رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 18 يونيو، 2012 0 تعليق

سبحان الله

 

       صاحبي من المحبين للغة العربية ومولع بإعراب مفردات القرآن... يقول لي: «من لا يعرف الإعراب... لا يدرك المعنى».. والقرآن كما بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  هو الكمال في الكلام... بلاغة.. وترتيبا... وإعرابا.. وجمالا... وإعجازا؛ لأنه كلام الله عز وجل.

- من أجمل ما أقرأ في كتاب الله -وكل جميل كامل- كلمة «سبحان».. لها وقع عجيب على قلبي وعقلي.

- نعم هذه الكلمة إحدى كلمات أربع خصها النبي  صلى الله عليه وسلم   بأمور كثيرة.. «سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر»... فهن من أطيب الكلام .. وغراس الجنة... والجنة «بضم الجيم» من النار... ولهن دوي كدوي النحل حول العرش... وتجزئ من القرآن لمن لم يتمكن من حفظه... والإكثار منها يحط الذنوب ويرفع الدرجات ويعتق من النار.

قاطعني...

- ومع ذلك فإن «سبحان الله» أكثر تأثيرا فيّ من الباقي... كيف نعرب «سبحان»؟

- هو اسم فعل مبني على الفتح بمعنى أنزه الله وأبرئ الله من كل ما لا ينبغي أن يوصف به أو ينسب إليه... وعند سيبويه من الأسماء الموضوعة موضع المصادر،  وفي تاج العروس: «سبحانَ» نصب على المصدر ونصبه بفعل مضمر متروك إظهاره تقديره: أسبح الله سبحانه تسبيحا، فنقول دائما... «سبحانَ» بفتح النون.

لم يخفِ صاحبي إعجابه بما نقلت له من كتب اللغة.

- ولو تدبرنا معنى «سبحان» في العقيدة لكان التأثير أبلغ... اقرأ قول الله تعالى: {تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا} (الإسراء:44}.. وقوله سبحانه: {ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون} (النور:41)، ويخبر عن الملائكة.. {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} (الأنبياء:20).. كل شيء في هذا الكون يسبح الله.. يقول «سبحان الله»: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده}... أي ما من شيء إلا يسبح بحمده... وهذه الصيغة استغرقت كل شيء... ولم تترك شيئا... كلها يقول: «سبحان الله».. أعظم المخلوقات.. حملة العرش... وأصغر المخلوقات... ذرات الهواء... وما بينهما... من طير وشمس وقمر وشجر.. وكل شيء.. إلا بعض الناس.. أبى أن يكون مع من يسبح الله... فجعل لله الشريك... والولد.. والند..

- وماذا عن «وبحمده»... عندما نقول: «سبحان الله وبحمده»؟

- أصل الحمد الثناء على الله... ومدحه... ولعلنا نفرد جلسة أخرى لبيان معاني الحمد.. ولكن عندما نقول: «سبحان الله وبحمده».. فإننا نرجع الفضل لله عز وجل أن مكننا من «تسبيحه».. فنثني على الله ونحمده أن سبحناه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك