رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 25 مارس، 2021 0 تعليق

ركـــز علـى قـلـبـك

 

- قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ»، فمحل نظر الله -سبحانه وتعالى- بالدرجة الأولى يكون إلى القلب والعمل وليس الجسم والمال.

- والقلب متقلب، ويتعرض للأهواء، والمغريات، وكأنه في مهب الريح، قال - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّما سُمِّيَ القلبَ من تَقَلُّبِه، فمَثلُ القلبِ مَثَلُ رِيشَةٍ بالفلاةِ، تَعَلَّقَتْ في أصْلِ شجرةٍ، يُقَلِّبُها الرّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ».

- وهذا القلب إرادته بيد الله، فعلى المسلم أن يلجأ إلى الله -جل وعلا-، ويطلب منه الهداية -سبحانه-؛ ذلك أن «قلب المؤمنِ بينَ أُصبعَينِ من أصابِعِ اللَّهِ -عزَّ وجلَّ»، كما قال نبينا - صلى الله عليه وسلم-. وكان من دعائه - صلى الله عليه وسلم-: «يا مُقَلِّبَ القلُوبِ ثَبِّتْ قلبي على دينِكَ» وأيضا: «يا مُصرِّفَ القلوبِ ثبِّتْ قلْبِي على طاعتِكَ». فالهداية الحقيقية من الله -عزوجل-، وإنما على الداعية بذل السبب وتبليغ الدعوة، كما قال -تعالى-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (القصص:56).

- والقلوب نوعان: قلب خاشع مذعن إلى الله، وهذا داخل في معنى الإسلام الذي هو الاستسلام بالكلية لله -سبحانه وتعالى-، وقلب لا يخشع لله، ولا يذعن له، بل هو مضطرب ومتردد؛ ولذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بالله من القلب الذي لا يخشع فيدعو قائلا: «اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن دعاءٍ لا يُسمَعُ، وأعوذُ بِكَ من قلبٍ لا يَخشعُ». والقلب المضطرب الذي لا قرار له، لا يقبل الله منه دعاء، فلا بد لمن يدعو الله أن يتيقن بأن الله مستجيب له، وأن الله هو خير مسؤول، قال - صلى الله عليه وسلم -: «ادعوا اللَّهَ وأنتُم موقِنونَ بالإجابَةِ، واعلَموا أنَّ اللَّهَ لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ».

- والقلب الخاشع هو قلب مطمئن، يرضى بقضاء الله وقدره، وهو دائم السعي والاجتهاد للفوز بمرضاة الله -تبارك وتعالى-؛ وتأمل هذا الحوار: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} (البقرة:260). «من غير شك في الله -تعالى ذكره- ولا في قدرته، ولكنه أحب أن يعلم ذلك وتاق إليه قلبه؛ فقال: {ليطمئن قلبي}.

- والقلوب في الفتن أبيض وأسود: قال -صلى الله عليه وسلم -: «وتعرضُ الفتنُ على القلوبِ كالحصيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها، نُكِتْتْ فيه نكتةٌ سوداءُ؛ وأيُّ قلبٍ أَنكَرَها نكتتْ فيه نكتةٌ بيضاءُ، حتى تصيرَ على قلبينِ: أبيضُ مثلُ الصفا فلا تضرُّه فتنةٌ ما دامتِ السمواتُ والأرضُ والآخرُ أسودُ مِربادًّا، كالكُوزِ مُجَخِيًا لا يَعرِفُ معروفًا ولا يُنكِرُ مُنكَرًا إلا ما أُشْرِبَ هواه».

- فالقلب الأبيض يضم الإيمان والصدق والأمانة, وينفي الكفر والكذب والخيانة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَجتَمِعُ الإيمانُ والكُفرُ في قلبِ امرئٍ، ولا يجتمعُ الصدقُ والكَذِبُ جميعًا، ولا تَجتَمِعُ الخيانةُ والأمانةُ جميعًا». لذا قيل لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ الناسِ أفضلُ؟» قال - صلى الله عليه وسلم -: «كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ».. قالوا: «صدوقُ اللسانِ نعرفُه فما مخمومُ القلبِ؟» قال - صلى الله عليه وسلم-: «هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسدَ». وصدق ربنا -جل وعلا-؛ إذ يقول: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}. (الشعراء: 88- 89).

- وحتى يكون قلبك تقيا نقيا خاشعا.. ركز على قلبك.

 

 

22/3/2021م


لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك