روسيا تدق طبول الحرب في سوريا
في تطور ملحوظ للأحداث في سوريا، صوَّت أعضاء مجلس الاتحاد الروسي الأسبوع الماضي مجتمعين بالموافقة على استخدام القوة العسكرية الروسية في سوريا، وعلى الرغم من تأكيدات القوى العالمية بأن حل الأزمة سيكون عبر بوابة الحل السياسي، وهو ما تم الاتفاق عليه من قِبَل المعارضة السورية سواء كانت في الخارج أم في الداخل السورى، إلا أن هذا التدخل المفاجئ جاء مخالفًا لهذه الاتفاقات.
طلب سوري
وفي هذا السياق أوضح سيرغى إيفانوف، مدير ديوان الرئيس الروسي، أن هذا القرار جاء بناء على طلب الرئيس السوري للمساعدة العسكرية من الرئيس فلاديمير بوتين ، مشيرًا إلى أن المقصود استخدام قوات جوية لمساندة القوات الحكومية السورية التي تحارب الإرهاب، وأن استخدام القوات الروسية على الأرض أمر مستبعد.
من جهتها، قالت رئيسة المجلس فالنتينا ماتفيينكو إن تفاصيل الضربات ستبحث في جلسة مغلقة، ولم يتم الإعلان عن المنطقة المعنية باستخدام القوة الروسية، وهذا مما يزيد الأمر غموضًا وتعقيدًا وريبةً.
بديل أم حليف استراتيجي؟
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي أكد في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ70 وتحركاته مع الوفد الروسي على صحة موقف بلاده من كل الأزمات المشتعلة في العالم، محملاً الولايات المتحدة مسؤولية التدهور في عدد من الملفات وتحديدًا في الشرق الأوسط، ولا شك أن هذا الطرح الروسي يوحي كأنه يريد أن يلعب دور البديل للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن حقيقة العلاقات الأمريكية الروسية في الفترة الأخيرة والزيارات المتبادلة بين البلدين التي كان آخرها زيارة بوتين لواشنطن، فضلاً عن التنسيق المشترك والواضح بين البلدين في دخول روسيا لهذه الحرب تشير إلى أنهما يتجهان نحو تحالف عسكري في التعامل مع ملفات الشرق الأوسط والأزمات المشتعلة فيه، والسؤال: من المستفيد ومن الخاسر من هذا التحالف؟
شماعة الإرهاب
كما أكد بوتين في خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده تقدم الدعم لسوريا لمواجهة الإرهاب، مؤكدًا أنه لا أحد يقاتل داعش في سوريا حقيقة باستثناء حكومة الأسد وقوات حماية الشعب الكردية، ولا شك أن تلك الشماعة التي تحاول روسيا تعليق أسباب خوضها لهذه الحرب عليها، أصبحت شماعة واهية، ولا سيما بعد الضربات الأولى لتلك القوات التي استهدفت فيها الجيش الحر وليس داعش على حد زعمهم؛ حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض سقوط مدنيين في القصف الذي شنته الطائرات الروسية على مناطق في حمص، وأوضح المرصد، أنه تمكن من إحصاء ما لا يقل عن 28 شخصًا بينهم خمسة سيدات وستة أطفال، أربعة منهم من عائلة واحدة، فضلا عن عنصر من الدفاع المدني، قتلوا جراء تنفيذ الطائرات الروسية لغارات على مناطق في مدينتي تلبيسة والرستن وقرية الزعفرانة بريف حمص الشمالي.
تدخل لدعم النظام
من جانبه قال رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجا: إن التدخل الروسي يستهدف دعم النظام والإبقاء عليه وإشاعة أجواء من الفوضى في سورية»، وتابع «الروس يتحدثون عن تسوية سياسية ولكن من الواضح أنهم يستعملون هذه الحجة من أجل تغطية تدخل عسكري في سورية».
إصرار سعودي
من جانبه صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للصحفيين في نيويورك قائلاً: “لا مستقبل للأسد في سوريا، هناك خياران من أجل التسوية في سوريا، هما خيار عملية سياسية يتم خلالها تشكيل مجلس انتقالي، والخيار الآخر خيار عسكري ينتهي أيضًا بإسقاط بشار الأسد، فعلى الأسد الرحيل أو مواجهة الخيار العسكري.
مؤامرة جديدة ضد الشعب السوري!
أخيرًا فلا شك أن ما يحدث ما هو إلا مؤامرة جديدة يتعرض لها الشعب السوري بل تتعرض لها المنطقة بأسرها، كما أوضح ذلك الدكتور وائل الحساوي قائلاً: أنا على استعداد أن أدفع عشرة آلاف دينار لمن يستطيع إقناعي بإمكانية بقاء الأسد في الحكم بوصفه جزءاً من حكومة انتقالية كما يقترح هؤلاء! فهل يمكن تشكيل حكومة جديدة تضم الأسد وجيش الفتح والجيش الحر؟! وهل يرضى الشعب السوري بأن يشارك في حكمه من قتل أكثر من 300 ألف من أبنائه وملأ السجون بالأبرياء؟! وهل يرضى تسعة ملايين سوري أُخرجوا من ديارهم بغير حق، وهدمت بيوتهم على رؤوسهم بالعودة إلى سورية في حال وجود الأسد؟ بل الأهم من ذلك هو أن بشار الأسد الذي أبدى استعداده لتدمير ما تبقى من سورية من أجل أن يبقى في الحكم، هذا المجرم السفاح لا يمكن أن يتنازل عن شبر من الحكم والهيمنة على رقاب شعبه، حتى ولو أعطي ما يريد من ضمانات وتطمينات!
إذاً فيجب أن نصيح جميعًا بصوت واحد: أيها الكبار أنتم كاذبون، وتخطيطكم ليس إلا مؤامرة جديدة ضد الشعب السوري!
لاتوجد تعليقات