رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 7 يناير، 2013 0 تعليق

زيادة العنف!! كيف نواجهه؟!

 

     قتل الأسبوع الماضي طبيب لخلاف حول موقف السيارات، بدأ بمشادة كلامية، ثم برفع السكاكين والطعنات إلى وفاته! وخلاف بين شباب في محطة البنزين حول من يقف وتلاسن انتهى بطعنات قاضية! وخلاف بين طالب في الكلية العسكرية مع زميله انتهى بطعنة (بمقص)! وراعي غنم مع كفيله حول تصحيح أعماله التي كان يخطئ فيها، قام بعدها بطعن كفيله! وخادمة تنتقم من أبناء مخدومها الصغار، وطلاب يرمون سيارة معلمهم بالحجارة، وآخر يعتدي على الطبيب ويفقأ عينه! وآخر ينزل من سيارته لشاب أمام البقالة نظر إليه ثم طعنه وقضى عليه.

فرقة تفتيش ليلية تمسك المئات من الأسلحة البيضاء في سيارات الشباب من سكاكين و(رنج بوكس) وعجرات (عصي) وآلات حادة وغازات ترش على العين!!

وشاب ينصح مجموعة شباباً يقودون دراجات نارية أن يتركوا طريق المشاة ويذهبون إلى طريق الشارع، ثم يطعنوه ومازال في حالة الخطر.

     هذه بعض القصص التي حدثت خلال الشهرين الماضيين فقط! وهناك نماذج أخرى؛ ما الذي حدث لشبابنا، هل هي غفلة عن الدين أم الفراغ أم غياب الوالدين أم عدم وجود قوانين رادعة أم عدم التوعية أو مفهوم قوة الغاب؟!

     هذه الحوادث دخيلة على مجتمعنا الآمن ومرفوضة شرعا وقانونا ولا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على نقص واضح في الدين ومراقبة الله عز وجل وتوقير الكبار وندرة في مفهوم الأخلاق وحسن التعامل ومن ذلك: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، وحديث: «أول ما يقضى بين الخلائق في الدماء»، وحديث: «ما زال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً».

ويحرم إيذاء المسلمين بالكلمة أو بالنظرة، فكيف بمن يرفع السلاح والتهديد؟ وكيف بمن يطعن ويريق الدماء المصونة الآمنة؟!

فالشجاعة تعني التسامح والعفو والصفح الجميل: «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عن الغضب».

     بعض الشباب كسر حاجز الحياء والرهبة والستر، فتجده يعطل سير الطريق ويستعرض بسيارته أمام الناس، وآخر يؤذي الناس بأصوات سيارته أو دراجته النارية حتى ساعات الصباح الأولى، وآخر قبل دخول العام الميلادي وبدايته وما زالوا يطلقون الألعاب النارية التي تحرق وتزعج وتسبب في اختناق الكبار ومرضى الربو!

     والمظاهرات التي بدأت تدخل بين بيوت الأهالي ومواجهات بينهم وبين الداخلية التي ضاق بها ذرعا، فقامت بإطلاق القنابل الدخانية والصوتية ومضايقة الأهالي؛ فلا يستطيعون النوم ولا الدخول أو الخروج من مناطقهم وسهرهم وحرق بعض بيوتهم وسياراتهم، إنها مفسدة وأي مفسدة.

     الشباب ثروة الأمة يجب العناية بهم والأخذ على أيديهم، فهم طاقة إن لم تستخدم بالخير ثم استخدامها في الشر، فهم يسمعون ويقتنعون، ولكن يحتاجون إلى جلسات حوارية فضلاً عن حاجاتهم إلى التوجيه السديد والشدة والتهديد وإنزال القوانين الرادعة للحيلولة دون إيجاد الفوضى والشغب وتعطيل الحياة والتهديد والقتل.

     هذه الظاهرة لابد من دراستها بدقة وعناية للوقوف عند أسبابها وطرائق علاجها وطرائق الوقاية منها؛ لأنها تعدت البيت إلى الشارع والأسواق والمدارس والمستشفيات وحتى المخافر ومراكز الشركة، فماذا بقي؟!

ودور الأسرة التربوي مهم جداً ولابد من الإقرار بأن هناك خطأ ثم التعاون من أجل إرجاع الأمور إلى التهدئة والاستقرار، وما هكذا تعالج الأخطاء.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك