رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 31 مايو، 2011 0 تعليق

سكت العلماء.. فكتب السفهاء

      في مجلسنا نصف الشهري ذكر الإخوان قضية الإساءة إلى أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وأمير المؤمنين عمر ابن الخطاب ] وكان بعض الحضور على دراية بتفاصيل لم أكن أعرفها، وذلك لتتبعهم للأمر وطبيعة عملهم.

- الذين كتبوا ليسوا إلا صبية صغارا لا يقدرون خطورة هذا العمل.

- دعني أبين بعض الأمور من ناحية شرعية:

- أولاً: كل من بلغ (البلوغ الجسدي) فإنه مسؤول أمام الله تعالى عن كل تصرفاته وسيحاسب محاسبة الرجال يوم القيامة، «رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المعتوه حتى يعقل» الترمذي وأبو داود، صححه الألباني.

- ثانياً: لماذا كتب هؤلاء عبارات تسيء إلى أم المؤمنين - رضي الله عنها - وأمير المؤمنين - رضي الله عنه - خاصة؟ لأن آذانهم سمعت الكثير من (الشتائم) و(الذم) و(الانتقاص) في حق هاتين الشخصيتين العظيمتين، فلم يسمعوا يوما مدحاً لأم المؤمنين ولا توقيراً لأمير المؤمنين، ولم ينبههم أحد من علمائهم إلى أن عائشة - رضي الله عنه - وصفها الله في كتابه بآيات بينات، يقرؤها الجميع، صغيرهم وكبيرهم، عالمهم وجاهلهم، حليمهم وسفيههم بأنها أم للمؤمنين: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} (الأحزاب: 6)، ولا أريد أن أذكر الأحاديث والآثار التي ثبتت في حق عائشة - رضي الله عنها - لأن كلام الله واضح وكاف وشاف.

تدخل (بونواف) أحدث أصهاري:

- هل تعني أن علماءهم يحملون وزر هذه العبارات المشينة في حق أمنا عائشة، رضي الله عنها؟

- لا أشك في ذلك؛ فلئن كان لديهم مسوغ لعدم مدح عائشة زوجة نبيهم [ وأمهم قبل نشر ما يسيء إليها؛ فإنه لا عذر للمراجع والعلماء ألا يكتبوا ويردوا على هذه الإهانات لأم المؤمنين بعد كتابتها ونشرها؛ وذلك بياناً للحق ولمواقفهم في الدفاع عن عرض النبي [، وحتى لا يتجرأ سفيه آخر أن يكرر هذه الكبيرة في حق النبي [؛ فإن النيل من عرض الزوجة نيل من عرض الرجل، وهل يرضى أحد أن يسب سفيه أمه؟ فكيف إذا كانت أولى من أمهاتنا، وعرضَ نبينا [؟

      إن القضية أبعد من خطأ وقع فيه صبي صغير أو شاب مستهتر، إن الأمر عقيدة عند بعض الناس لا يتلفظون بها فينطق بها مجانينهم وسفهاؤهم.

هنا استدرك (بو يوسف) ابن أختي علينا:

- حقاً ما تقول يا خال، في حيِّنا أحد هؤلاء، شاب في العشرين من عمره معاق ذهنياً تراه معظم الأوقات يمشي بين البيوت، وكلما رآني ذكر عمر بن الخطاب - رضي الله عنهم - بأسوأ العبارات وأشد الشتائم (مجنون) أسأله لم تقول هذا الكلام؟ فيردد أن عمر فعل كذا وكذا، كل الإفتراءات والكذب الذي يذكره علماؤهم في المجالس والمحاضرات يذمون أمير المؤمنين - رضي الله عنه - فمن أين لهذا المعاق ذهنياً أين يعرف هذه الأمور وهو لا يجيد نطق اسمه بطريقة صحيحة؟!

- على أية حال إن مكانة من لقي الله من الصحابة وآل البيت وأزواج النبي [ عند الله لا يزيدها أحد ولا ينقصها أحد.

        لقد أنزلهم الله مكانتهم وأكرم منازلهم، نحن الذين يبتلينا الله بما نقول عنهم ونعتقد فيهم، فإن أدينا واجبنا نحوهم فزنا، وإلا فوالله إنا لمسؤولون بين يدي الله عن الافتراءات في حق النبي [ وعرضه، فهذا أشد الأذى له [ {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما} (الأحزاب: 53).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك