زوجات متشبّعات بما لم يعطِهن أزواجهن!!
جاء في كتاب النكاح في صحيح البخاري تحت ترجمة باب «المتشبّع بما لم ينل، وما ينهى من افتخار الضرة» حديث للنبي[ أن امرأة قالت: يا رسول الله[ إن لي ضرة، فهل عليّ جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال الرسول[: «المتشبع بما لم يُعْطَ - بضم الياء - كلابس ثوبي زور». انتهى نص الحديث، يشرح ابن حجر - يرحمه الله تعالى-: «المتشبع أي المتزين بما ليس عنده يتكثّر بذلك ويتزين بالباطل» وقال أيضا: وكذلك هذا في الرجال، وكلابس ثوبي زور أي إن الرجل يلبس الثياب المشبهة لثياب الزهاد يوهم أنه منهم ويظهر من التخشّع والتقشّف أكثر مما في قلبه، والمتشبع هو المتشبه بالشبعان وليس به، واستعير للتحلي بفضيلة لم يرزقها - بضم الياء - وفي رواية مسلم من حديث عائشة «أن امرأة قالت: يا رسول الله[ أقول إن زوجي أعطاني ما لم يعطني؟».
عزيزي القارئ، من عادات النساء السيئة في مجالسهن كثرة التحدث عن أزواجهن «احنا أبونا ما يقصر عنّا بشيء!»وتجده أكبر المقصرين! «آنا زوجي ما شاء الله عليه كل سنة يسفرني سفرة خاصة لي آنا معاه، لا هذا غير سفرتنا مع العيال!!» وتكتشف بعد حين من الدهر أنه لا يعرف للسفر طريقا! «شايفة هاذي الساعة اللي ألبسها! اشرايج فيها؟! حلوة صح ؟!» بوفلان شاريها لي هدية بخمسمائة دينار!!» وفلان الزوج لا يهديها حتى وردة بدينار!! مسكينات هؤلاء النسوة خيالهن واسع وأمنياتهن أوسع، لقد قرأت في باب الأماني والآمال كثيرا وهاهو كتاب التمني في صحيح البخاري بين أيديكم ، عجبت من قول بعض العلماء: إن المرء إذا تمنى الشيء ولم ينله وازداد عنده إلحاح الأمنية تخيلها حتى يراها وكأنها واقع ويبدأ يتحدث بها ليجد لنفسه متنفسا عوضا عن الحرمان الذي يعانيه «زوجي يحبني وأبد ما يستغني عني ولما يدخل البيت يسأل العيال وين أمكم مشتاق لها؟!» ولكن واقع الحال ينبئ عن فتور علاقة بينهما، إنه خيال في خيال في خيال وتفاخر، بل هو التكاثر بعينه الذي ذمه رب العباد حينما قال عز وجل: {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر}.
عزيزي القارئ، قد تتساءل: من أين لي أنا ذلك اليقين المطبق أن هؤلاء النسوة كاذبات في خيالهن متكاثرات متشبعات بما ليس لهن؟! نعم يحق لك ذلك الاستغراب ولكن اعلم يا عزيزي القارئ أننا معاشر النساء لا يخفى علينا التفريق بين الحقيقة والخيال، الأمر الآخر والأعجب منه أن ذات النساء اللاتي يفاخرن ويتشبعن بما ليس عندهن هن أنفسهن يساررني بعد حين من الدهر بمشكلاتهن مع أزواجهن التي تقطر آلاما وأحزانا ، حينها أتذكر وأربط بين ما تشبعت به تلك الزوجة في تلك الجلسة أمام النسوة وبين ما كشفته لي في لحظة ضعفها أو رغبة في استشارتي بأمرها، وهذه المصارحات تحدث معي كثيرا منذ سنوات طوال وطوال، وكنت ومازلت أنزعج أشد الانزعاج من تلك التزييفات التي لا أدري ما هدف الزوجات منها؟! المرأة العاقلة لا يهمها إعجاب الناس بها ولا يهمها إرضاء غرورها أمام الآخرين ، المشكلة الكبرى في ذلك أنها قد لا تنوي هذا التشبع والتكاثر ولكن ما إن تبدأ الأخريات بفتح بابه حتى تجدها تضعف ولا تقوى على عدم مجاراتهن، والأدهى والأمر أنها تقوم مرتحلة إلى بيتها وكلها بطاريات مشحونة ضد زوجها أنه مقصر في حق إمتاعها وإهدائها، إذن أنت لا تقدرني ولا تعزني ولا تحبني؟! يرد عليها الزوج المتفاجئ «ليش شصاير عسى ما شر؟!» يستغرب الزوج هذه الثورة .. الذكية من النساء لا تخبر زوجها أنها كانت في جلسة مع أخريات وأنهن قلن وقلن.. إلخ إلخ، فيصدّقها الزوج الحبيب فيركض لاهثا ليشتري لها هدية ترضيها وما هي براضية ولا بمشبعة، ولكن الزوجة غير الذكية تبدأ تنهال بالبكاء «شوف أختك زوجها شنو عطاها! شوف أخوك شنو أهدى زوجته! رح يسافرون سويسرا واحنا خلف الله علينا ما عندنا غير الدمام والبحرين!! هذا حدنا في السفر!!» طبعا الزوج يفهم اللعبة ويدرك تماما سفاهة زوجته حينها فلا يعيرها أي اهتمام بل يسخر منها!!
عزيزي القارئ، أنت توافقني الرأي أنها حياة مزعجة تلك التي تلهث بها النساء وراء الأخريات لتقلدهن ولتتظاهر أمامهن بأن حياتها رائعة فائقة في النجاح وكل شيء بدرجة الامتياز مع الحبيب زوجها!
عزيزتي وحبيبتي الزوجة، أنا لا أدعوك لقول الحقيقة ولا أن تكشفي حياتك وخصوصياتك للأخريات من النساء، ولكن كوني أولا عاقلة ومتحفظة في كلماتك، ثانيا اعلمي أن غالب ما تلوكه النساء من أحاديث هو من صنع الخيال والمبالغة لتغطي كل منهن حياة مزعجة تعيشها مع «اللي ما قصّر ويّاها!!!» ثالثا: إن كنت ممن يتأثر ويستجيب فكوني لبيبة لا تجالسي ولا تخالطي أصنافا من النساء بتلك الشاكلة، بل لا تعقدي جوا من المقارنات التافهة! إن كنت تدّعين حقيقة أنك تحبين زوجك فبدلا من أن تتشبعي بما لم يعطك فقدّري له ما يبذله لك وكافئيه على صنيعه معك وعاتبيه على تقصيره تجاهك بدلا من هذا الكذب والافتراء ! عزيزتي، اعلمي أنك لست ملزمة بالحديث عن زوجك وحياتك معه، لست ملزمة بكشف خصوصيات دنياك وبيتك وأسرتك، أبدا أبدا! واحفظي على نفسك لسانك؛ فإن الخطب كبير والوزر أكبر!
لاتوجد تعليقات