رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إعداد: د. سلمى هاني 6 يونيو، 2017 0 تعليق

سلوكيات غذائية خطأ في رمضان


أغلب الناس يرتكب في رمضان سلوكيات غذائية خطأ؛ ويرجع ذلك لعدم دراية هؤلاء بالأسلوب الغذائي الصحيح، ولعدم وجود التوعية الصحية الجيدة، وجهل الكثير بالنظام الواجب اتباعه لتأدية الغرض الصحي والشرعي من الصيام؛ لذلك نحاول في هذه الكلمات التعرض لبعض هذه الأخطاء.

أخطاء عند الإفطار

     من المعلوم أن تعجيل الفطر من السنة؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر»، ويخطئ من كان يظن أن تأخير الفطر لما بعد الصلاة أفضل له ولصحته ظنًّا منه أنه بذلك يستطيع الصلاة بخشوع؛ فبعد يوم كامل من الصوم يكون الجسم في أشد الاحتياج إلي السكر في الدم؛ مما قد يؤدي بزيادة تأخير الفطر إلى حدوث هبوط في الدورة الدموية.

     ومن الخطأ الفطر على بعض المقبلات كالسمبوسة المقلية و(الشوربات) الدسمة والأطعمة المحتوية على كمية كبيرة من النشويات؛ لانها ترهق المعدة وتسبب عسر الهضم؛ فقد كان رسول الله  يحب التمر في الفطور؛ لما فيه من فوائد عظيمة خاصة للصائم؛ فالتمر يحتوي على كمية طيبة من الحديد والفسفور، ويحتوي على سكر الفركتوز والجلوكوز ونسبة كبيرة من الفيتامينات التي يكون الجسم في احتياج لها بعد الصوم، أيضًا ثبتت فاعلية التمر في علاج الإمساك والوقاية منه؛ إذ يتعرض الصائم للإصابة بالإمساك لنقص السوائل طوال النهار.

ومن الخطأ أن يسرع الصائم لتناول ما تشتهي نفسه من الأطعمة المقلية في الزيوت والنشويات (كالمكرونة) والأرز، ويكثر من هذه الأصناف المشبعة بالدهون؛ فيحدث لمعدته صدمة غذائية لا تقوى على هضمها.

     فعلى الصائم أن يهتم بنوعية الطعام على مائدته كأن يحتوي على قدر لا بأس به من السلطات المحتوية على الخضراوات الطازجة التي تعطي شعورًا بالامتلاء، وتحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، وتحتوي أيضًا على نسبة طيبة من الماء، وتكون سهلة الهضم خفيفة على المعدة؛ فيبدأ بها أولاً ثم يتناول قدرًا من العناصر الغذائية الأخرى مثل القليل من النشويات والبروتين وغيرها.

     بعد يوم كامل من الصيام يكون الصائمُ في حالة جوع شديد ولا يقوى على الصبر؛ فيندفع بسرعة كبيرة لالتهام أكبر كمية من الطعام، ولا يعطي للمعدة فرصة لتستريح، فيفاجأ بعد الإفطار بأنه بحاجة إلى خمس ساعات على الأقل ليتمكن من التنفس والحركة بطريقة طبيعية؛ فيفطر على تمر أو طعام حلو خفيف مع القليل من الماء، ثم يذهب إلى الصلاة, وفي هذه الأثناء تكون المعدة قد تنبهت واستطاعت أن تمتص الطعام للتأهب بعد دقائق لإكمال وجبة الإفطار على وجه صحيح.

     وقد ذمَّ الله -تعالى- الإسراف والمسرفين عمومًا وفي الطعام على وجه الخصوص, فيقول -عز وجل-: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف: 31)، فالمبادرة لملء المعدة بكمية كبيرة من الطعام من الأمور الضارة جدًّا بالجهاز الهضمي، التي تسبب عسر هضم وتلبكا في الأمعاء؛ فيصاب الصائم بالدوار، ويشعر بالإجهاد الشديد

ومن ثَمَّ يحتاج للراحة بعد هذه العملية؛ مما يفوِّت عليه القيام بالعبادات

أخطاء عند السحور

يظن الكثير من الناس أنه من المناسب لوجبة السحور أن تحتوي على مواد غذائية صعبة الهضم؛ فيأكل  أكبر كمية من الطعام المسبك, حتى يقيه الشعور بالجوع!

وهذا غير صحيح, فالمعدة ليست صندوقًا يعبأ فيه الطعام لوقت الحاجة, بل هي عضو ضعيف ينبغي التعامل معه برفق وحكمة؛ فيتناول الصائم في سحوره الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية سهلة الهضم كثيرة السوائل كمنتجات الألبان والخضر الطازجة.

ومن المفيد تناول بعض أنواع الحَساء كحَساء العدس؛ لما فيه من عناصر غذائية قيمة ومفيدة ومقاومة للعطش.

     إن تغيير مواعيد النوم والطعام في هذا الشهر قد يصعب على بعضهم فيعمد لمحاولة المحافظة على المواعيد التي قد اعتادها قبل شهر رمضان إلا ما لا يقدر عليه؛ فيفضل تناول سحوره قبل النوم ويتسبب في تناول وجبة السحور قبل منتصف الليل، وبذلك يكون قد أضر بمعدته التي لم تهضم وجبة الفطور بعد، وبجسده كله فيتعرض للجوع حال صيامه نتيجة زيادة ساعات الصيام؛ لذا من الأفضل اتباع سُنَّة الرسول[ في السحور بتأخيره إلى قبيل الفجر، وبإمكانه النوم مبكرًا والاستيقاظ لنتاول السحور، ومن ثَم الاستعداد لصلاة الفجر وتلاوة بعض الآيات من القرآن الكريم وقت السحر.

بعض الناس يحرص على تناول الموالح والمخللات والأطعمة الحارة في وجبة السحور، وذلك ليفتح شهيته فيأكل لجوع سابق وجوع لاحق،

فتسبب له شدة العطش في النهار، فيجب أن تحتوي وجبة السحور على بعض الفواكه المحتوية على الماء والألياف؛ لمنع حدوث العطش والوقاية من الإمساك.

أخطاء ما بين الوجبتين

     كما أن هناك الكثير من الصائمين يتناولون أنواعاً كثيرة من الحلوى بعد وجبة الإفطار بقليل، ويسرف في ذلك؛ فتكون ربة البيت قد أعدت كميات من الحلوى المليئة بالسكريات والمواد الدهنية المشبعة التي هو في غنى عنها بما قد تناوله في بداية إفطاره من تمر أو رطب أو أي طعام حلو، فلا يحتاج لكل هذه الكميات من الحلوى التي تسبب السمنة المفرطة، وربما الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

     بعد ذلك يسعى الصائم جاهدًا في محاولات غير ناجحة لاستعادة شيء من نشاطه الذي فقده بعد كمية الإفطار وكمية الحلوى بعده, فيستعين بالمنبهات من القهوة والشاي وغيرها، فتعود عليه بالضرر البالغ؛ إذ يمنع الشاي امتصاص نسبة من الحديد الذي يحتوي عليه طعامه, ويجهد جهازه العصبي بذلك إجهادًا بالغًا, في حين أنه كان بإمكانه أن يتجنب ذلك بالاعتدال، ولا بأس بتناول القليل من الشاي أو القهوة بعد وجبة الإفطار بساعتين على الأقل.

أهمية الحركة

     وهناك بعض الناس يخشى الحركة في أثناء النهار ظنًّا منه أن كثرة الحركة سوف تؤدي إلى سرعة الهضم، ومن ثَم يزيد شعوره بالجوع والعطش؛ فيحافظ على حركته فيمشي ببطء ويقوم ببطء، ويفعل كل أعماله ببطء شديد, في حين أن ذلك يزيد من خموله ويقلل نشاطه، ويعمل على إبطاء حركة الأمعاء؛ فيتسبب في سوء الهضم وضعف جهازه الهضمي، وبعض التمارين الرياضية قد تفيد كثيرًا في صباح اليوم؛ إذ تنشط الجهاز العصبي وتنشط الدورة الدموية، فيُقبِل الصائم على عمله بنشاط وعزيمة فيما فيه النفع للقلب والأوعية الدموية

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك