روسيا تساهم في إبادة السوريين
كم هو محزن ومؤلم أن نرى دولة عظمى ودائمة العضوية في مجلس الأمن أن تنزل إلى هذا الانحدار في الدفاع المستميت عن نظام فاسد وقاتل وظالم وقاهر لشعبه كالنظام السوري، بدلا من قيامها بدور أكثر إيجابية وفاعلية ضمن ما يقوم به النظام من إبادة واضطهاد وتعذيب واعتقالات.
فروسيا ليست غائبة عن المشهد، فهي تملك جهازاً استخباراتياً قوياً داخل سوريا، ولديها معلومات دقيقة أن النظام الحاكم يقوم بكل صور الإجرام مستخدما كافة الأسلحة الجوية والبحرية والبرية والثقيلة والخفيفة منها على شعب أعزل، وقد قتل الأطفال والنساء والمدنيين والمسالمين، وسامهم سوء العذاب، ومنعهم من أبسط حقوقهم في الحياة؛ فمنعهم من الماء والدواء والغذاء والكساء والإيواء، بل قام بسلب محتويات منازل الأهالي ومزارعهم ومحالهم التجارية، وحتى المرضى والمصابين لم ينجوا منهم!
ولقد شاهدنا المقابر الجماعية بعد قيام السلطات بتعذيبهم وبتر أصابعهم وأرجلهم وفقء عيونهم وتقليم أظفارهم ونتف شعورهم وتقطيعهم إربا إربا.
هتك زبانية النظام حرمة المساجد والمصاحف وحرمة الأعراض وأمروا أفراد الشعب بالسجود لطاغية أفاك، وزج في سجونه بالآلاف منهم.
تلقت روسيا الدعم المالي الكبير المنشور في الصحافة العالمية من إيران وتسديد فواتير ديونها، لتقف هذا الموقف الصلب من تعطيل قرارات الأمم المتحدة واستخدام حق النقض ووصول أساطيلها إلى الموانىء السورية للدفاع عن زمرة النظام الذي لفظه الشعب.
إن الموقف الروسي غير مستغرب؛ فقد وقفوا مع الصهاينة في فلسطين المحتلة، واحتلوا أفغانستان، وارتكبوا أبشع الجرائم خلال 15 سنة! ودعموا الصرب بكل أنواع الدعم في البوسنة والهرسك، وباشروا بحرق كوسوفا والشيشان وداغستان، ولم يسمحوا لأي جمهورية بالاستقلال عن الاتحاد السوفييتي، بينما سمحوا لكل الجمهوريات النصرانية بالاستقلال!
ومازالت روسيا ترفض استقلال كوسوفا وباقي الجمهوريات وتقتل كل من يطالب بالاستقلال! ووقف الروس مع الطاغية القذافي والمجرم بن علي وغيرهما ضد الشعوب التي أرادت أن تتحرر من الفساد والظلم الجاثم على صدورها من تلك الأنظمة وأحزابها والموالين لها، وشاهدنا مواقف الروس المتعارضة حتى مع أدنى شعور إنساني.
ونحن في الكويت شاهدنا الموقف الروسي مع قضيتنا العادلة عندما احتل نظام البعث العراقي البائد من احتلال الكويت في عشرة شهور عجاف، وكيف أن روسيا تلونت مع الموقف فانتقلت مع المعارض إلى الممتنع، وقامت بتعديل قرارات الأمم المتحدة وحاولت ثني الدول عن الحل العسكري.
ثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أنهم ضد الإسلام والمسلمين والقضايا الإنسانية العادلة؛ لأن القيادة الروسية تعاملت بالحديد والنار مع شعوبها وساستهم بكل صلافة فكيف تتغير؟!
ولذلك من حق المسلمين أن يكون لديهم مقعدً في الأمم المتحدة، وأن يملكوا حق النقض (الفيتو) إذا أرادت الأمم العدل؛ لأن المسلمين أكثر من ثلث سكان الكرة الأرضية وأهمها موقعا ومساحة واقتصادا، وقد أسهمت في دعم كثير من القضايا الإنسانية.
في بداية هذا الأسبوع توجه الأمين العام للجامعة العربية ورئيس وزراء ووزير الخارجية القطري لتسليم الملف السوري إلى الأمم المتحدة بعد أن بذلت جهودا مضنية وسطرت الانتهاكات الخطيرة للنظام على الشعب، وقدمت مبادرة خجولة رفضها النظام وزاد من سياسة الإبادة بالحديد والنار، وسننتظر ماذا سيفعل المجتمع الدولي لحقن الدماء والأعراض، وماذا سيكون الموقف الروسي والصيني؟
نسأل الله أن يجعل الدائرة تدور على النظام وأعوانه وأن ينجي الشعب السوري ويحقن دماءهم ويحررهم من بطش أسوأ نظام مر عليهم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة عاجلاً غير آجل.
لاتوجد تعليقات