لدعمك للتخلص من عاداتك المزعجة وإحلالها بأخرى إيجابية

إذا سيطرت على عاداتك السيئة.. ستُسيطر على حياتك .. وإذا سيطرت على حياتك.. ستُسيطر على مستقبلك.

 

العادات السلبية تقف حائلاً بين الفرد وتطوره، ويرى الكثير منا أن العادات التي يسلكونها في حياتهم ليست بالأمر السهل تغييره، فتغيير النفس ليس بالأمر السهل حقاً، ويحتاج إلى الكثير من المثابرة والصمود الشديد، ولا تنس أن بناء العادة السلبية استغرق زمناً، وأنه جاء نتيجة الإهمال واللامبالاة وعدم التصدي لها في مهدها؛ لذا كانت عملية الإحلال التدريجي حلاً أنسب لتغيير العادات السيئة، وهي إحلال عادة سلبية بأخرى إيجابية ، وقد تجد أنَّ اللجوء إلى البدائل هو أمر صعب ولا يأتي بطريقة تلقائية، إلا أنَّ وعيك ومعرفتك بالفوائد التي ستجنيها نتيجة استبدالك للعادات السيئة سيحفـزك أكثر للاستمرار والمُثابرة، وسيُصبـِح الأمر أكثر سهولة وجزءًا جديدًا ومُفرحاً ونافعاً لحياتك .

خطوات للتخلص من عاداتك المزعجة

     إذا أردت أن تغير إحدى عاداتك المزعجة، وتواجهه أكبر التحديات التي من الممكن أن تمر بها فأنت الآن على موعد مع الخطوات العملية التي ستساعدك على التخلص من تلك العادات واستبدال عادات إيجابية بها، لكن النجاح الفعلي يعتمد عليك فاختر الخيار الذي يناسبك إما النجاح في تغيير عاداتك وإما الفشل والخسارة دوما ًوالخطوات لديك الآن:

- اعمل على دراسة عاداتك بلا عجلة وحدد ما السلبي والإيجابي منها لك.

- اعترف بها بوصفها عادة سيئة في داخلك تؤثر في حياتك سلبيا، فبمجرد اعترافك بعادة سيئة بداخلك هي أول خطوة للعلاج؛ فأنت بذلك تتمتع بالتواضع الكافي لاعترافك بخطأ في داخلك وشجاعة كافية لتحمل مسؤوليته.

- ابحث عن السبب الحقيقي لعاداتك السلبية والوصول لحله حتى تتخلص من نتائجه (ضغط نفسي، تكاسل، ملل وغيرها من الأسباب)، وابتعد عن الضغوط والأسباب التي قد تدفعك إلى ممارسة عادتك السيئة.

- لا تلق باللوم على غيرك، فنحن أدمنا دور الضحية وإلقاء اللوم على كل شخص وكل شيء ما عدا شخصنا فذلك يخفف من آلامنا بعض الشيء ولكنه يقيدنا أيضاً بها؛ فتحديد الأسباب الحقيقية لعاداتك هو خطوة أيضاً في طريق التغيير.

- اكتب عاداتك السلبية التي تريد التخلص منها في جدول من عمودين وما شئت من السطور، وفي العمود الأول عاداتك السلبية، والثاني العادة الإيجابية التي تحل محل السلبية فالكتابة تجعلك متذكراً دائما بأن العادة السلبية موجودة؛ لأن من الصعب على الفرد أن يعترف بعيوبه باستمرار.

- الحديث الإيجابي مع النفس لتحفيز قدرتك على التغيير، واسأل نفسك ما الفوائد التي تحققها لي ممارسة هذه العادة؟ وما السلبيات التي أتصف بها وأعاني منها؟ وكيف تؤثر عليّ سلباً أم إيجاباً؟ ومن يتضرر أيضاَ منها؟ وهل سأصبح أفضل لو تخليت عنها؟

- دوِّن إجاباتك بوضوح، وحلل وادرس وحكّم فكرك وعقلك ومنطقك وفقاً لما دونته، ثم اتخذ قرارك بحكمة وشجاعة بالتخلص من هذه العادات.

- اكتب خطة لتسير عليها، وتكون متضمنة دوافعك للتغيير والمحفزات والعواقب وأسماء من تثق في رغبتهم لمساعدتك لتلجأ إليهم ليتمكنوا من متابعة تقدمك ، وحدد مدة للتغيير لا تقل عن 30 يوماً، وفي نهاية الـ30 يوماً إنها فقط المرحلة الصعبة وبعدها واصل 30 يوماً أخرى حتى تؤكد التغيير.

- اجعل الرياضة من الاستراتيجيات لديك للتغلب على الحنين ، فتمارين الاسترخاء والتنفس العميق والمشي وغيرها من نشاطات تقلل من تأثير الضغوط، وتـزيل التوتر والعصبية وتُساهم في تعويض النقص الذي ستشعر به عند توقفك عن عاداتك السلبية كالتدخين أو السهر بالليل أو قضم الأظافر أو العصبية.

- خاطب نفسك برسائل إيجابية مع أخذ نفس عميق شهيق وزفير ليساعدك عقلك الباطن؛ ويصبح عندك إرادة قوية للتغيير، شجّع نفسك ببعض المُكافآت في كل مرحلة تشعر فيها بأنك اقتربت أكثر من تحقيق الانتصار على عادتك السيئة.

- راقب نفسك باستمرار لإبقائها على الطريق السليم، وسجل بالكتابة ما تحققه من تقدم حتى تحفز نفسك على التقدم، وعندما تشعر بالضعف عن الاستمرار اقرأ الورقة لترى بعينك القدر الذي حققته فتتشجع وتواصل.

- اطلب المساعدة من عائلتك أو أصدقائك لدعمك، اجعلهم يتابعونك حتى تشعر أن هناك من يهمك أن تظهر أمامه بالقوة والقدرة على المقاومة غير نفسك، ولا تتردَّد في الحصول على المشورة من قِبَل إخصائيين إن صَعُبَ عليك مساعدة نفسك؛ فهناك بعض العادات الضارة التي تتطلب مساعدة مهنية متخصصة. 

- كن واقعياً واعلم أن هذا الأمر يتطلب وقتاً والتزاماً لتحقيق الهدف المنشود؛ فلن تستطيع أن تحقق التغيير في طرفة عين، ولكن يمكن أن تلمس آثاره الأولية كلما خطوت خطوة في اتجاه إصلاح ما فسد منك.

- اعلم أن قاعدة النجاح هي الاستمرارية، فواظب على المحاولة ولا تفشل إلى أن تحقق النجاح، وتتغلـَّب على ما يأسر إرادتك.

- ابتعد عن أصدقاء عادتك السيئة تلك والأصدقاء خائري العزائم ، فأنت بحاجة إلى مصادقة ومعاشرة ومسايرة الذين اقتحموا أسوار الضعف والتردد، وتمكّنوا من مقاومة بعض الطباع السيّئة أو جميعها فمعاشرة الضعفاء تنقل عدوى الضعف وكذلك معاشرة أصحاب الإرادة تنقل بعض شحنات القوة والجرأة والتصميم التي يتمتعون بها.

- وأخيراً امتلك الرغبة الحقيقية تجاه التغيير مهما قابلت من عقبات تعيقك وتأكد من أنك ستجد فرقاً كبيراً في حياتك.

 عوائق تحول بينك وبين التغلب على العادات السيئة

- عدم قدرتك على التـَّعرُّف عليها أو بالأحرى الاعتراف بها؛ فلن تستطيع التخلص من عادة ما إذا لم تعتـرف بوجودها.

- معاشرة الضعفاء مسلوبي الإرادة؛ فالشحنات السلبية عدوى تنتقل لك من غيرك ، فينتقل إليك فكرة أنك لست الوحيد الممتلئ بالعادات السيئة بل كثيرون.

- تركيزك على العقبات والصعوبات أكثر من تركيزك على مكامن قدراتك التي من الممكن توظيفها بوصفها دوافع تساعدك على التغيير.

- تضخيمك للعوائق التي قد تمر بها وحتى التي يتوهمها عقلك ، هي من أهم أسباب النكوص وترك تغيير العادات.

-  عدم قبولك للنقد سواء النقد الذاتي أم الموضوعي؛ فالشخص الناجح هو من ينصت للآخرين، ويستوعب ما بين السطور لإجراء التحولات أو التعديلات في عاداته وسلوكه.

- التسويف والتكاسل كلمات بسيطة إلا أن تأثيرها يُعيق الكثير من الإنجازات، ويقتل الرغبة في التغيير؛ فالنفس تنفر التغيير في بادئ الأمر، وتميل إلى تأجيله؛ فاستخدم أسلوب التدريج، واعلم أن الفرق بين النجاح والفشل خطوة واحدة.

 استخدامك للعبارات السلبية لا أستطيع. . لا أقدر. . مستحيل.

      التغيير ليس بالمستحيل ولا بالأمر الصعب إلا أنه ليس سهلا حتى مع تغيير عادة واحدة فقط، وإذا عزمت التغيير فابدأ بعادة واحدة فقط، ولا تحارب عيوبك جميعها في وقت واحد؛ وإلا فأنت تعرض نفسك للفشل، صحيح أنك تشعر بقوتك بإعلانك الحرب على عاداتك السلبية جميعها ولكن على أرض الواقع يظل الأمر في غاية الصعوبة؛ فلا توزع طاقتك في أكثر من جبهة، واجعل الأمر بسيطاً على نفسك، وركز على عادة سيئة واحدة في كل مرة ، فعندما يبدأ الإنسان في اتباع الخطوات الفعلية للتغير فطبيعي أن يجد صعوبة ومقاومة داخلية تأتي من عاداته القديمة؛ لذا فالرغبة في التغيير وبناء عادات جديدة يجب أن تكون قوية بما يكفي؛ لأن يقاوم الفرد نفسه وما يصيبها من كسل ورغبة في الاستسلام والخوف من الخسارة، ولا بد وأن تؤكد للنفس بين الحين والآخر أنه لا ينبغي الرجوع إليها مع تجنب أي شيء قد يدفعك إليها مرة أخرى.

فإذا سيطرت على عاداتك السيئة.. ستُسيطر على حياتك. . وإذا سيطرت على حياتك.. ستُسيطر على مستقبلك.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك