رمضان والانطلاقة الكبرى
كم صام الناس رمضانات سنين متتالية، وختموا القرآن في رمضان كلَّ عام مرات عدة، وصلوا بالليل في التراويح والتهجد مئات الركعات كل عام، وربما بعضهم يعتكف أو يعتمر كل عام في رمضان، ويتصدق ويخرج زكاة الفطر، ولكنه يعود بعد رمضان كما هو تمامًا لم يتغير شيء في نفسه، ولم يتأثر بالعبادة!
فإذا دخل رمضان وهو لا يغض بصره خرج مِن رمضان كما هو قبْل رمضان، وإذا دخله وهو كسول عن الدعوة وطلب العلم، مضيع لوقته، كثير النوم؛ يخرج مِن رمضان كما هو، وإذا دخل رمضان وهو سريع الغضب ليس عنده حلم أو لا يصلي بالليل، أو لا يحافظ على ورد القرآن والأذكار خرج أيضًا كما هو!
إذاً لا بد مِن وقفة مع النفس في رمضان هذه المرة؛ لنبحث عن السبب في عدم التأثر أو التغير بعد العبادة؟
والجواب: لأننا نتعامل مع العبادة بالجوارح، والإعداد بالْكَمِّ لا بالكيف والقلب؛ فالطريق إلى الله يُقطع بالقلب، ولا يقطع بالأقدام، وكما قال بكر بن عبد الله المزني -أحد كبار التابعين-: «ما فضلكم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في صدره!».
فإذا أردتَ أن تخرج مِن رمضان إنسانًا آخر؛ فينبغي أن تعرف الغاية التي شَرع الله العبادة مِن أجلها؛ فلا بد مِن تحقيق هذه الغاية، قال النبي[: «إنّما بُعِثْتُ لأَتَمّمَ صالِحَ الأَخْلاقِ» (رواه أحمد،
لاتوجد تعليقات